الرياض تؤكد محاسبة «المقصر كائناً مَنْ كان» وأردوغان يقترح محاكمة...

  • 10/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات ومواقع - استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، أمس، صلاح خاشقجي، نجل جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية المملكة في اسطنبول، وسهل خاشقجي، شقيق الصحافي السعودي.وعبّر العاهل السعودي وولي العهد عن بالغ تعازيهما ومواساتهما لأسرة وذوي خاشقجي، فيما عبر سهل وصلاح، عن عظيم شكرهما، على مواساتهما. وفي السياق، أعلن مجلس الوزراء السعودي بعد اجتماع رأسه الملك سلمان، أمس، أن المملكة «ستحاسب المقصرين، أيا من كانوا». وشدد المجلس على أن السعودية تأسست على نهج «ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها وترسيخ أسسها»، وأنها اتخذت «إجراءات لاستجلاء الحقيقة ومحاسبة المقصر كائنا من كان»، مؤكداً العزم على ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك.وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في جاكرتا، أمس، «التزام (الرياض) إجراء تحقيق معمق وشامل وكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين»، واعداً بـ«إرساء آلية وتدابير لضمان عدم تكرار أمر كهذا بعد اليوم». وصرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، خلال مشاركته في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض: «كما تعلمون هذه أيام صعبة (...) ونحن نمر بأزمة». وتابع أن مقتل خاشقجي «مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره». وفي أنقرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أن جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول «تم التخطيط لها بدقة»، داعيا الى معاقبة كل الاشخاص الضالعين فيها «بما يشمل المدبرين».وقال اردوغان في خطاب أمام كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم البرلمانية: «لن يهدأ الضمير العالمي إلا عندما يعاقب كل الذين لعبوا دورا (في العملية)، من المنفذين الى الذين أعطوا الأوامر». وأضاف: «الاحداث وقعت في اسطنبول»، داعياً بالتالي الى «محاكمة المشتبه بهم الـ18 في اسطنبول. القرار يعود (الى الحكومة السعودية) لكن هذا هو اقتراحي، ومطلبي».  ورغم أن الرئيس التركي لم يكشف الكثير من المعلومات في خطابه الذي كان موضع ترقب شديد، إلا أنه أعلن ان قتل خاشقجي الذي وصفه بانه «اغتيال سياسي» تم «التخطيط له» على مدى أيام عدة. وقال إردوغان: «في هذه المرحلة، كل العناصر والادلة التي تم العثور عليها تشير إلى أن جمال خاشقجي كان ضحية قتل».ورفض فرضية أن يكون موت خاشقجي جاء نتيجة «حادث وقع في الحين نفسه».  وأعلن اردوغان أيضاً، أن العملاء السعوديين قاموا بعملية رصد لغابة قرب اسطنبول وفيلا في شمال غربي تركيا قبل الجريمة، ما يدل بحسب رأيه على أن الجريمة أعد لها بدقة. من جانب آخر، اعلن اردوغان أنه تم وقف تشغيل نظام كاميرا المراقبة في القنصلية السعودية عمداً قبل تنفيذ قتل خاشقجي داخل المبنى. وقال «قاموا أولا بنزع القرص الصلب من نظام الكاميرا».  لكن إردوغان لم يوضح العناصر التي استند اليها في معلوماته ولم يأت أبدا على ذكر تسجيلات صوتية او كاميرا المراقبة التي كان يشير اليها مسؤولون أتراك وقسم من الصحافة التركية منذ بدء التحقيق. وبعدما عرض تفاصيل التحقيقات، عدد إردوغان أسئلة عدة، لا تزال من دون رد. وسأل: «لماذا لم يكن في الإمكان العثور على الجثة بعد»؟ مشددا على ضرورة معرفة «من أعطى الأمر» للقتلة.وأكد إنه «واثق» بالتعاون الكامل للملك سلمان مع تركيا في التحقيق. وشدد على انه لا يشك في صدق ومصداقية خادم الحرمين الشريفين. وتابع: «بالاعتراف بالجريمة، قامت الحكومة السعودية بخطوة مهمة. ننتظر منها الآن أن توضح مسؤولية كل شخص في هذه القضية، من القمة الى القاعدة، وأن تحيلهم على القضاء». لكنه امتنع عن تحديد أسماء.وأكد الرئيس التركي: «لا نريد أن يفكر أحد بمجرد التستر على هذه الجريمة، وهناك احتمال كبير أن يتم طرح معاهدة فيينا على الطاولة». (التي تنظم عمل البعثات الديبلوماسية). ولاحقاً، أجرى اردوغان اتصالا بعائلة خاشقجي، واعدا بـ«القيام بكل ما هو ضروري» لـ«كشف ملابسات» قتله.وأفاد مصدر رئاسي بأن الرئيس التركي أعرب عن «ألمه العميق»، لافتا الى أن إردوغان تحدث خصوصا الى أحد أبناء الصحافي، عبدالله خاشقجي.من ناحيته، أعرب الرئيس دونالد ترامب عن ثقته في أن مقتل خاشقجي «ناتج عن مؤامرة»، إلا أنه رأى أن تطور الأحداث «خرج فيها عما كان مخططاً له».وقال لصحيفة «يو أس توداي»، أمس: «كانت مؤامرة خرجت عن طريقها»، مشيرا إلى أنه بحث الوضع مع محمد بن سلمان، وقد أكد له أنه والملك سلمان لا علاقة لهما بهذا الأمر. وكان الرئيس الأميركي ذكر في تصريح سابق، أن ممثلين للاستخبارات الأميركية موجودون في السعودية وتركيا، وهؤلاء يجب أن يعلنوا روايتهم عما حصل في أقرب وقت.وقال مصدران مطلعان لـ«رويترز»، إن جينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي اي) توجهت إلى تركيا يوم الاثنين للعمل على التحقيق في مقتل خاشقجي. وصرح نائب الرئيس مايك بنس لصحيفة «واشنطن بوست»: «سنطالب بمحاسبة المسؤولين وعندما تصبح كل الحقائق لدينا سيتخذ الرئيس ترامب قراراً يستند الى قيم الشعب الأميركي ومصالحنا القوية الحيوية». وأول من أمس، أجرى ولي العهد السعودي، محادثات في الرياض مع وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوتشين. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية»، أن الجانبين «أكدا أهمية الشراكة الاستراتيجية السعودية - الأميركية والدور المستقبلي لهذه الشراكة وفق رؤية المملكة 2030». ودعت الرئاسة الروسية أمس، إلى الاعتماد على معلومات رسمية موثوق بها في التعامل مع قضية خاشقجي. وفي بيروت (الراي)، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، أن الاجراءات التي اتخذتها الرياض في قضية مقتل خاشقجي «تخدم مسار العدالة»، مندداً بما وصفه بـ«حملات مغرضة» تجاه المملكة. ورأى في بيان أن «توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من شأنها أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتساهم في رد الحملات المغرضة التي تتعرض لها المملكة».

مشاركة :