تزامنا مع عصر الثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» وازدياد استخدامها بشكل روتيني ومستمر بسبب سهولة التعامل مع تطبيقاتها ومواقعها وسرعة الاتصال والتواصل عبر منصاتها، انتقلت «العلاقات الإنسانية» إلى المجتمعات الافتراضية لتحقيق مختلف الأهداف من ورائها، مثل التواصل مع الأصدقاء أو البحث عن معلومة أو أخبار أو التواصل مع أصحاب الخدمات التجارية للحصول على خدمات متنوعة وغيرها الكثير من الأهداف المنصبة في قالب«العلاقات الإنسانية». ولذلك هناك ثمة قواعد ونصائح «إتيكيتية» و«بروتوكولية» تساعد على الارتقاء بالتواصل البشري عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا». مع زيادة عدد مستخدمي مواقع «التواصل الاجتماعي» الذي بلغ 3.4 مليارات مستخدم متفاعل بشكل مستمر عبر الشبكات «السوشيالية» إما لمشاركة أحداث يومهم أو مشاركة أعمالهم وتخصصاتهم المهنية والترويج لها. ومن أجل تواصل راق في إطار الأخلاقيات المتعارف عليها بين الناس لا بد من اتباع مجموعة من «النصائح» التي تحكم تواصلنا «الافتراضي»، ومن هذه «النصائح» أو الإرشادات - الصراحة والوضوح في تقديم أنفسنا والتعريف بها للجمهور الافتراضي وعدم خداع الآخرين. كذلك يجب عدم المغالاة في مشاركة الآخرين من المتابعين لنا عبر حساباتنا على مواقع «السوشيال ميديا» لحياتنا الخاصة، فالوجود المنطقي والمعتدل عبر المجتمعات الافتراضية يجعلنا أكثر جماهيرية ويرغب الآخرين في متابعتنا. وبما أن هناك عديدا من الأشخاص لا يجيدون مهارة الحوار والنقاش في الحياة الواقعية، فلابد من تجنب الجدل مع الآخرين عبر المنصات الافتراضية، حتى لا تتسع دائرة الجدل الافتراضية وتتسبب في المشاجرات أو خلق روح العداوة بين أطراف الحديث الجدلي، كذلك يجب عدم الإفراط في إظهار روح الدعابة لأن ذلك من شأنه أن يقلل من قيمة الشخص أمام الآخرين حتى عبر المواقع التواصلية - الافتراضية. ويجب مراعاة عدم الخلط بين العمل والحياة العامة أو الشخصية والحرص على استخدام لغة صحيحة وسليمة ولائقة للتواصل الاجتماعي، كما يجب مراعاة العادات والتقاليد والأعراف الثقافية والدينية والحفاظ عليها، بالأخص كون الحياة الافتراضية - السوشيالية أصبحت كثيرة الانفتاح على شعوب ومجتمعات أخرى. وفي ظل التعامل والاتصال عبر قنوات «التواصل الاجتماعي» يفضل مراعاة شعور الآخرين الذين نتواصل معهم افتراضيا»، وفي سبيل ذلك يجب ألا نوجه إليهم نقدا جارحا ومباشرا عبر خانة التعليقات العامة وألا نقوم بتوجيه أي نقد غير بناء ويجدر أن نبتعد عن كل ما يثير غضبنا أو يستفز مشاعرنا عبر قنوات الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما يجب احترام رغبة الآخرين واهتماماتهم عبر حساباتنا السوشيالية حتى نحظى بتواصلهم وتفاعلهم مع ما ننشره من «محتوى إلكتروني». ومن أهم الأمور التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار عند التواصل أن نبتعد تماما عن الشاشة الافتراضية في حالة الغضب والتوتر وعدم الشعور بالرضا.
مشاركة :