احتفلت مكتبة الإسكندرية بيوم الأغذية العالمي، اليوم الاثنين، والذي يحمل هذا العام شعار "أفعالنا هي مستقبلنا.. القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن"، بحضور الدكتور حسين جادين؛ ممثل منظمة الفاو في مصر، والدكتور شريف رياض؛ رئيس قطاع الزيارات الخارجية والمراسم بمكتبة الإسكندرية، وأحمد جمال؛ نائب محافظ الإسكندرية.وفي بداية الاحتفالية تم عرض كلمة مسجلة جوزية دي سيلفا، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، والذي أكد خلالها إن الصراعات والحروب والتباطؤ في النمو الاقتصادي تعمل عكس الجهود التي تبذلها المنظمة لمكافحة الجوع في العالم، فخلال الثلاث سنوات الماضية تزايدت أعداد الجياع في العالم بصورة كبيرة، وفي العام الماضي 2017 ارتفع إلى 821 مليون إنسان".وأضاف دي سيلفا؛ "أفعالنا الآن سوف تشكل مستقبلنا، وما زال تحقيق هدف المنظمة وهو القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمرًا ممكنًا"، داعيًا العالم بمختلف مؤسساته ومنظماته أن يجتمع ويتكاتف للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة.وأكد الدكتور شريف رياض؛ رئيس قطاع الزيارات الخارجية والمراسم بمكتبة الإسكندرية، حرص مكتبة الإسكندرية على تنظيم احتفالية "القضاء على الجوع" من منطلق دورها كمنارة للعلم والتنمية والفنون، متمنيًا أن تعمل هذه الاحتفالية على جذب الانتباه وتسليط الضوء على هذه القضية التي تؤرق العالم أجمع.وأضاف رياض، أن العالم يواجه اليوم تحديات في قضية الجوع وجميع أشكال سوء التغذية خاصة مع تزايد السكان وهو ما يعني أن الأزمة في تزايد مستمر، وهو ما يتطلب مواكبة أهداف التنمية المستدامة التي تسعى للقضاء على هذه الظاهرة، موضحًا أن المكتبة في هذه الاحتفالية تعتمد على الشباب، لتسليط الضوء على دورهم الهام في تحقيق التنمية فهم أساس الأمم.وقال الدكتور حسين جادين؛ ممثل منظمة الفاو في مصر، إن احتفالية هذا العام تأتي بالتزامن مع الاحتفال بمرور 40 عامًا على إنشاء مكتب منظمة "الفاو" في القاهرة، مؤكدًا أن مصر نجحت في تحقيق أمنها الغذائي عن طريق استخدام استراتيجية محكمة بالاعتماد على أساليب متطورة في الزراعة من بينها سبل الري الحديثة.وأضاف جادين؛ "ولكن على الرغم من ذلك ما زالت تواجه مصر تحديات كبيرة، خاصة في ظل زيادة الطلب على الموارد الطبيعية وعلى رأسها الموارد المائية بسبب الزيادة السكانية الكبيرة، حيث مازالت تستهلك الزراعة 85% من موارد مصر المائية بسبب سبل الري التقليدية، بالإضافة إلى اعتمادها على استيراد الاحتياجات الغذائية الرئيسة مثل القمح والذرة".وأوضح جادين؛ إن المنظمة تقوم في الفترة الحالية بعمل مشترك مع وزارة الزراعة المصرية لدعم التنمية الزراعية المستدامة في مصر في إطار خطة التنمية 2030، حيث يتم البحث والتركيز على استراتيجيات متنوعة لتحقيق الهدف المطلوب، داعيًا الجميع سواء مسئولين أو مواطنين بإدراك أن الظروف الحالية تقتضي ضخ المزيد من الاستثمارات في المجال الزراعي والاهتمام بالأبحاث العلمية في هذا المجال.وقال الدكتور أحمد جلال السيد، عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، إن المصريين القدماء عندما أردوا بناء حضارة رفعوا شعار "الزراعة حياة"، داعيًا المنظمة إلى رفع هذا الشعار وجعله رسالة سلام إلى العالم أجمع، مؤكدًا أن الفقر هو أساس كل الشرور فيجب القضاء على الفقر الإنساني في البداية للقضاء على الجوع.ووجّه الدكتور عبدالله مسعد زين الدين؛ عميد كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، توصية إلى مكتب منظمة الفاو بالقاهرة، بإشراك المتخصصين في الجامعات المصرية في أعادة التقييم والتطوير لأهداف التنمية المستدامة في خطة مصر 2030، خاصة أن المنظمة تتخذها كمستشارين لها.وأوضح زين الدين؛ أنهم يطلقون اسم كلية علوم الحياة على كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، مضيفًا أن الكلية تسعى دائمًا لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تطوير المناهج الدراسية بالاشتراك مع جامعات مصرية وإنجليزية ويونانية، ولكن الطريق ما زال طويلا ويحتاج إلى جهود كبيرة، داعيًا الشباب بأن تحمل مشروعات تخرجهم رؤية جديدة ويمكن تحقيقها.وفي ختام الاحتفالية تم عرض فيلم تسجيلي عن دور المنظمة في مصر، وفيلم آخر عن إهدار الطعام، بالإضافة إلى مشهد تمثيلي مسرحي لعرض المشاكل التي يتعرض لها الفلاحين.جدير بالذكر؛ إن الاحتفالية شهدت حضور أعضاء هيئة تدريس وطلاب من جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية، فيما قام طلاب ممثلين عن الجامعات الثلاث بعرض مشروعات للزراعة بالأساليب الحديثة لعدم إهدار المياه.