اليوم، تعاود فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار التي تقام في الرياض بنسختها الثانية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرسم مستقبل الاقتصاد العالمي وأن تكون خريطة طريق للقرن الثاني والعشرين، بمشاركة محلية وعالمية واسعة. المبادرة التي ينظمها صندوق الاستثمارات العامة حتى يوم 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تسعى هذا العام إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي ستسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة في الاقتصاد العالمي. وتتركز المبادرة، على ثلاثة محاور أولها "الاستثمار في التحول"، إذ يعمل كبار المستثمرين في العالم على إنشاء مدن جديدة وتحويل اقتصادات بأكملها، علاوة على "التقنية كمصدر للفرص" التي تفتح آفاقا وفرصا اقتصادية جديدة من خلال التخصيص والتصنيع على نطاق واسع. وثالث هذه المحاور "تطوير القدرات البشرية"، من خلال توفير بيئة يستطيع فيها البشر والآلات العمل معا لإيجاد عالم أكثر أمنا وإنتاجية، لحياة أكثر سعادة وتعاونا. وتشكل مبادرة مستقبل الاستثمار فرصة لعديد من القيادات والمؤثرين ورواد الأعمال والابتكار على مستوى العالم، وذلك لتحقيق تصور أفضل لمستقبل الاستثمار العالمي. وتنظيمها يأتي تماشيا مع "رؤية المملكة 2030"، وهي "الرؤية" الرائدة التي بدأ تأثيرها ينعكس إيجابا على المملكة لتصبح نموذجا للنجاح والريادة على مختلف الأصعدة وذلك بالاستفادة من قدراتها الاستثمارية العالية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتعكس أهداف هذه المبادرة استراتيجية خطة التحول الوطني في المملكة، كونها إحدى الدعائم الأساسية لتحقيق "رؤية المملكة الطموحة 2030". وسيتضمن برنامج مبادرة مستقبل الاستثمار لهذا العام، جلسات حوارية يديرها مجموعة من أبرز الخبراء، هدفها استكشاف أهم التوجهات الاقتصادية في العالم، وثلاثة منتديات تتناول مواضيع التقدم في مجال الصحة، التقنية الغامرة، مستقبل المناطق الحضرية، و12 ورشة عمل متعددة التخصصات ستبحث التوجهات الاستثمارية والتجارية الناشئة، مع استكشاف فرص النمو الجديدة. وتتمثل الورش الـ 12 التي يديرها نخبة من شركاء المعرفة العالميين، في "الثقافة، التواصل، المدن، الاستكشاف، المبادئ، الطاقة، الإعلام، الحياة، الذكاء، المال، الترفيه، المواهب". وسيسهم تنوع الخبرات في تعزيز مكانة المبادرة كمنصة رائدة وفريدة من نوعها عالمياً، إضافة إلى استكشاف فرص النمو الجديدة، وتعزيز الفرص المستقبلية المطروحة على القادة العالميين الذين سيحضرون المبادرة. وفيما يتعلق بالمنظم "صندوق الاستثمارات العامة"، فيمتلك محفظة استثمارية متنوعة تتألف من استثمارات محلية وعالمية متميزة في عدّة قطاعات وعلى امتداد جغرافي واسع، منها مدرجة في سوق الأسهم السعودية (تداول). كما إلى جانب أصوله المدرجة يمتلك عددا من استثمارات الأسهم غير المدرجة، والاستثمارات الدولية، والأصول العقارية والقروض والسندات والصكوك. وبعد انتقال الإشراف على صندوق الاستثمارات العامة من وزارة المالية إلى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي في عام 2015 خضع الصندوق لبرنامج تحوّل مقسم إلى مراحل من أجل تطبيق استراتيجية محدثة ومهام جديدة. ويشتمل هذا على توسعة فرق الإدارة والاستثمار ومكاتب الخدمات والدعم، وتعزيز قواعد الحوكمة والتعامل مع محفظة متنوعة وتطبيق استراتيجية استثمار منسجمة مع "رؤية المملكة 2030". ويهدف صندوق الاستثمارات العامة أن يكون قوة محركة للاستثمار والجهة الاستثمارية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم، وأن يدعم إطلاق قطاعات وفرص جديدة تساعد في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي، وأن يدفع بعجلة التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.
مشاركة :