غزة / نور أبو عيشة / الأناضول يتهدد نقص الأدوية الذي تعاني منه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مرضى الكلى بمضاعفات صحية وصفتها مصادر طبية بـ"الكارثية". المرضى الذين خضعوا لعمليات زراعة الكلى، وتخلصوا من جلسات الغسيل الأسبوعية، يتخوفون من الإصابة بفشل كلوي جديد؛ في ظل نفاد أصناف من مثبطات المناعة مثل دواء "مايكوفينوليت" ومضادات الفيروسات. ووفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن أعداد هؤلاء المرضى تبلغ نحو 333 مريضا. أما المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، ويجرون عمليات غسيل لمدة 3 مرات أسبوعيا فإن نقص الأدوية يتهددهم بمضاعفات صحية خطيرة. ويخضع نحو 800 مريض بالفشل الكلوي في قطاع غزة لعمليات غسيل في 5 أقسام للكلية الصناعية بمستشفيات وزارة الصحة؛ وفق الوزارة. **تخوفات مرضى الفلسطيني سالم أبو جراد (55 عاما)، المصاب بالفشل الكلوي منذ 4 سنوات، يجلس للساعة الرابعة على التوالي على سرير في مستشفى الشفاء الطبي بمدينة غزة، تربطه أنابيب صغيرة بآلة غسيل الكلى. يصف أبو جراد عملية غسيل الكلى، التي يجريها لمدة 3 أيام أسبوعيا، بالصعبة والقاسية والتي تفاقم همومها أزمة "نقص الأدوية". ومنذ أكثر من 7 شهور يعانى مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة من نقص حاد في الأدوية سيما الخاصة بالأمراض المزمنة، كالضغط ومسيلات الدم، وحبوب الكالسيوم، وفق أبو جرادة. ويشتري المرضى تلك الأصناف من الأدوية على حسابهم الخاص، في حين أن العشرات منهم لم يتناولوا الأدوية الخاصة بهم منذ تلك الفترة بسبب الفقر. ويقول أبو جراد:" حالتنا المادية صعبة للغاية، الدواء منذ 7 شهور غير متوفر، نضطر لشرائه على حسابنا الخاص، والكثير من العلاجات غير قادرين على شرائها". ويفاقم الفقر من أوضاع المصابين في أمراض الكلى بقطاع غزة إذ يحتاج هؤلاء إلى وجبات صحية من الطعام والتي تكلف بالعادة مبالغ لا يقوى على توفيرها الأشخاص الذين لا يوجد لهم مصدر دخل. ويتابع أبو جراد:" ناهيك عن ثمن المواصلات التي لا نستطيع توفيرها، 3 أيام أسبوعيا أخرج من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، حتى مدينة غزة، والتي تكلف أكثر من 8 شيكل (حوالي دولاران)". مقابل أبو جراد، يجلس الفلسطيني عبد الرزاق العشي (82 عاما)، على سريره تربطه الأنابيب الصغيرة بماكينة الغسيل التي يصفها بـ"آلة الحياة" لمرضى الفشل الكلوي والمخلصة من الموت. منذ عام 2007، أصيب العشي بضمور في الكلى، بسبب ما قال إنه "خطأ طبي" نتج عن جرعة زائدة في صنف معين من الدواء. ويتخوف العشي من مضاعفات تفاقم من وضعه الصحي جراء نقص الأدوية. ويقول:" أتناول أكثر من 15 حبة دواء مختلف يوميا، ويتم توفيره على حسابي الخاص، لا يوجد أدوية في مخازن الوزارة ليتم توفيره لنا". ويعاني العشي من الفقر حيث يعجز عن توفير الأدوية في بعض الأوقات بسبب عدم توفر ثمنه، كما يقول. وبسبب الأوجاع التي يشعر بها العشي، يقول إنه يقضي ساعات الليل الطويلة غير قادر على النوم وجالسا على كرسيه الخاص. **تحذيرات حكومية وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، اليوم الثلاثاء، من تبعات نقص الأدوية والمهام الطبية على صحة مرضى الكلى. وقال عبد الله القيشاوي، رئيس قسم الكلى بمستشفى الشفاء الطبي، خلال مؤتمر صحفي عقد أمام القسم:" باتت أزمة نقص الأدوية والمهام الطبية بشكلها القاسي، تزيد من الخناق على رقاب مرضى القطاع المحاصر". وأوضح أن خمسة أقسام للكلية الصناعية بمستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية تعمل من 3 إلى 5 فترات يوميا. وأضاف:" 800 مريض بغزة، يتناوبون على إجراء جلسات غسيل الكلى في تلك الأقسام". ويصف القيشاوي أوضاع هؤلاء المرضى بـ" السيئة جدا، حيث يقعون في هاجس الخوف من نقص الأدوية؛ رغم الازمات التي يمر بها قطاع غزة جراء الحصار". وذكر أن الأشخاص الذين زرعوا الكلى بغزة يتخوفون من "رفض أجسادهم للكلى المزروعة، بسبب عدم وجود الأدوية اللازمة لهم، ما يعيدهم مرة ثانية لأزمة الفشل الكلوي". وبين أن مرضى الكلية المزمنة يعانون من "نقص الحقن الخاصة بعلاج فقر الدم، ما يعرضهم لحدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي للفشل الكلوي". وناشد القيشاوي "المنظمات والمؤسسات الصحية التخصصية لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمرضى، قبل أن يكون الجميع أمام مشهد أكثر مأساوية تتفاقم معها المعاناة". وتعاني وزارة الصحة في غزة من نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" منذ عام 2007. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :