مارك ماركيز بطل من فصيلة القطط... يكلّم دراجته

  • 10/24/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بين «رقص» الروك أند رول أو الفالس عند «الانزلاق» على المنعطفات والاستمتاع بصوت المحرّك الجبار، يغمض الإسباني مارك ماركيز عينيه، قابضاً بحزم على مقود دراجته النارية «هوندا»، مكرّساً سطوته على فئة «موتو جي بي» في بطولة العالم، التي أحرز الأحد الماضي في اليابان لقبها للمرة الخامسة. وتساوى لجهة عدد الألقاب مع الأسترالي ميك دوهان، وخلف الإيطالي «الدكتور» فالنتينو روسي (7 ألقاب، ويحتل المركز الثالث في ترتيب البطولة هذا الموسم)، ومواطنه جياكو أغوستيني حامل الرقم القياسي (8 ألقاب، إنجاز حققه عام 1975). ليس مبالغاً القول إن ماركيز (25 سنة و8 أشهر، والأصغر بين منافسيه التاريخيين) نسيج ذاته، كما أنه محظوظ لخوضه مواسم في مواجهة روسي «البطل الذي لا يصدأ»، ونهوضه دائماً من «سقطاته» المتكررة على الحلبات، وبعضها خطير، خصوصاً خلال التجارب التأهيلية. ويبدو أنه على غرار القطط بـ «سبع أرواح». إذ شهد هذا الموسم سقوطه 93 مرة، لكنه يتجاوز ذلك بفضل «توليفة متناهية من الدقة والسرعة في القيادة معطوفة على أسلوبه الفريد في الانحناء والميلان على المنعطفات ملامساً بمرفقه أرض الحلبة، غير أن الدراجة تحت السيطرة دائماً. يلفت ماركيز، الذي يعترف بأنه يكلّم دراجته خلال المنافسة، ربما للتخفيف من الضغط على كاهله أو لمزيد من التركيز وتسعير الحماسة، إلى تطور التقنيات والتجهيزات الإلكترونية في شكل مذهل، ما قد «يجعلك تنغش من سماع صوت المحرّك (فئة 1000 سنتمتر مكعب) الذي يدفع دراجة وزنها 160 كيلوغراماً بسرعة تصل إلى 350 كيلومتراً في الساعة. ماركيز الذي لا يملك رخصة للقيادة على الطرق العادية، بدأ سباقات فئة «موتو جي بي» في سن الـ20، ويعتبر كل سباق نهائياً بحد ذاته، ولا ينكر أنه يخاطر. ولكن، من الأفضل عند الإمعان بالتفكير في الخطر البقاء في المنزل. ففي نظره «الخطر قائم وإن كانت وسائل الحماية تتطوّر. طبعاً يختلف الشعور خلال اللفات الثلاث الأولى على الحلبة، ثم تعتاد ويحل التركيز مكان هذا التوجس، وهو جانب من القوة الذهنية التي اكتسبتها تدرجاً وتساعدني في الصمود، خصوصاً عندما يكون خلفي من يطاردني لتقليص الفارق وقضم أجزاء من الثانية». كما يعترف: «بدأ شعر رأسي يخفّ بسبب شدة الضغط والإجهاد العصبي». انخرط ماركيز في السباقات منذ سن الرابعة والنصف بعدما أهداه والداه دراجة «ياماها بي ووي»، أصبحتْ جزءاً من «متحف الإنجازات» الذي يحمل اسمه في بلدته سرفيرا، ويتمتّع في وطنه إسبانيا بهالة وشعبية نظراً إلى إخلاصه لمسقطه، على غرار مواطنه نجم التنس رافايل نادال الوفي لبلدته ماناكور. أما ضريبة الانتصارات والألقاب، فسددها ماركيز ندوباً وجراحات طاولت معظم أجزاء جسده، علماً أنه يخشى الإصابة بأوتار اليدين نتيجة القبض على المقود وتوجيهه. وهو يكتفي بعطلة سنوية مدتها 15 يوماً، ويتدرّب أحياناً تحت شمس الظهيرة لتتلاءم جاهزيته البدنية مع حرارة الطقس لدى انطلاق السباقات عند نحو الثانية بعد الظهر.

مشاركة :