رفض علاء ثابت رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية بعض الآراء الغربية التي تتوقع أن تنتهي الصحافة الورقية نهائياً في العالم عام 2043م، مؤكداً أن الصحافة الورقية لن تنتهي. وأن أي وسيلة إعلامية حديثة لا تؤدي إلى انقراض الوسائل الأقدم منها، كما أن الصحافة الإلكترونية لا تلغي الصحافة الورقية. وقال: إن ميزانيات الإعلانات في العالم العربي قلَّت في الفترة الأخيرة من أكثر من مليارَيْ دولار في 2010م إلى 1.7 مليار دولار عام 2015م؛ حيث كان نصيب الصحف الورقية اليومية منها 45% وهبط إلى 32% في 2015م. وأضاف:أن أكثر بلدين تأثَّرا بذلك: مصر، والإمارات، مشيرًا إلى أنه تم إغلاق نحو 50% من الصحف الورقية في مصر خلال السنوات الخمس الماضية مقابل ظهور عدد كبير من المواقع الإخبارية الإلكترونية، كما تراجع توزيع الصحف من 2.5 مليون نسخة يومياً إلى ما يقارب 400 ألف نسخة مؤخراً، لافتاً إلى إغلاق أكثر من صحيفة في لبنان أشهرها السفير. وتابع في محاضرة بعنوان «مستقبل الصحافة الورقية في الوطن العربي» التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أمس الاثنين 13 بحضور الأمين العام للمركز الدكتور سعود السرحان، وعدد من الكتاب والإعلاميين والأكاديميين أن "الصحف الورقية لا تزال تجذب بعض المعلنين خاصة الإعلانات الحكومية والمؤسسات الدولية والبنوك والمناقصات وغيرها، رغم انخفاض توزيع الصحف الورقية في العالم العربي وانخفاض نسب القراء". وقال: إن كعكة الإعلانات للصحف حول العالم انخفضت مقابل مكاسب رهيبة لمحركات البحث التي تسيطر على المعلومات وتستغلُّ المحتوى الذي تنشره الصحف، موضحاً أن بعض الصحف العربية اضطرت لمواجهة ذلك من خلال تقليل عدد الموظفين ورفع أسعار مطبوعاتها، وذكر أن هناك صعوبة في استيعاب الصحافة الإلكترونية كل العاملين في الصحافة الورقية؛ حيث يقدر عدد العاملين في الصحافة بمصر نحو 75 ألف شخص. وقدم علاء ثابت مجموعة من الحلول لمواجهة الصحافة الورقية للصحافة الرقمية، قائلاً: "الصحف الورقية يجب أن تتجه إلى تنويع نشاطاتها الإعلامية والمحتوى الخاص بها، كما تتم في الغرب مجاراة للصحف الإلكترونية في المحتوى المميز لجذب الجمهور. وأيضاً يجب استيعاب التغيير المهم في الصحف الإلكترونية التي تطورت من نسخ أشبه بالمطبوعة إلى بوابات إخبارية وإعلامية وترفيهية ذات شخصية مستقلة بجانب تدريب وتطوير المحررين على التعامل مع معطيات ومتطلبات العصر الرقمي بكل أدواته الحديثة، وإفساح المجال للصحافة الاستقصائية والتحليلية والتقريرية بحيث تتحول الصحافة الورقية إلى صحافة العمق والتعامل مع الرقمي بشكل يناسب الإيقاع السريع الذي يتميز به، وتغيير الاتجاهات في تدفقات الأخبار في الصحف، وعدم نشر أي أخبار في الصحف، والاهتمام بما يريده الجمهور من موضوعات منوعة، وتطوير صحافة الخدمات، والتفاعل مع القراء". وأضاف: "كما أن ازدياد نسب المتعلمين يعوض انصراف بعض القراء عن الورقي لمصلحة الصحافة الرقمية، والإنترنت لا يصل بنفس الجودة لكل المناطق في العالم العربي مما يتيح بقاء واستمرار الصحف الورقية. إضافة إلى أن عدد المتصفحين لشبكات التواصل الاجتماعي ينمو بسرعة عالية جدّاً تصل إلى 250% سنويّاً، ويجب استغلال الصحافة لذلك، لا سيما أن العرب يستخدمون الشبكات الاجتماعية وسيلةً شخصية وليست إعلامية؛ لذا فمن الصعوبة أن تحل هذه المواقع بديلاً عن الصحافة في المستقبل". وأبان رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، في محاضرته التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث، أن كبريات الصحف في أمريكا وأوروبا واليابان تعتمد على الفصل بين النسخة الورقية والنسخة الإلكترونية، مع اتباع نظام البوابات الإعلامية الشاملة التي تقدم كافة الخدمات الممكنة للقراء وتجدد محتواها على مدار الساعة وتسبق النسخ المطبوعة في نشر الأخبار، ومن هذه الصحف: واشنطن بوست، ونيويورك تايمز، والفايننشيال تايمز، وأيضاً شيكاغو تريبيون التي تمتلك الشركةُ المالكة لها محطاتٍ تلفزيونية وإذاعية ومجلات ومواقع إلكترونية وحصصاً في شركات ترفيه واتصال بالشبكة الإلكترونية.
مشاركة :