أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ستيفانو دل كول، «ان الادعاءات الاسرائيلية عن وجود اسلحة في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، وفي أماكن آهلة بالسكان ثبت بطلانها بعد التدقيق الذي حصل ميدانياً، وشارك فيه رؤساء البعثات الديبلوماسية في لبنان». واشار عون الى «أن هذه الادعاءات تندرج في اطار الممارسات الاسرائيلية الهادفة الى إبقاء التوتر في منطقة الجنوب، في حين يلاحظ الجميع ان الطيران الاسرائيلي ينتهك الاجواء اللبنانية باستمرار لقصف الاراضي السورية». حكومياً، يؤشّر عجْزُ غالبية الأطراف المعنيين بتشكيل الحكومة الجديدة عن تحديد «حالة» مسار التأليف الذي بات عالقاً بين «لا تفاؤل ولا تشاؤم»، إلى أنه عاد إلى دائرة المناورات و»الكمائن» التي تتعدّد القراءات لخلفيّاتها التي ستحسمها التطورات المقبلة في هذا الملف الذي صار يُدار على طريقة «كل يوم بيومه». ويتعزّز في بيروت ارتيابُ أوساطٍ سياسية من استحضارِ «حزب الله» عقدةَ تمثيلِ النواب السنّة الموالين له، سواء من ناحية مَراميه أو التأزم الذي يمكن أن يعيدَ الملفَ الحكومي الى دائرته بحال كان الحزب أطلق واحدة من معارك «لا نترك حلفاءنا وراءنا». وكثّفت «القوات اللبنانية» من ناحيتها، تحرّكها في اتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تَسلّم مساء الاثنين من رئيسها سمير جعجع رسالة تضمّنتْ تَصوُّر الحزب لمشاركته في الحكومة، قبل ان يقوم الوزير ملحم الرياشي أمس بزيارة رئيس البرلمان نبيه بري معلناً «لا نريد حقائب معينة ولكن الإفتئات على القوات غير مقبول». وسادَ التكتم الشديد حيال المَخارج المحتملة لتعويض «القوات» حقيبة العدل التي تُعتبر «نصف سيادية» والصيغة الممكنة لتمثيلها بشكل وازن من دون «نسْف» مرتكزات التشكيلة الحكومية التي كانت أوشكتْ على الولادة، وسط سيناريواتٌ يجري تداوُلها وتراوح بين إما معاودة بحْث نيْلِ «القوات» أربعة حقائب أحدها لنائب رئيس الحكومة، أو حصولها على حقيبةٍ أساسية من خارج ما سبق ان اعتبرتْه «فتاتاً». وفي مسألة تمثيل «سنّة 8 آذار» والذين يتعاطى الحريري مع عقدتهم على أنها «غير موجودة»، فإن هذا الملف، الذي يكرّر بري الدخول عليه نافياً ان يكون «فاجأ» الرئيس المكلف بتأييده توزير أحدهم ومؤكداً ان موقفه واضح، يُخشى أن يكون «فتيلاً» تعطيلياً يعكس في جوهره «ضَوء تريُّث» خارجياً في الإفراج عن الحكومة ورغبةً في انتزاع تنازُل «ثمينٍ» من الحريري له امتدادات في قلب طائفته كما على التوازنات في الحكومة التي يضع الخارج العين عليها.وتتزايد الإشارات إلى أن الرئيس ميشال عون ينأى بحصته عن هذه العقدة، ما يجعل الكرة في ملعب الحريري، في ظل علامات استفهام حول المدى الذي سيذهب إليه «حزب الله» بعدما نُسب إليه ان لا حكومة من دون حلفائه السنّة الذين رسم الحريري في المقابل «خطاً أحمر» أمام تمثيلهم من حصته. وشكّل انكشافُ التوتّر المكتوم في العلاقة بين الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على خلفية «العتب المتبادَل» حيال مسار التأليف عنصراً سلبياً ترك علامات استفهام حول تداعياته المحتملة بعدما ألغى الرئيس المكلف امس، موعداً مع النائب وائل ابو فاعور بعد تقريرٍ نُشر حول رفض جنبلاط استقبال الحريري قبل فترة على العشاء وهو ما نفته مصادر الأخير ولم ينفه الزعيم الدرزي.وفي ضوء مجمل الحِراك المستجدّ الذي يسابق دخول ولاية عون عامها الثالث نهاية الجاري، ينتقل الحريري اليوم الى السعودية للمشاركة في مؤتمر الاستثمار، ويحطّ وزير الخارجية جبران باسيل غداً في بولونيا، فيما لفت كلام بري عن انه لا يرى في الأفق أي ولادة قريبة للحكومة ولكنه في حال تبدل الواقع وبغض النظر عن العوامل والدوافع فإن لا شيء يمنع هذه الولادة خلال ساعات.
مشاركة :