روسيا: القرار الأمريكي يجعل العالم أكثر خطورة

  • 10/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكرملين، أمس الاثنين، إن روسيا ستضطر للرد بالمثل إذا بدأت الولايات المتحدة تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى (أي إن إف)، التي تعود لحقبة الحرب الباردة، في وقت ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، لدى استقباله مستشار الأمن القومي الأمريكي الزائر جون بولتون، الاستماع إلى توضيحات أمريكية تبرر الانسحاب الأحادي من المعاهدة، التي دافع عنها الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والصين، فيما يجري حلف الناتو مشاورات.وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أمس، إن الخطوة الأمريكية ستجعل العالم أكثر خطورة، مضيفاً أن روسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة، وشرعت في تطوير صواريخ جديدة. وقال عن الانسحاب الأمريكي المزمع: «هذه مسألة أمن استراتيجي. هذه الإجراءات قد تجعل العالم أكثر خطورة».وأضاف أن الرئيس بوتين كان قال مراراً، إن انتهاء المعاهدة سيجبر روسيا على اتخاذ إجراءات محددة لحماية أمنها. وقال بيسكوف: «هذا يعني أن الولايات المتحدة لا تتخفى، لكنها ستبدأ علناً في تطوير هذه الأنظمة في المستقبل، وإذا تم تطوير هذه الأنظمة، فإن هناك إجراءات ضرورية من دول أخرى، وفي هذه الحالة روسيا؛ لإعادة التوازن في هذا المجال». وأضاف أن هناك فترة مدتها ستة أشهر أمام الولايات المتحدة للانسحاب من المعاهدة بعد أن تتقدم بإخطار رسمي بانسحابها، مشيراً إلى أن واشنطن لم تقم بذلك بعد.ووصل بولتون إلى موسكو؛ لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار في موسكو، ومن المقرر أن يلتقي اليوم الثلاثاء مع الرئيس بوتين. وقال بيسكوف إن قرار ترامب بالانسحاب من المعاهدة سيكون موضوعاً للمناقشة، مضيفاً أن موسكو تبحث عن تفسير مفصل للأسباب التي دفعت واشنطن إلى اعتزام الانسحاب من المعاهدة.وأضاف المتحدث أن روسيا نفت الاتهامات الأمريكية بأنها انتهكت المعاهدة، وزعم أن الولايات المتحدة كانت تقوضها بشكل مطرد. وقال بيسكوف: «قال بوتين مرات عديدة إن الولايات المتحدة تتخذ فعلياً إجراءات تعمل على تآكل شروط هذه المعاهدة»، وذلك في إشارة إلى الطائرات المسيرة الهجومية، والأنظمة المضادة للصواريخ، القادرة على تدمير صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.وبولتون الذي عين في مارس/آذار 2018 معروف بمواقفه المتشددة للغاية في ملفات السياسة الخارجية. وكان في مقدمة المطالبين ب«الانسحاب من الاتفاق النووي» الذي وقع في 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى؛ لمنعها من امتلاك السلاح النووي. كما أنه لم يتردد في إعلان اقتناعه بوجوب أن توجه واشنطن ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية بدل التفاوض معها، ويبقى مؤيداً لتوسيع شعاع العقوبات على روسيا التي تتهمها واشنطن بالتدخل في العملية الديمقراطية الأمريكية. وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أول أمس الأحد، أن بولتون هو نفسه من ضغط على الرئيس ترامب للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. كما أنه يعرقل أي مفاوضات لتمديد معاهدة «نيو ستارت» حول الصواريخ الاستراتيجية، والتي ينتهي مفعولها العام 2021.واستهل بولتون زيارته لموسكو أمس بلقاء نيكولاي باتروشيف، رئيس المجلس الروسي للأمن القومي. وأشار وزير الخارجية سيرجي لافروف، من جهته، خلال مؤتمر صحفي، إلى أنه ينتظر «توضيحات للموقف الرسمي» الأمريكي، مضيفاً «إذا كان بولتون مستعداً لتقديمها، حينها سنقيّم الوضع». ويتوقع المسؤولون الروس أن يشرح لهم بولتون، أحد «صقور» الإدارة الأمريكية موقف واشنطن من المعاهدة النووية.من جهته، ندد ميخائيل جورباتشوف الذي وقع اتفاقية «أي إن إف» مع الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان العام 1987، بافتقار الرئيس الأمريكي «إلى الحكمة»، داعياً «جميع الساعين إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية» إلى إقناع واشنطن بالعودة عن قرارها.و أبدت برلين «أسفها» لانسحاب واشنطن من المعاهدة التي تشكل «مكوناً مهماً من مكونات مراقبة الأسلحة». وقال أولريكي ديمر متحدثاً باسم الحكومة، إن «تداعيات القرار الأمريكي ينبغي مناقشتها بين الشركاء في حلف شمال الأطلسي».وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التي وقعت خلال الحرب الباردة، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. وأورد مكتب ماكرون أمس الاثنين أنه خلال الاتصال الذي جرى الأحد «شدد الرئيس على أهمية هذه المعاهدة، وخصوصاً بالنسبة إلى الأمن الأوروبي واستقرارنا الاستراتيجي».من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، الولايات المتحدة وروسيا إلى «مواصلة» الحوار؛ بهدف «الحفاظ» على معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، وتطبيقها بشكل يمكن التحقق منه. وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوجيانسيتش، إن معاهدة «أي إن إف» ساهمت في إنهاء الحرب الباردة، وإنهاء سباق التسلح النووي، وهي واحدة من حجارة الزوايا لمعمار الأمن الأوروبي».وعلى النقيض اعتبر حلف شمال الأطلسي الذي يضم 28 دولة أوروبية والولايات المتحدة، أن روسيا خرقت الاتفاقية، وحاول الحلف مراراً الحصول على معلومات حول أنظمة الصواريخ الروسية الجديدة. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لانجيسكو أمس الاثنين: «في غياب أي إجابة ذات مصداقية من روسيا حول هذه الصواريخ الجديدة، فإن الحلفاء يعتقدون أن التقييم الأصوب هو أن روسيا تخرق معاهدة (أي إن إف)». ولم تعلق المتحدثة على إعلان ترامب بالانسحاب من المعاهدة، وقالت: «إن الحلفاء مستمرون في التشاور». ودعت الصين الولايات المتحدة إلى «التروي» في موضوع انسحابها من المعاهدة، معتبرة أن «الانسحاب من جانب واحد سيكون له آثار سلبية متعددة».ونصت معاهدة «أي إن إف» على عدم استخدام مجموعة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم، وأنهت أزمة اندلعت في ثمانينات القرن الماضي؛ بسبب نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ «إس إس 20» المزودة رؤوساً نووية قادرة على استهداف العواصم الغربية. وكان تم توقيع المعاهدة بين ريجان والسكرتير العام السابق للحزب الشيوعي السوفييتي جورباتشوف في واشنطن عام 1987؛ بهدف فرض قيود على الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى.(وكالات)

مشاركة :