أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن بالغ تعازيه ومواساته لأسرة جمال خاشقجي وذويه. جاء ذلك في اتصال هاتفي بابن الفقيد صلاح جمال خاشقجي الذي عبّر عن شكره لخادم الحرمين مواساته إياهم بوفاة جمال. كما أجرى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً بصلاح جمال خاشقجي، عبّر فيه عن عزائه ومواساته إياه وجميع أفراد أسرته بوفاة جمال خاشقجي. وشكر صلاح لولي العهد تعزيته ومواساته. والتقى الأمير محمد بن سلمان في الرياض أمس، وزير الخزانة الأميركي، وأكدا على أهمية الشراكة السعودية الأميركية والدور المستقبلي لهذه الشراكة وفق رؤية المملكة 2030. إلى ذلك، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، إن المملكة تفصل النفط عن السياسة. وعن وفاة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قال الفالح: «هذه الحادثة ستمر. لكن السعودية دولة مسؤولة جداً ونستخدم منذ عقود سياستنا النفطية كوسيلة اقتصادية تتسم بالمسؤولية ونفصلها عن السياسة». في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، إن بلاده لا تريد أن تتضرر علاقتها بالسعودية بسبب قضية خاشقجي. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أنه سيدلي بكل التصريحات اللازمة في خصوص مقتل خاشقجي، خلال اجتماع مع أعضاء حزبه «العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان اليوم (الثلثاء). بدوره، علق المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روبرت مانينغ، على القضية في تصريح صحافي أمس، بقوله: «لا دخل لنا بحادثة خاشقجي، ولا تغيير في التعاون العسكري مع الرياض ودعم حرب اليمن»، فيما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إن المحادثات مستمرة مع السعودية في شأن خاشقجي. وشدد المستشار في البيت الأبيض غاريد كوشنير على أن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة، مبيناً أن بلاده ما زالت في مرحلة البحث عن حقائق في قضية خاشقجي. وأكد كوشنير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، سيقرران الخطوة المقبلة بعد معرفة الحقائق في قضية خاشقجي. وأكد رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن «الحملة المغرضة التي تتعرض لها المملكة من بعض وسائل الإعلام ستبوء بالفشل». وقال في مستهل جلسة مجلس الشورى العادية، إن المملكة «تتعرض لحملة مغرضة تستهدف سمعتها والتلاحم الفريد بين قيادتها وشعبها». وشدد على أن «هذه المرحلة تتطلب تضافر الجهود من جميع أبناء الوطن للدفاع عن المملكة ومكتسباتها». وحض أعضاء المجلس على التواصل مع وسائل الإعلام المنصفة للمساهمة في توضيح الحقائق عن المملكة ودورها في حفظ الأمن والاستقرار والرخاء إقليمياً ودولياً، وجهودها في رعاية مواطنيها في الداخل والخارج. وشدد وزير الطاقة على أن دوره وزيراً للطاقة هو «وضع دور حكومتي البنّاء والمسؤول موضع التنفيذ وتحقيق استقرار سوق الطاقة العالمية وفقاً لذلك، بما يساهم في النمو الاقتصادي العالمي». وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط قد يكبح الاقتصاد العالمي ويوقد شرارة ركود، لكنه أضاف أنه في ظل دخول العقوبات المشددة على إيران حيز التنفيذ في شكل كامل الشهر المقبل، لا يوجد ما يضمن عدم ارتفاع أسعار النفط. وتابع: «لدينا عقوبات على إيران، ولا أحد يعلم كيف ستكون الصادرات الإيرانية. ثانياً، هناك تراجعات محتملة في دول شتى مثل ليبيا ونيجيريا والمكسيك وفنزويلا». وزاد: «إذا اختفى ثلاثة ملايين برميل يومياً، لا يمكننا تغطية هذا الحجم. لذا علينا استخدام الاحتياطات النفطية». وأوضح أن السعودية ستزيد الإنتاج قريباً إلى 11 مليون برميل يومياً من 10.7 مليون الآن. وأضاف أن الرياض تستطيع زيادة الإنتاج إلى 12 مليون برميل والإمارات تستطيع إضافة 0.2 مليون برميل يومياً. وقال الفالح: «لدينا طاقات فائضة محدودة نسبياً ونستخدم جزءاً كبيراً منها». وأشار إلى أن المعروض العالمي قد يتدعم العام المقبل بإمدادات من البرازيل وكازاخستان والولايات المتحدة، و «لكن إذا تراجعت دول أخرى إضافة إلى التطبيق الكامل للعقوبات على إيران، سنتغل كل الطاقات الفائضة». وطالب الدول بمساعدة المملكة في زيادة الإنتاج لتجنب وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، مع تأكيد ضرورة تقديرها ودعمها والاعتراف بأنها تقوم بواجب «مشرف جداً» لبقية العالم. واعتبر الفالح في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، لدى سؤاله عن احتمال ارتفاع الأسعار فوق حاجز 100 دولار للبرميل، أن من غير الممكن ضمان عدم وصولها إلى هذا المستوى، وزاد: «لا يُمكن توقع ما يمكن أن يحدث مع المنتجين الآخرين». وشدد على أهمية «أن نحصل على دعم العالم، لأننا الدولة الوحيدة التي استثمرت بقوة في القدرات الاحتياطية النفطية، إذ استثمرنا عشرات البلايين من الدولارات لبناء قدرات احتياطية لا نستعملها إلا في حالات النقص».
مشاركة :