إرلانغن (ألمانيا) - يشدد أطباء الأسنان على ضرورة علاج التهاب الغدد اللعابية على وجه السرعة، نظرا إلى أنه قد يتسبب في نشوء خُراج، يرفع بدوره خطر الإصابة بحدوث تسمم في الدم قد يهدد الحياة. قال البروفيسور الألماني يوهانيس تسينك إن التهاب الغدد اللعابية هو -كما يتضح من اسمه- التهاب يصيب الغدد اللعابية الموجـودة تحت اللسـان وتحـت الفكـين، وكـذلك الغدة النكفية، التي تعدّ أكبر الغدد اللعابية. وأضاف تسينك وهو مدير مركز الغدد اللعابية بمستشفى إرلانغن الجامعي، أن التهاب الغدد اللعابية له أسباب عدة مثل سوء التغذية أو سوء العناية بالفم أو التهاب الأغشية المخاطية بالفم أو تعاطي بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الهيستامين أو الأدوية المدرة للبول. كما قد يحدث التهاب الغدد اللعابية في إطار بعض الأمراض مثل النكاف أو الإنفلونزا أو الحصوات اللعابية أو بسبب الإفراط في شرب الخمر. وتتمثل أعراض التهاب الغدد اللعابية في تورم الغدد والشعور بآلام فيها واحمرار الجلد المحيط بها، بالإضافة إلى الحمى. وهناك عدة طرق لعلاج التهاب الغدد اللعابية بواسطة الأدوية المثبطة للالتهابات، كما يمكن اللجوء إلى المضادات الحيوية، مع العناية الجيدة بالفم، بالإضافة إلى مضغ العلكة والسكاكر، والتي تساعد على إفراز اللعاب. وفي حال تكرار الإصابة بالتهاب الغدد اللعابية أو في حال الاشتباه في وجود أورام، فيمكن حينئذ اللجوء إلى استئصال الغدد اللعابية. جدير بالذكر أن اللعاب يتمتع بأهمية كبيرة للصحة؛ حيـث إنه يعمل على ترطيب الفـم وتجهيـز الطعـام لعملية الهضم فضـلا عن تـأثيره المضـاد للبكتيريا والمعالج للجروح. وأوضح الأطباء أن إصابة الغدد اللعابية بالالتهاب تحدث نتيجة إصابتها هي أو قنواتها المفرغة بالجراثيم أو الفيروسات، وعادة ما تكون العنقوديات المذهبة هي الجرثومة الشائعة ومن الفيروسات الشائعة المسببة لالتهابات الغدد اللعابية هي فيروسات الأنفلونزا. وتزداد فرصة حصول التهابات الغدد اللعابية عند كبار السن والأشخاص الذين يتناولون أدوية من تأثيراتها الجانبية التقليل من إفراز الغدد اللعابية وبسبب وجود حصاة لعابية في أقنية الغدد. وعند إهمال العلاج، يتشكل القيح ويتجمع داخل الغدة ليشكل خُراجا (تجمع قيحي كبير داخل الغدة) وهو ما يعدّ من أكثر الاختلاطات شيوعا. أيضا يمكن في حال كان التهاب الغدد اللعابية ناجما عن الإصابة بورم حميد أن يتضخم ليبلغ حجما كبيرا فيسبب شللا في المنطقة القريبة منه بالوجه. أما في حال كان الورم خبيثا فقد يستمر بالنمو بسرعة أكبر من ذلك الحميد وأكثر انتشارا، وقد يضرّ بجزء أو بكامل المنطقة القريبة منه خلال وقت قياسي، ما يعد أمرا شديد الخطورة وفي حال لم يتم العلاج، يمكن أيضا أن يحدث انتشار للبكتيريا ضمن باقي أنحاء الجسم ليسبب أمراضا جهازية أخرى مثل مرض خناق لودفيغ (لودفينغ أنجينا) وهو شكل من أشكال التهاب النسيج الخلوي الذي يحدث في الجزء السفلي من الفم. كما يرتبط التهاب الغدة النكفية أو ما يعرف باسم مرض أبوكعب أو النكاف بالتهاب الخصيتين أو المبيضين. وقد يكون هذا النوع من الاتهاب مسببا حقيقيا للعقم عند الرجال الذين يصيبهم بعد أن يبلغوا، حيث يسبب التهاب الخصيتين العقم بنسب تتراوح بين 15 بالمئة إلى 40 بالمئة عند الرجال كاملي البلوغ. ويقول الأطباء إنه بعد الشفاء من التهاب الغدد اللعابية يحصل الجسم على مناعة كاملة منه على مدى الحياة.
مشاركة :