اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، قرار الولايات المتحدة إنهاء عمل القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة «أحادياً ولا مسؤولاً». وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في بيان، إن القرار «يأتي في إطار استكمال حلقات مشروع فرض «إسرائيل» الكبرى على أرض فلسطين التاريخية التي دشنها بإزاحة قضايا القدس واللاجئين وتثبيت المستوطنات غير الشرعية وتصفية القضية الفلسطينية».وأضاف عريقات أن إنهاء وجود القنصلية الأمريكية لا علاقة له بادعاءات «الفاعلية» التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وإنما بكل ما يمكن فعله لنيل رضا الفريق الأمريكي الذي يستند إلى الأيديولوجيا والرواية اليمينية «الإسرائيلية» المتطرفة.وشدد عريقات على أن «ذلك يؤكد صوابية قرارنا وتوجهاتنا في أن إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب لا يمكن أن تلعب دوراً في صنع السلام، وأنها جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل».وأكد عريقات أن قرار وزارة الخارجية الأمريكية دمج القنصلية الأمريكية في القدس، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تنفيذ قانون القومية العنصري.في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه وفي استهداف واضح لإنهاء ما تبقى من مظاهر عملية وثوابت قائمة تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة وجزءاً من الأرض الفلسطينية التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967، جاءت الخطوة الأمريكية الأخيرة مستهدفة هذا المبدأ المكوّن في القانون الدولي والمعبّر عنه بوضوح في قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، بإعلان الخارجية الأمريكية ضم القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية كلياً للسفارة الأمريكية التي تم نقلها من «تل أبيب» للقدس.وأضافت الوزارة، أن القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية باشرت عملها منذ عام 1844 عندما قرر الرئيس الأمريكي في حينه جون تايلر تعيين أول قنصل أمريكي في القدس لتولي مسؤولية العلاقات الأمريكية الفلسطينية، وعندما افتتحت الولايات المتحدة سفارتها في «تل أبيب» تم التأكيد على الفصل بين عمل السفارة المسؤولة عن العلاقات مع «إسرائيل» وبين القنصلية في القدس الشرقية المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين، مؤكدة أن القرار ينهي الوضع القائم منذ 174 عاماً ويقضي على عملية الفصل المقصود في العلاقات، وينهي عمل القنصلية، كما يلحق العلاقة مع الفلسطينيين بعمل السفارة ، مشيرة إلى أن هذا القرار الإداري في صيغته والسياسي في مضمونه، يعكس التوجه الأمريكي القائم في استمرار حربها الشرسة على الشعب الفلسطيني ومقدراته. (وكالات)
مشاركة :