في الوقت الذي تقترب القاهرة من توحيد الجيش الليبي، وفيما يستعد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لإطلاق عملية عسكرية واسعة للقضاء على المجموعات «الإجرامية» في جنوب البلاد، ظهرت مؤشرات قوية على عودة واشنطن إلى ليبيا، مجدداً وفق مؤسسة ابحاث اميركية. وبينما أبدت قبيلة العبيدات احتجاجها على تعيين العيساوي وزيراً للاقتصاد، بحث الموفد الدولي غسان سلامة مع بلدية الزاوية مقترحات تنمية المدينة. وافادت معلومات عن الثروة التي تركها الرئيس الراحل معمر القذافي بانها تقدر بـ 600 مليار دولار أميركي. وفي التفاصيل، قالت مؤسسة أبحاث أميركية إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مترددة بشأن الضلوع بدور في ليبيا أكبر من مكافحة الإرهاب؛ رغم وجود مؤشرات قوية على عودة واشنطن إلى ليبيا، مجدداً. وكتبت مجلة «إنسايد أرابيا» الأميركية، أخيراً، أن «هناك مؤشرات قوية على أن التنافس الفرنسي- الإيطالي حول ليبيا، تسبب في تعقيد الجهود الدولية لإحلال الاستقرار في البلد، وبأن صناع القرار في الولايات المتحدة أيدوا بشدة استئناف مشاركة وانخراط بلادهم في ليبيا، لمنعها من أن تصبح مركزا للإرهاب». ونقل التقرير الأميركي عن إليانا روس ليتينن، رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها: «لقد تخطى الأمر تعيين سفير أميركي جديد لدى ليبيا. نحتاج إلى إعادة فتح سفارتنا في طرابلس، لزيادة مشاركة الولايات المتحدة على الأرض». وذكر التقرير أن سفير ليبيا لدى المكسيك، مفتاح الطيار، يبدي اهتماما أميركيا للعمل في ليبيا، متوقعاً أن يكون ذلك الاهتمام الأميركي المفاجيء مرتبطًا بتصاعد التوترات مع إيران، «وهو أمر من شأنه أن يحدث اضطرابا في إمدادات النفط من الخليج، أو ينتج عنه نقص في إمدادات النفط وارتفاع أسعاره، على أقل تقدير. باعتبار أن ليبيا أصبحت لاعبا مهماً في سوق النفط العالمية، لأن بإمكانها تعويض أي نقص في النفط بآخر أعلى في الجودة، بعيدا عن التوترات في الخليج». ونقلت المجلة الأميركية عن جاسون باك، رئيس مؤسسة «ليبيا أناليسيس» البحثية، ومقرها لندن، أن هناك مؤشرات أخرى على رغبة واشنطن في الضلوع بدور في ليبيا، قائلا: «إيطاليا تخطط لاستضافة مؤتمر دولي حول ليبيا في صقلية، الشهر المقبل. الأمر المشجع هو أن كلا من أميركا وروسيا، على استعداد للمشاركة في المؤتمر لمناقشة سبل لإحلال الاستقرار بليبيا». وأنهت المجلة الأميركية تقريرها بالقول إن هناك توقعات أو مؤشرات على عودة الدور الأميركي لليبيا، وبأنه ينتظر من موسكو وواشنطن لعب دور أكبر وأنجع لإعادة الاستقرار إلى ليبيا. من ناحية ثانية، أرسلت قيادة الجيش الليبي بقيادة حفتر عدد عشر سيارات رباعية الدفع إلى كتيبة سبل السلام في مدينة الكفرة (جنوب). وأصدر حفتر قرارا بتشكيل قوة مشتركة من خمس كتائب لتطهير الجنوب من الجماعات التي تمتهن الخطف والحرابة والسرقة لجني الأموال. وكان مجلس النواب قد طالب القيادة العامة للقوات المسلحة بإرسال تعزيزات ودعم عسكري وبشكل عاجل لتطهير الجنوب الليبي من دنس العصابات الإجرامية. ودان المجلس في بيان له، انتهاك المعارضة التشادية حرمة التراب الليبي بوجود قواتها في مناطق الجنوب الليبي وممارستها عمليات النهب والخطف والقتل. ومن جهته، أكّد الناطق باسم قيادة الجيش العميد أحمد المسماري عزم القيادة على إطلاق عملية عسكرية واسعة للقضاء على المجموعات الإجرامية في الجنوب. وأوضح المسماري أن حفتر يخطط فعلياً للقضاء على جماعات المعارضة السودانية والتشادية والعصابات الإجرامية الأخرى، التي باتت تهدد الأمن القومي والاستراتيجي لجنوب ليبيا، الذي يمثّل نحو ثلث مساحة الدولة. في غضون ذلك، يقترب العسكريون الليبيون من توحيد مؤسستهم العسكرية، حيث تواصل لجان توحيد تلك المؤسسة اجتماعاتها بالقاهرة منذ يومين، لإنجاز ما تبقى من الملفات العالقة للإعلان عن توحيد الجيش الليبي وفق «بوابة العين» الاخبارية. وأكد المسماري، أنه تم الاتفاق على الهيكل التنظيمي والمهام والواجبات المناطة بكل مجلس من المجالس الثلاثة، كما تم التوافق أيضا على بعض المقترحات الخاصة بمعالجة مشكلة المليشيات المسلحة المنتشرة في المنطقة الغربية. وشهدت تلك الاجتماعات حضور رئيس أركان الجيش الليبي الذي يقوده حفتر، اللواء عبد الرازق الناظوري، ورئيس أركان الجيش في حكومة الوفاق اللواء عبد الرحمن الطويل، وهو ما يعد دفعة قوية لهذه الاجتماعات، وتوقع الخبراء الإعلان عن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية في القاهرة قريباً. على صعيد آخر، تحدث المسؤول السياسي لجبهة النضال الوطني في ليبيا، أحمد قذاف الدم، عن الثروة التي تركها الرئيس الراحل معمر القذافي مقدرا قيمتها بـ 600 مليار دولار. وخلال لقاء في برنامج تلفزيوني على قناة مصرية، قال قذاف الدم إن الغرب استولوا على ثروة القذافي وبددوا ما يقرب من 277 مليار دولار خلال السنوات الماضية. وأضاف: «معمر القذافي ترك أكثر من 600 مليار دولار ما بين سائل وذهب، لكنها بددت»، مؤكدا أن ليبيا من أغنى دول العالم في الغاز، وهو ما تسبب في طمع العديد من الدول الغربية في ليبيا. الى ذلك، التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مشايخ واعيان قبيلة العبيدات من الابرق حتى طبرق بناء على طلبهم. ووفق المستشار الإعلامي لرئاسة المجلس فتحي عبدالكريم المريمي، أعلنت قبيلة العبيدات احتجاجها على تعيين علي العيساوي وزيرا للاقتصاد ورفضهم لذلك لأنه متهم في قضية اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس العبيدي ورفيقيه العقيد ناصر العبيدي وخميس العبيدي. ولم يمتثل للتحقيقات حتى الآن، معتبرين أن قرار الرئاسي بتعيينه غير مدروس واهانة في حقها وكل قبائل برقة.
مشاركة :