أربع مرات هي عدد لقاءات جمعت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكرسي الفاتيكاني، بداية من مايو 2016 وكان آخرها المقابلة الخاصة بين البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب بالبابا فرنسيس يوم 16 أكتوبر الجاري وذلك في إطار زيارة شيخ الأزهر إلى إيطاليا، والتي استمرت أربعة أيام.اللقاء الأولبعد توتر في العلاقات دام 10 سنوات بين الأزهر والكنيسة الكاثوليكية على خلفية التصريحات المعادية للبابا السابق "بنديكت"، جاء فرنسيس فى لقاء مع سفراء 180 دولة بعد تنصيبه ليؤكد على أهمية الحوار مع المسلمين، ولاقى ترحابا وحفاوة التهنئة من الأزهر بمصر والمجمع الإسلامى بالأرجنتين نظرًا لدوره ومعرفتهم باتباعه نهج الحوار البناء والهادف، وحرك المياه الراكدة وفتح مجالا للحوار مجددا، حيث جاء اللقاء الأول الذي جمع بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في الاسبوع الأخير من مايو 2016، حيث أكد الطرفان خلال اللقاء على "رفض العنف والإرهاب" وقال البابا للصحفيين خلال اللقاء إن "الرسالة من الاجتماع- الذي شهد معانقة بينهما- هي لقاؤنا بحد ذاته". وركز اللقاء على تنسيق الجهود بين الأزهر والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض. اللقاء الثاني وجاء اللقاء الثانى فى إبريل 2017، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر، وفيها أكد كلاهما "لا للعنف باسم الدين"، وكان اللقاء في إطار الزيارة الأولى للبابا الأرجنتيني لمصر في نهاية أبريل 2017 والتي استمرت يومان ونصف اليوم زار فيها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني، والتقي البابا فرنيسي بشيخ الأزهر الشريف في مصر، وألقى قداسته خطابا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، دعا فيه كافة القيادات الدينية إلى إدانة العنف المرتكب باسم الدين، كما التقى عددا من كبار المسئولين في مصر، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.اللقاء الثالثوفى الفاتيكان من جديد بتاريخ 7 نوفمبر 2017 جاء اللقاء الثالث بين "الطيب" و"فرنسيس"، وأكد الطيب استعداد الأزهر لتقديم "كل ما يملك من خبرة من أجل تعاون بلا حدود لنشر فكرة السلام العالمي، وترسيخ قيم التعايش المشترك وثقافة حوار الحضارات والمذاهب والأديان". وأوضح الطيب أنه بحث مع البابا فرنسيس كثيرا مما "يقلق ضمير الإنسانية، ويحمل لها الألم والشقاء"، مضيفا أنه استشرف معه آفاق المستقبل من أجل العمل المشترك لرفع المعاناة عن الفقراء والبؤساء والمستضعفين في العالم.ووصف البابا بأنه "الرمز النادر في أيامنا هذه، والرجل الذي يحمل قلبا مفعما بالمحبة والخير والرغبة الصادقة في أن ينعم الناس، كل الناس، بالسلام والتعايش المشترك وتكامل الحضارات وتبادل الحضارات". واتفق الطرفان على أهمية تقوية أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، وتنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف، واحتلت قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية إلى جانب قضايا نشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة صدارة مباحثات شيخ الأزهر مع البابا، حيث أكد الدكتور الطيب على ضرورة العمل المشترك في تبني حوار جاد بين جميع الأطراف لحل النزاعات والتأكيد على براءة جميع الأديان من دعاوى العنف والتطرف.اللقاء الرابع وقد أعرب الشيخ الطيب خلال الزيارة الأخيرة له للفاتيكان عن سعادته بهذا اللقاء الودي الذي يجمعه بـ"أخيه وصديقه" حضرة البابا فرنسيس، الذي يجسد نموذج رجل الدين المتسامح والمعتدل، والمهموم بقضايا ومعاناة الفقراء والمستضعفين والمشردين، وهو أمر يشاطره الأزهر الشريف الاهتمام به؛ كونه يمثل جوهر تعاليم الأديان، التي ما نزلت إلا من أجل خير البشر وسعادتهم، ولحثهم على التراحم والتعاطف فيما بينهم.من جانبه، أبدى البابا فرنسيس تقديره لتلك الزيارة الودودة من الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، وهنأ فضيلته بتكريمه من جامعة بولونيا، أقدم وأعرق جامعات أوروبا، مقدرًا الدور المهم لفضيلته في دعم قيم السلام والحوار عبر العالم، مؤكدًا أن الفاتيكان يتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع الأزهر الشريف، فالعالم في حاجة لجهود من يشيدون جسور التواصل والحوار، وليس لمن يبنون جدران العزلة والإقصاء.
مشاركة :