يحتضن جاليري المرخية بمقره في «مطافئ: مقر الفنانين» معرض سلمان المالك الشخصي بعنوان «اتجاه». وزينت جدران المعرض بـ 35 عملاً فنياً، والذي يستمر إلى الثالث والعشرين من نوفمبر المقبل. وقال سلمان المالك إنه يؤمن أن المدينة كيفما كانت فيها جزءان: الناس والمباني، مؤكداً أن الناس أهم من المباني، حيث إن الشخوص في اللوحات بمثابة بحث عمّا وراء الإنسان، إذ إن كل (الشخوص) تبحث عن اتجاهها، ومن هنا جاء اسم المعرض «اتجاه».يتضمن المعرض عدداً من الأعمال التي تستعرض تجربة الفنان سلمان المالك الإبداعيّة، ويميّز هذا المعرض التنوّع الكبير الذي ستتسم به جدران مطافئ، حيث تحمل عدداً كبيراً من الإبداعات التي تؤكّد على كون المالك صاحب تجربة خاصة مع اللون، المتمثلة في التراكيب المميزة، مع الخطوط الممتلئة بالطاقة والتأثير الجامح. وتعليقاً على أعمال الفنان سلمان المالك يؤكد الناقد الفني محمد أبو طالب في كلمة نقدية تضمنها «كتيب المعرض»، أن خصوبة الإنتاج الفني التي ميزت هذا الفنان تشير إلى أن الطاقة التي كانت مخزونة لدى المالك كانت أكبر وأقوى من سيطرته، جعلت الأمر أشبه بفوهة بركان حيث جاءت لوحاته مشحونة بألوان لها سخونة الحمم، حتى الشخوص في اللوحات بدت كأنها تطايرت من تأثير هذا الانفجار الهائل. ويضيف: في غضون ثماني أو تسع سنوات أطلق سلمان المالك عدداً هائلاً من اللوحات، وكنت قد زرته منذ عامين في الدوحة فشاهدت عنده أعداداً هائلة من اللوحات تحتاج لأكثر من عشرين عاماً لإنجازها، وأخبرني حينذاك أن تلك اللوحات هي التي تبقت والكم الأكبر تم بيعه أو اقتناؤه. ويقول أبو طالب: لن أغوص في نوايا الفنان لأحمل أعماله معاني وأهدافاً من الممكن ألا يكون قد فكر فيها أو خطرت بباله، كما يحلو للبعض أن يتعامل مع أعمال الفنانين. ولن أخوض في المعاني والأهداف التي تحملها لوحات سلمان المالك، ولكني أركز هنا على هذا العزف الأوركسترالي بالألوان، فتلك اللوحات هي سيمفونيات من الألوان المتضادة استخدمت بمهارة وإحساس فائق، لتنتج أعمالاً تتفجر مشاعر بالغة القوة والصدق ممزوجة بجمال أخّاذ. ويعلق الناقد عدنان بشير معيتيق على التجربة الإبداعيّة للفنان سلمان المالك قائلاً: سوف تمضي وقتاً ممتعاً لما تحمله معها من خبرة تشكيلية ومخزون معرفي عميق تتضح بذاكرة أخلاقية تستفز النسيان بتنشيط العقل والوجدان وتغسل العيون رغم توعك رؤيتها من هول ما تشاهد في واقعها الرديء. ويؤكّد بشير أن المالك يجيد العزف على الكثير من آلات فن الرسم، فهو فنان تشكيلي صاحب أسلوب حداثي ينتمي إلى تعبيرية التجريدية، ملون من الدرجة الأولى ورسام كاريكاتير ويجيد الرسم الصحافي بمواضيعه الإنسانية ومصمم شعارات ومبتكر علامات تجارية يتنقل بكل خفة من عالم إلى آخر دون أي عوائق، له قدرة على إزالة حدود فن الرسم باختلاف أنواع مناخاته وأدواته أيضاً، رغم عدم قدرة الكثير من الفنانين على التوفيق فيما بين هذه العوالم.;
مشاركة :