تعد الكروس فيت من أبرز التدريبات التي تزيد من قدرة العضلات على التحمل وهي عبارة على مجموعة دائرية من التمارين التي تدرب الكتفين والعضلات الأساسية في الجسم، لا سيما بالنسبة إلى المبتدئين الذين عليهم التدرج في الشدة، تفاديا للإجهاد والتعرض للإصابات. واشنطن - انتشرت رياضة الكروس فيت في الدول العربية وبين أوساط النساء بعد اقتصارها على الرجال وفي قارتي أوروبا وأميركا، في البداية. ابتدع هذا الرياضة كل من غريغ غلاسمان، لاعب الجمباز الأميركي السابق، وزوجته السابقة، لوران جيني. تضم الكروس فيت تشكيلة مختلطة من التمارين الرياضية المختلفة تبدأ أولا بتمارين الإحماء، ثم ينتقل المتدرب لأبرز التمارين مثل تمارين البطن والركض وتمارين العقلة وتدريبات رفع الأثقال وتدريبات الأيروبكس والجمباز وتمارين التجديف. ومن الممكن أن تمارس تمارين الكروس فيت دون الاعتماد على الأجهزة الرياضية بما يتناسب والحالة الصحية لكل شخص ووفق تقدير المدرب المتخصص الذي يقوم بمساعدة المتدرب في اختيار التمارين الرياضية التي سيمارسها، خلال جلسة التدريب، حيث يمكن اختيار ما بين خمسة تمارين أو ثلاثة فقط. تتم ممارسة هذه التمارين بالتكرار دون توقف أو راحة، طوال جلسة التدريب المحددة وعندما يصل الشخص لأعلى المستويات ينتقل إلى المستويات المتقدمة أي يمارس المتدرب ما يعرف بالأربعة أوقات، هذا يعني أن يقوم الشخص باختيار أربعة تمارين لممارستها بعدد معين ولفترة محددة مثل ممارسة تمارين البطن خمس مرات ثم بعد ذلك تمارين نط الحبل خمس مرات ومن بعدها ممارسة تمرين الركض لمدة عشر دقائق ثم تمارين الجمباز لعشر دقائق وهكذا. ويسعى الشباب والفتيات إلى ممارسة الكروس فيت لعدة أهداف تفيد صحة جسدهم، ومن أهم هذه المزايا دورها الفعال والقوي في إنقاص الوزن المكتسب وحرق الدهون المتراكمة. كما تقوي هذه الرياضة اللياقة البدنية وتجعل الجسم أكثر رشاقة ومرونة وتساعد في بناء العضلات وتقوية العظام وتحفز أيضًا الجسم وتمنحه القوة والنشاط والحيوية بشكل كبير. وبالإضافة إلى ذلك تحسن الكروس فيت عملية التنفس وتوازن معدلات عمليات الشهيق والزفير وتكوّن الكتلات العضلية وتعمل على حماية الجسم من الإصابة بالأمراض الخطيرة. ويرى مدربو اللياقة أن من يمارس هذه الرياضة لا يمكن أن يشعر بالروتين أو الملل، لأنه سيجد نفسه أمام الكثير من التمارين المتنوعة التي تمارس في وقت واحد ومن بينها نجد: من الممكن أن تمارس تمارين الكروس فيت دون الاعتماد على الأجهزة الرياضية بما يتناسب والحالة الصحية لكل شخص تمارين الكتفين: هي تساعد على زيادة القدرة على التحمل وخفة الحركة والتنسيق ورفع الأثقال وترفع القوة جسديًا وعقليًا وخلال هذه التمارين، يحتاج المتدرب إلى المزيد من القوة والمهارة، مع تدرج الأوزان من الأخف إلى الأثقل وزنًا. تمارين السحب: هي تمارين من الممكن القيام بها لمدة 20 دقيقة بأكبر عدد من المجموعات التدريبية. وفي هذا التمرين يجب رفع الجسم حتى مستوى الصدر، دون عدد محدد من التكرارات، والاستمرار لمدة 5 دقائق. تمارين القرفصاء مع القفز في الهواء: هي تساعد على زيادة قوة العضلات وتحقيق الانتعاش المطلوب لها مع رفع قوة التحمل للمفاصل على وجه التحديد. تمارين الانخفاضات: يقوم فيها المتدرب بممارسة تمارين مشية المزارع لمسافة 200 متر مع حمل 50 رطلا، وهو ما يساعد على تطوير قوة الأكتاف بشكل صحي، كما يمكنك استبدال الوزن بدمبل يتم حمله بجانبي الجسم، مع التركيز على قدم واحدة عند السير، ثم دفع الوركين إلى الخلف والضغط على أوتار الركبة. