تحمل مباراة اليوم بين شباب الأهلي والوصل، في افتتاح منافسات الجولة السابعة لدوري الخليج العربي، الكثير من المعاني والمتناقضات، خاصة أنها تقام في ظروف صعبة، وهي المواجهة الأولى للمدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا مدرب شباب الأهلي في مواجهة فريقه السابق، بعد أن عاد لدوري الخليج العربي من بوابة «الفرسان»، حيث تتجدد الذكريات بين المدرب الذي حقق نجاحات كبيرة مع «الفهود» في الموسم الماضي، وبين لاعبيه الذين تربطه بهم علاقة قوية وجماهير الوصل، الذين تجمعه بهم ذكريات جميلة. ويأتي اللقاء في ظروف متباينة ووضعيات مختلفة، بين فريق حقق الاستفاقة في دوري الخليج العربي، وفاز في آخر مباراتين له، معدلاً من صورته ومنطلقاً بقوة نحو المراكز المتقدمة، وبين فريق يعيش مرحلة هبوط في المستوى وتراجعاً في النتائج، أدت إلى إقالة المدرب الأرجنتيني جوستافو، وتكليف المواطن حسن العبدولي بقيادة الجهاز الفني. ويعول شباب الأهلي على المعرفة الدقيقية لمدربه رودولفو بنقاط قوة وضعف الوصل، من أجل استغلال مباراة اليوم لحسم الديربي وانتزاع ثلاث نقاط جديدة تدعم الرصيد وتعزز من فرصة الفريق في اللحاق بفرق المقدمة، خاصة أن عثرات الجولة الماضية، تحفز اللاعبين والقائمين على الفريق من أجل الاستفادة من عثرات الآخرين والاقتراب أكثر ما يمكن من المراكز المتقدمة. كما يستعيد أصحاب الأرض أغلب نجومه، سواء المصابين أو المعاقبين، مما يوفر الكثير من الحلول أمام المدرب لاختيار العناصر الأنسب وتأكيد التطور الحاصل في أداء ومستوى الفريق. أما فيما يتعلق بالوصل الذي يعول على الهزة المعنوية بعد إقالة مدربه جوستافو من أجل تصحيح الوضع، والخروج من المرحلة السلبية، خاصة أن مباريات الديربي تتساوى فيها الحظوظ، وتشهد حماساً وإثارة تحفز اللاعبين لمضاعفة جهودهم، واستغلال المواجهة لانتزاع فوز معنوي مهم يدعم الفرق في بقية المشوار. وعادة ما تحفل مباريات الديربي بين شباب الأهلي والوصل بالندية والحماس، بالإضافة إلى الحضور الجماهيري الكبير، ما يجعل مباراة اليوم موعداً مهماً لجماهير الفريقين للاستمتاع بعروض قوية أجواء مثيرة، خاصة أن الرهان على النقاط الثلاث سيكون كبيراً بسبب حاجة الفريقين إلى الفوز. حسن علي: «قمة هجومية» بدوافع نفسية مختلفة أوضح المدرب المواطن حسن علي، أن مباراة اليوم بين شباب الأهلي والوصل هي قمة كروية تجمع فريقين متشابهين من حيث الظروف التي عاشها كل منهما في افتتاح الموسم الجديد، بإقالة كل منهما لمدربه وبدء مرحلة جديدة، ما يجعل المواجهة غامضة نسبياً، ويصعب التكهن بالفريق الفائز بنقاطها. وأضاف أن الدوافع النفسية سيكون لها دور كبير في حسم مثل هذه الديربيات القوية، خاصة في لقاء اليوم عندما يواجه الوصل مدرب السابق رودولفو أروابارينا، مشيراً إلى أن أغلب اللاعبين الذين يواجهون مدربهم السابق يسعون إلى الفوز عليه، وتوجيه رسالة غير مباشرة لتأكيد حقيقة إمكاناتهم. أما فيما يتعلق بلاعبي شباب الأهلي، فتختلف دوافعهم النفسية في مباراة اليوم لأنهم يرغبون في كسب ثقة مدربهم الجديد، وضمان مركز في التشكيلة الأساسية، بالإضافة إلى حرصهم على الفوز وجمع المزيد من