تحفة معمارية لأوسكار نيماير في لبنان مهددة بالانهيار

  • 10/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للبنان تاريخ في الازدهار توقف عندما قامت الحرب الأهلية التي عرقلت هذه المسيرة في تاريخ البلد المطل على البحر المتوسط، ومازالت شواهد عديدة تؤرخ للمراحل المضيئة في تاريخ لبنان الحديث، لكن عوامل عدم الاستقرار السياسي ساهمت في طمس هذه المعالم التي يعمل بعض الفنانين على تسليط الضوء عليها رغبة في إنقاذ البلد من الانهيار. طرابلس (لبنان) - على مقربة من شاطئ طرابلس في شمال لبنان ترتفع تحفة معمارية يجهل الكثير من اللبنانيين أنها من تصميم أوسكار نيماير أشهر معماريي العالم في القرن العشرين، وأنها مهدّدة بالانهيار في حال لم تتّخذ إجراءات سريعة لترميمها. ويسعى فنانون من خلال معارض حديثة لإلقاء الضوء على هذه المباني التي تشكّل “معرض رشيد كرامي الدولي”، فيما تدرس منظمة اليونسكو إدراجها على قائمة مواقع التراث العالمي. ويتحدث المهندس اللبناني وسيم ناغي، وهو رئيس اتحاد المهندسين المعماريين في حوض المتوسط، عن أهميّة المعلم المعمارية قائلا، “إنه نموذج مستقبليّ فريد في لبنان والمنطقة، بالحداثة واعتماد المنحنيات، يختصر تطوّر العمارة في مئة عام”. ويمتد المجمع وهو من تصميم المهندس البرازيلي ذي الشهرة العالمية أوسكار نيماير في العام 1962، على مساحة إجمالية من مليون متر مربّع، ليكون بذلك “من أضخم أعماله خارج البرازيل” وفقا لناغي، أما المباني المقامة فيه فمساحتها 110 آلاف متر مربع. وتحمل هذه التحفة المعمارية، آثار الإهمال التام مع ظهور تصدعات في الأبنية وانتشار أعشاب غازية. وإضافة إلى القيمة العمرانية الفريدة لهذا المعلم، يرى منظّمو معرض “أطوار العمران” أنه “يوثّق لمرحلة ذهبية من تاريخ لبنان الحديث بما حملته من أحلام عمرانية وعلمية وثقافية” أودت بها الحرب الأهلية العام 1975، بحسب ما تقول مفوّضة المعرض كارينا الحلو. ففي أحد مبانيه، وتحديدا تحت مدرج لهبوط الطائرات المروحية، كان مقرّرا أن يقام متحف يوثّق لمحاولة لبنانية جريئة في غزو الفضاء لا يعرف الكثير من اللبنانيين عنها شيئا. ففي الستينات من القرن العشرين، وفيما كان لبنان يعيش نهضة ثقافية وفنيّة وعلمية، وانتعاشا ماليا وسياحيا، دعمت الحكومة مشروعا فضائيا تكلّل فعلا بإطلاق صواريخ تجريبية صغيرة غير مأهولة. لكن برنامج الفضاء توقّف في العام 1969، أما متحف الفضاء فلم يبصر النور هو أيضا بسبب قيام الحرب. ولذا، حاول فنانون لبنانيون أن يحيوا الذكرى من خلال أعمال حديثة وضعت في المكان الذي كان مقررا أن يقام فيه متحف الفضاء. ومن هذه المعروضات صاروخ يشبه صاروخ “سيدر” الذي أطلق فعلا في الستينات، وبعض المجسّمات والأفلام الوثائقية والتحريكية التي تظهر إقلاع الصواريخ اللبنانية وهبوطها. ومن الأجنحة التي احتلّت مباني المعلم عمل مسرحي تجريبي في القبّة الكبيرة للبناني زاد ملتقى تحت عنوان “دونت فول” (لا تقع)، وعرض صوتي للمكسيكي إدواردو أراغون يسلّط الضوء على مشكلة مكتومي القيد في طرابلس، وعشرة أعمال في القاعة الكبرى لفنانين لبنانيين ومكسيكيين تتركّز حول فكرة “أطوار العمران” من التاريخ القديم وحتى الآن. والهدف من هذه المعارض، إضافة إلى تذكير اللبنانيين بماض مشرق عاشه بلدهم، هو “إلقاء الضوء على الخطر المحدق بهذا المعلم”، بحسب كارينا الحلو. وتوضح، “من الجيّد أن نرمم المباني الشاهدة على التاريخ القديم للبنان، لكن ينبغي أيضا الاعتناء بتلك المعالم التي توثّق للتاريخ الحديث لهذا البلد، تاريخ الجمهورية اللبنانية”. ويقول وسيم ناغي، وهو أيضا متخصص بالترميم، أنه “يجب القيام بمعالجة حقيقية”. ويقول محذّرا، “نحن نخشى من وقوع مفاجآت غير سارّة، وخصوصا في موسم المطر، نطلق نداء طارئا للدولة للتدخّل”.

مشاركة :