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من نجوم هوليوود يمارسون تمارين الكروس فيت ومن بينهم، جيسيكا ألبا وكاميرون دياز وجيسيكا بيل ومات ديمون وبراد بيت وإليزابيث بانكس وفانيسا هدغنز. ولكن ممارسة مثل هذه التمرينات الصارمة التي تدفع الجسم حتى حدود طاقاته، هل تشكّل خطراً على الجسم؟ من الثابت أن الاستمرار في ممارسة الرياضة العنيفة لفترات طويلة، يقلّل من كفاءة خلايا الجسم أو حتى موتها في الحالات القصوى. وهذا يسبّب تسرّب مكوّنات الخلية إلى مجرى الدم أو ما يسمّى طبّياً “انحلال الربيدات”، الأمر الذي قد ينتهي إلى التسبّب بأمراض الكلى. ويقول الباحثون في مجال الطب الرياضي إن ممارسي رياضة الكروس فيت غالباً ما يدفعون أجسامهم إلى الحد الأقصى، حتى وإن كانوا يشعرون بالألم. المزج بين هذه الحدة مع التمرينات القوية لرياضة الكروس فيت، يرفع من نسبة خطر الإصابة بالمضاعفات. لكن خبراء يرون أن هذه المضاعفات ليست مرتبطة حصراً بتمرينات الكروس فيت، فبالرغم ممّا تسببه هذه الرياضة من إصابات لممارسيها، فهي ليست سببا مباشرا للإصابة بمضاعفات موت الخلايا. تدريب يمزج بين مجموعة من الرياضات في آن واحدتدريب يمزج بين مجموعة من الرياضات في آن واحد وقد يتعرض المتدرب إلى التعب الشديد وتصاب مفاصله بالشد والإجهاد وقد يعرض عضلاته للتمزق وذلك بسبب عدم وجود فترات استراحة أثناء ممارسة التمارين، خاصة التمارين الصعبة مثل تمارين رفع الأثقال وتمارين الجمباز التي تحتاج إلى بعض الوقت من الراحة. ويتوافد أيضًا المراهقون على ممارسة تمارين الكروس فيت قبل اكتمال نمو عضلاتهم وبالتالي يكونون أكثر عرضة لبعض الإصابات. كما يتسبب عدم الالتزام بالطريقة الصحيحة لأداء تمارين الكروس فيت أيضًا في إصابات كبيرة وخطيرة. وقد توصلت دراسة نشرت في صحيفة القوة والتأهيل البدني الأميركية، سنة 2013، إلى أن 73 بالمئة من المشاركين في الإحصائية تعرضوا لإصابات مزمنة بسبب الكروس فيت. 32 بالمئة من الإصابات كانت بالكتف بسبب التردد العالي لتمارين الأوليمبينغ ليفتينغ. وهذا النوع من الإصابات أعلى كثيرا من معدل الإصابات التي يتعرض لها ممارسو الأوليمبينغ ليفتينغ، دون إضافة الكروس فيت. كما يحذر الأطبّاء من ممارسة هذه الرياضة إن كان الشخص يعاني من نسب مرتفعة للكوليسترول أو للأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة. وشددوا على أنه عليهم بداية استشارة الطبيب المختص، في نوع الرياضة التي تناسبهم، وليس فقط إتباع صيحة ما، حفاظاً على صحتهم. كذلك ينصح الخبراء، بحسب دراسة نُشرت في دورية طبية مختصة بالطب الرياضي، بأن إعطاء الجسم فترات للراحة يساعد على تقليل نسبة الإصابة بضعف وتحلل الخلايا والمضاعفات المصاحبة لهما. كما ينبغي التدرج في قوة التمرينات على فترات، حتى تكتسب العضلات اللياقة اللازمة للاستمرار وتقبّل درجات أعلى من قوة التمرينات. وتظهر حدة التمارين على طريقة التنفس ومعدل ضربات القلب ومدى تعرق المتدرب ومدى شعوره بإرهاق في العضلات. وهناك طريقتان أساسيتان لقياس حدة التمارين: 1 - الشعور بالتمارين: تُعد حدة التمارين وسيلة قياس شخصية لمدى صعوبة التمارين البدنية بالنسبة إلى المتدرب عند ممارستها، فهي تقيس الجهد الذي يرى نفسه يبذله. فقد يختلف الجهد الذي يبذله شخص ما عن آخر عند ممارسة نفس التمرين، فعلى سبيل المثال، ما يظن أنه مسافة صعبة من الركض قد يكون تمرينًا سهلاً بالنسبة إلى شخص أفضل من حيث اللياقة البدنية. 2 - معدل ضربات القلب: يُعد معدل ضربات القلب وسيلة موضوعية للتعرف على مدى حدة التمارين، وبشكل عام، كلما زاد معدل ضربات القلب أثناء التمارين البدنية، زادت حدة التمارين. وتظهر الدراسات أن الجهد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمعدل ضربات القلب؛ لذا، إن كان المتدرب يظن أنه يمارس التمارين بجد، فينبغي لمعدل ضربات قلبه أن تزداد.