النقاط، أملاً في التقدم بجدول الترتيب، واستعادة الأمل في المنافسة على اللقب، وتوقع حسن علي أن تكون المباراة هجومية بفضل اللاعبين المميزين في الخطوط الأمامية للفريقين، خاصة على مستوى اللاعبين الأجانب، ما يجعل كل مدرب يلعب بطريقة متوازنة، تفادياً لأية أهداف مبكرة تربك الحسابات. وتوقع أن تشهد القمة أهدافاً خاصة إذا نجح أحد الفريقين في التسجيل مبكراً، حيث سيتخلى كل مدرب عن التحفظ، ويلجأ إلى الدفع بأوراقه كاملة. وأشار أيضاً إلى أن شباب الأهلي تحسنت نتائجه بتحقيق فوزين متتاليين، لكن الفريق مطالب بتطوير مستواه، خاصة بعد ظهور خلل دفاعي أدى إلى استقبال العديد من الأهداف في بداية الموسم، الأمر الذي يتوقع أن يعالجه المدرب رودولفو، أما الوصل، فلم يظهر بالصورة المطلوبة مع مدربه جوستافو، مما يجعل فرصة المدرب المساعد حسن العبدولي كبيرة لاستثمار إمكانات لاعبي الفريق وتوظيفهم بالشكل الجيد، خاصة وأنه مطلع بدقة على مستوى مختلف العناصر الموجودة في صفوف الفريق، وقادر على وضع الخطة المناسبة للظهور بصورة جيدة وحصد نتيجة إيجابية.وتمنى حسن علي أن تحظى المباراة بحضور جماهيري كبير، وأن تقدم مستوى فنياً عالياً يعكس الإمكانات الكبيرة للفريقين. اختفاء أطراف «الإمبراطور».. و«تكتيك الفرسان» يتطور لم يسجل الوصل سوى 9 أهداف فقط، بمعدل 1.5 هدف في المباراة، وباستثناء انتصاره مرتين على صاحبي المركزين الأخيرين في جدول الترتيب، لم يحرز لاعبو «الإمبراطور» إلا هدفاً واحداً فقط في كل مباراة خلال 4 جولات، وبدا واضحاً أن الفريق يعاني فنياً في الشوط الأول الذي هز خلالها الشباك مرتين فقط، وهو ما أكد وجود خطأ تكتيكي في التشكيل الأساسي وخطة اللعب، وبالتالي يتحمله المدير الفني السابق، واختفت أطراف الإمبراطور بعد توهجها في المواسم الماضية، إذ سجل الفريق 3 أهداف فقط من خلالها، ولم ينجح لاعبوه في بلوغ الشباك بأي تسديدة من خارج منطقة الجزاء، كما زار شباك منافسيه 4 مرات عبر الركلات الثابتة. على الجانب الآخر، جاءت أهداف شباب الفرسان بالتساوي بين أشواط المباريات السابقة، حيث سجل 6 أهداف في كل شوط، بإجمالي 12 هدفاً ومعدل يبلغ 2/ مباراة، وزادت مساهمات أسلوب اللعب من الحركة، حيث أحرز الفريق بواسطتها 9 أهداف مقابل 3 للركلات الثابتة، وهو ما يشير إلى استمرار التطوير والتغيير في تكتيك الفريق، مقارنة بالنسخة السابقة. دياز.. «العقل المفكر» لم يحرز ماورو دياز أهدافاً، لكنه أفضل صانع لأهداف الفرسان، بواقع 3 تمريرات حاسمة، آخرها كانت الكرة الساحرة التي منحت الفريق نقاط مواجهة دبا الفجيرة، التي شهدت صناعة الأرجنتيني لـ 5 فرص مؤكدة للتهديف، من إجمالي 51 تمريرة له في المباراة، ليرتفع إجمالي الفرص المصنوعة بواسطته إلى 11 منذ انطلاق البطولة. ليما.. «المحترف الأفضل» ليما الصغير هو أفضل محترفي «الإمبراطور» حتى الآن، صاحب 5 تمريرات حاسمة، تمثل 55.5% من أهداف الفريق، وإذا أضفنا هدفه في شباك النواخذة، يصبح إجمالي إنتاجه الهجومي موازياً لـ 66% من قوة الوصل، صحيح أنه لم ينقذ الفريق من الهزيمة الأخيرة، لكنه كان الأغزر تسديداً بـ 3 محاولات، والأكثر صناعة للفرص بتمريرتين حاسمتين.
مشاركة :