قالت وكالات أنباء إيرانية شبه رسمية، إن معارضا لنظام طهران عثر عليه محترقا داخل سيارته بالقرب من منزله في واقعة أثارت جدلا في البلاد، فيما وجه نشطاء أصابع الاتهام للسلطات الإيرانية. وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية المقربة من ميليشيات الحرس الثوري نشرت رواية مفادها أن فرشيد هكي، وهو ناشط بيئي وحقوقي، لقي مصرعه قرب منزله الواقع في نطاق العاصمة طهران.وأشارت الوكالة إلى أن قوات الشرطة عثرت على جثمان هكي محترقا داخل سيارته، وزعمت نقلا عن هيئة الطب الشرعي، أن الناشط الحقوقي انتحر بسبب مروره بظروف معيشية صعبة ومعاناته من ضائقة مالية.لكن نشطاء إيرانيين شككوا في الرواية الرسمية قائلين إن مجهولين طعنوا هكي عدة مرات بسكين أمام منزله، قبل أن يقدموا على تشويه جسده وإضرام النيران به. ودشن نشطاء إيرانيون (هاشتاق) بعنوان «فرشيد هكي» لاقى تفاعلا لافتا عبر موقع تويتر، شنوا خلاله هجوما حادا ضد سياسات النظام الحاكم بطهران.واتهم النشطاء أجهزة أمنية بينها جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري بالضلوع في تصفية الحقوقي الإيراني على نحو وحشي.وقال حساب إيراني يدعى «صدف» في تغريدة إن «واقعة مقتل الناشط البيئي والحقوقي على هذا النحو تعد سيناريو مثيرا للسخرية ومكررا من جانب الحرس الثوري، بعد أن أنكر محامي السيد هكي انتحاره وكذلك كذب الطب الشرعي رواية وكالة أنباء تسنيم»، وفق قوله.كما الصحفي الإيراني «مهدي آزاد» فهذا الأمر يعيد إلى الأذهان واقعة الوفاة الغامضة للناشط البيئي الكندي من أصل إيراني «كاووس إمامي» في فبراير/ شباط الماضي داخل محبسه بمعتقل «إيفين» سيئ الصيت، وكذلك اغتيال المعارض الإيراني «محمد رضا كلاهي» بالرصاص أمام منزله بهولندا عام 2015.في السياق نفسه، أكد «عبد الرضا داوري»، أحد المقربين للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، أن «عملية قتل المحامي الحقوقي والناشط في مجال البيئة، فرشيد هكي قد تمت بطريقة فظيعة، وجرى تشويه جثته وإحراقها»، على حد قوله.وعرف عن هكي أيضا انتقاداته للسياسات الاقتصادية في بلاده، إضافة إلى دوره النشط في حملة بيئية بعنوان: «حمايت زاجرس مهربان»، إلى جانب سعيه طوال سنوات لتأسيس حزب مستقل باسم «العدالة»، غير أن طلبه قوبل بالتعنت طوال سنوات من قبل وزارة الداخلية الإيرانية، بحسب شبكة إخبارية حقوقية تدعى «إيران خبر».وطالب داوري الادعاء العام في طهران بإجراء تحقيقات فورية في واقعة مقتل هكي ومعاقبة مرتكبيها، بينما تداولت حسابات معارضة على موقع تيليجرام مقالا منسوبا ل«فرشيد هكي» يعتبر فيه أن الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية دليل دامغ على تأزم الأوضاع الداخلية لبلاده. (وكالات)
مشاركة :