حولت الشابة #زهرة_هاشم_المسلم الطالبة في كلية الأسنان بجامعة عبد الرحمن بن فيصل نظرة العطف إلى أحد الأطفال الفقراء وهو يحمل كتابه الدراسي، إلى برنامج خيري اجتماعي عملت فيه على استقطاع وقت من إجازتها الأسبوعية لتدريس أبناء الأسر المتعففة في مدينة الخبر ممن يعانون من مصاعب دراسية. وروت زهرة قصتها لـ"العربية.نت" قائلة: "بدأت الفكرة من العام الماضي عندما كنت مريضة وأذهب باستمرار للمستشفى ورأيت طفلا يحمل كتابه، ويطلب المال من الناس، وفي مرة من المرات تأخر علي السائق فجلست بجانبه وفتحت كتابه وبدأت أشرح له بعض دروسه". وأضافت: "من بعدها حبيت فكرة إني أعلم أطفال من أبناء الأسر المتعففة وكانت الصعوبة في البداية كيف أبدأ وأين أنشر إعلاني". البداية.. طفل وطفلة ولأن زهرة آمنت بفكرتها النبيلة فقد بدأت بحسب ما تقول نشر أوراق إعلانات في الأحياء الفقيرة في الخبر، وتابعت: "بدأت أعطي أوراقا لأبناء الحي وأبلغهم أن أي أحد من الأطفال يحتاج مدرسة خصوصية مجاناً، فأنا أستطيع القيام بذلك". وبينت زهرة في ثنايا حديثها أن البداية كانت مربكة بالنسبة لها لأنها لا تدري أين ستقدم الدروس لهم، حتى لاحت لها فكرة الاستعانة بزميلة لها تسكن بجوار تلك الأحياء، وكانت تدرس الأطفال في بيتها، وبعد فترة أصبحت زهرة تزور الأطفال في منازلهم وتدرسهم بحضور أمهاتهم. وقالت: "كنت أدرس في البداية طفلة وطفل، ثم أصبحت أدرس 4 بنات وطفلين، ولم أستطع أن أستقبل عدداً أكبر لأن الموضوع أصبح فيه نوع من الصعوبة". ولفتت زهرة إلى أنها تسكن في الجامعة ولا تستطيع الخروج بشكل مستمر، لذا عندما تبدأ في تدريس الأطفال تستمر معهم لمدة 3 ساعات، وتشرح لهم كامل المناهج. وأضافت: "الحمد لله كنت أختبر معلوماتهم قبل وبعد وألاحظ تطورا كبيرا في مستواهم وهذا الأمر أسعدني". الكابتن عبدالعزيز وحكت زهرة المسلم موقفاً عندما انقطعت عن تدريس طلابها الصغار لمدة أسبوعين بسبب ظروفها الدراسية، وكان هناك طفل والحديث لزهرة اسمه "عبدالعزيز"، وهو يتيم الأم والأب ويعيش لدى خاله، دائماً يخبرها أن الأستاذ يوبخه ويقول له: "أنت ما تفهم"، وعندما علم أنه لن يراها لمدة أسبوعين بسبب الاختبارات، خشي أن يفقدها. تقول زهرة: "اتصل بي وطلب مني أنه يريد زيارتي، فأتى به خاله إلى السكن عندي، ونزلت له وعندما رآني حضنني وبكى، وقال إن الأستاذ كرّمه في الطابور، وأشاد به أمام زملائه وأنه صار طالبا مجتهدا وقدم لي هدية". وأضافت: "كنت خايفة ومصدومة وسعيدة في نفس الوقت لأن عبدالعزيز أو الكابتن عبدالعزيز (لأنه يريد أن يصبح طياراً)، تحسن مستواه الدراسي واستطعت مساعدته وأن نتجاوز أنا وهو تحدي التغير للأفضل دراسيا". تجديد غرف النوم وأوضحت زهرة أن فكرة التطوع عندها كانت تنقسم إلى قسمين حيث بدأت في تعليم أطفال المرحلة الابتدائية من أبناء الأسر المتعففة، وفي خطوتها القادمة ستبدأ في تجديد غرف النوم للمراهقين من أبناء هذه الأسر، وقالت: "هذه الفكرة تحت الإنشاء وإلى الآن عندي بيتان واخترت المراهقين لأن هذا الأمر مهم لهم نفسياً". وعند سؤالها: "هل تحصل على دعم مادي لتنفيذ هذه الأفكار من أي جهة"؟، ردت زهرة: "أنا طالبة وأعيش على مكافأتي الجامعية، ولكن أقوم بتدريس طالبات السنة التحضيرية في الجامعة يجوني السكن والمال الذي أحصل عليه أستثمره في تدريس الأطفال وأنوي به تجديد غرف المراهقين". أنتِ غبية كما ذكرت زهرة في سياق قصتها أنها في مرحلة الطفولة كنّ المعلمات يقلن لها: "أنتِ غبية" وكانت تتعرض للتنمر لأن لديها صعوبة في الحفظ، وقالت: "المعلمات ما يشعرن إنه صعب علي الحفظ، وسهل عليّ الفهم، وتعرضت للتنمر، وكان الموضوع مزعج بالنسبة لي وما أتمنى أحد في الحياة يشعر بما كنت أشعر به"، وربطت بين تلك المشاعر ورواية كتبتها تحمل اسم "الغبية"، وزادت زهرة: "هؤلاء الأطفال اللي أنا أدرسهم هم المستقبل، ومستقبلهم في التعليم وإذا الإنسان تسمح له الظروف أنه يساعدهم علميا فليبادر". وعن نظرتها المستقبلية لمبادراتها، أوضحت زهرة أن هناك رسائل وصلتها من الناس عن كيفية التطوع وأبدوا رغبتهم في المساعدة، ولاحت لها فكرة أن تبدأ في جمع أكبر عدد من الأطفال وتبدأ في استقطاب متطوعين قادرين على تحمل المسؤولية على حد وصفها، كما سيتم زيادة عدد الساعات. وكشفت عن أنها ترفض الدعم المادي لأي من المبادرات التي تقوم بها رفضاً قاطعاً لأنه يترتب على ذلك الحصول على موافقات رسمية وهي غير مخولة بذلك بحسب ما ذكرت.
مشاركة :