نشرت وسائل الإعلام التركية، الاثنين، معلومات جديدة حول تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وذلك قبل قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكشف «الحقيقة كاملة» عن القضية، بحسب ما أعلن الأحد. وقال أردوغان، الأحد، إنه سيقدم تفاصيل جديدة في خطاب يلقيه اليوم الثلاثاء عن اختفاء خاشقجي، الذي قُتل بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 أكتوبر، فيما وصف كاتب مقرّب من أردوغان، ولي العهد السعودي بأنّه «عدو لتركيا».قالت صحيفة «يني شفق» التركية اليومية -الموالية للحكومة- إن المسؤول الأمني السعودي ماهر عبدالعزيز مطرب، المشتبه بأنه قائد العملية، اتصل ببدر العساكر رئيس مكتب الأمير محمد «أربع مرات بعد الجريمة». وقالت أحد عناوين الصحيفة إن «الدائرة تضيق حول ولي العهد». وأوضحت الصحيفة أن المعلومات تؤكد اتصال مطرب بهاتفه الشخصي، مع مدير مكتب ولي العهد السعودي بدر العساكر، من داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. ومن ناحية أخرى، ذكرت «يني شفق» أنّ مطرب قد أجرى في الوقت ذاته اتصالًا هاتفيًا مع رقم أميركي، لم يتم تحديد اسمه. وتعتقد الصحيفة التركية، أن الرقم الأميركي من المحتمل أن يعود للسفارة السعودية في واشنطن، أو إلى خالد بن سلمان تحديدًا، شقيق ابن سلمان وسفيره بالولايات المتحدة الأميركية. وقدّم الصحافي عبد القادر سيلفي، الذي يتم رصد مقالاته في صحيفة حرييت اليومية، كونه مقرباً من السلطات، ما قال إنه تفاصيل جديدة، مؤكداً أن على الأمير محمد تحمّل المسؤولية. وقال سيلفي إن خاشقجي تعرّض للخنق من قبل فرقة اغتيال سعودية في عملية استغرقت نحو ثماني دقائق. ثم قام ضابط برتبة مقدم في قسم الطب الشرعي السعودي بتقطيع الجثة إلى 15 قطعة، أثناء الاستماع إلى الموسيقى. وأضاف سيلفي: «لا يمكننا إغلاق هذا الملف حتى يزاح ولي العهد (السعودي) من منصبه ويقدم للمحاكمة. لا يمكننا أن نعيش خمسين عاماً مع ولي عهد هو عدو لتركيا». وخلال الأسابيع الماضية، أوردت وسائل إعلام تركية ومسؤولون يتحدثون إلى وسائل إعلام دولية أن تسجيلات صوتية تثبت أن خاشقجي تعرّض للتعذيب قبل قطع رأسه، على الرغم من عدم ظهور أدلة ملموسة على ذلك. وفي واشنطن، قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر لشبكة «سي. أن. أن» الأحد «نعم، أعتقد أنه فعل ذلك»، رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الأمير محمد يقف وراء قتل خاشقحي. وأضاف كوركر، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أنه إذا كان الأمير متورّطاً فإنه «ينبغي أن يكون هناك ردّ جماعي». «الحقيقة الكاملة» لم يصل أردوغان إلى حد توجيه أصابع الاتهام مباشرة الى الرياض، إذ قال محللون إنه فضل تسريب معلومات تفيد بتورط السلطات السعودية إلى وسائل الاعلام المؤيدة لحكومته للضغط على المملكة الخليجية الغنية، وأكبر مصدر للنفط في العالم. وأجرى أردوغان مرتين محادثة هاتفية مع الملك سلمان بشأن الأزمة، ما دفع بعض المحللين للقول إن أردوغان يسعى إلى الحفاظ على العلاقات التركية السعودية، من خلال العاهل السعودي، بينما يهمّش ولي عهده. وفجر السبت، أكدت الرياض، للمرة الأولى، أنّ الصحافي خاشقجي قُتل داخل قنصليتها باسطنبول إثر «شجار».;
مشاركة :