طالبت الأسرة الآسيوية على هامش دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية التي أُسدل عليها الستار في العاصمة الإندويسية جاكرتا باستمرار الإمارات في رئاسة اللجنة البارالمبية القارية لدورة 2019- 2023 بقيادة ماجد العصيمي الرئيس الحالي، في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لرياضة أصحاب الهمم، وقرار مجلس الوزراء مؤخراً باستضافة مقر اللجنة البارالمبية ليكون بمثابة معلم رياضي فريد في قارة آسيا، والوجهة الرئيسة لأصحاب الهمم بالمنطقة والعالم، بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة على المستوى الإقليمي بشأن دعم أصحاب الهمم وتمكينهم، والذي يعد من القرارات التاريخية في مسيرة الحركة البارالمبية. ورسمت البصمة الإماراتية بقيادة ماجد العصيمي النجاح المنشود لنسخة «آسياد جاكرتا» باكتمال عقد الدول المشاركة لأول مرة 43 من 43 وأكثر من 1200 إعلامي من آسيا والعالم شاركوا في تغطية الحدث وتحطيم أكثر من 15 رقماً عالمياً وأكثر من 20 رقماً قارياً وتوحيد أكبر قارات العالم والأقاليم الخمسة التي تشرف عليها اللجنة البارالمبية القارية تحت مظلة عائلية تسود فيها روح التسامح والمحبة، وظهر ذلك جلياً في توحيد الكوريتين لأول مرة في طابور العرض، وهو ثمرة الجهود التي بُذلت ومشاركة السباحة وتنس الطاولة في فريق واحد ليحققا فضية وبرونزية تتابع السباحة وزوجي تنس الطاولة. ومن المكاسب التي تعزز طموحات المرحلة المقبلة بعد المطالبة القارية باستمرار الإمارات في الرئاسة اجتماع ايوفوليما وان شوك أميرة مملكة بوتان بالعصيمي بعد الظهور الأول لبوتان في مثل هذه الألعاب البارالمبية الآسيوية منذ انضمامها إلى الأسرتين البارالمبية الدولية والقارية، والتي أثنت على الدور الكبير الذي تلعبه اللجنة البارالمبية الآسيوية في تطوير رياضة أصحاب الهمم بالقارة الصفراء موجهة الدعوة إلى ماجد العصيمي لزيارة بوتان من أجل التعاون المشترك بين مملكة بوتان واللجنة البارالمبية الآسيوية. وكان المشهد مختلفاً حينما سأل جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا العصيمي عن الإرث الذي ستخلفه الألعاب البارالمبية الآسيوية والمكاسب التي ستعود عليها بحضور أنيس باسويدان حاكم جاكرتا، والذي أكد له أن المكسب الأكبر يتمثل في أن بوصلة الاهتمام ستكون في اتجاه «أصحاب الهمم» من أجل أن تكون إندونيسيا بيئة مؤهلة وصديقة لهم في جميع المجالات، حيث استعرض العصيمي تجربة دبي في إعداد المواصفات العالمية للبيئة المؤهلة لـ «أصحاب الهمم» ليؤكد حاكم جاكرتا بأن الرئيس الإندونيسي وجه بتشكيل لجنة من الخبراء لدارسة كتاب المواصفات الخاصة بدبي للاستفادة من تجربة دبي. وعقد العصيمي اجتماعاً مع وفد مدينة هانزو الصينية، برئاسة نائب العمدة التي تستضيف «آسياد 2022» والذي تسلم علم الدورة، حيث بحث الاجتماع سبل التعاون والتحضيرات الخاصة بهذه الألعاب، خصوصاً أن فريقاً مرافقاً جاء إلى جاكرتا لكسب الخبرات ومعرفة التفاصيل الخاصة بمثل هذه الأحداث القارية. كما عقد اجتماعاً مع وفد «طوكيو 2020» والذي أشاد بنجاح «آسياد جاكرتا» والدور الكبير الذي ظل يلعبه رئيس اللجنة البارالمبية القارية، فيما ألقى العصيمي كلمتي آسيا في الافتتاح الذي حضره الرئيس والختام الذي حضره نائبه محمد يوسف كالا. من جانبه، أشاد ماجد العصيمي باستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لبعثة أصحاب الهمم، مؤكداً أن كلمات سموه حول وجود إماراتي على رأس هرم اللجنة البارالمبية القارية وسام على صدره وقلادة فخر، خصوصاً أن سموه أكد أن هذا المنصب لم يأت من فراغ، وأنه أهل لهذه الثقة، والذي يعتبر أحد نماذج الإرادة والعزيمة. وأشار العصيمي إلى أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية جديدة من أجل تحقيق نجاحات أكبر لتعزيز لدور الإمارات الريادي والقيادي لدعم «أصحاب الهمم» على الصعد كافة. كرسي العصيمي يتسع لأكبر قارات العالم لأن قلب الإمارات يسع هذا العالم بفضل شهرتها لم يكن غريباً أن يصل أحد أبناء وطن الإنسانية في عالم أصحاب الهمم إلى الطموح المنشود، ويتربع على كرسي إدارة اللجنة البارالمبية في أكبر قارات العالم، فمنصب ماجد العصيمي هو أقرب إلى ذهبية دائمة يطوق بها عنق كل إماراتي يبحث عن القمة. وعالم أصحاب الهمم له سحر خاص، والرابط الإنساني حاضر بقوة، وهو ما يجعل أبطال الإمارات في صدارة المشهد العالمي ليس على مستوى البطولات فحسب، بل في المناصب الإدارية، فكرسي العصيمي يتسع لأكبر قارات العالم، حيث لم تمنعه ظروف الإعاقة من تحقيق حلمه لاعباً وإدارياً، وهي قصة نجاح «فارس إرادة» منذ كان لاعباً لرمي القرص، ثم الطاولة إلى أن وصل قمة الهرم الإداري في آسيا حينما فاز في ديسمبر 2014 برئاسة اللجنة البارالمبية الآسيوية كأول عربي يصل إلى هذا المنصب القاري مواصلاً مسيرة العطاء. ولم يتهيب العصيمي أي تحد بعد أن تسلح بالثقة الكاملة ليحقق العديد من الطموحات خلال مسيرته الرياضية والإدارية ليكون سفيراً للإمارات في قيادة الحركة البارالمبية في القارة الآسيوية، خصوصاً أنه يملك المزيد من الطموحات لتعزيز مسيرته بالوصول إلى أعلى القمم لخدمة هذا القطاع المهم في العالم فالنجاح مسؤولية كبيرة تتضاعف كلما ترتقي في سلم القمم، خصوصاً أن الصعود إليه ليس سهلاً، والمحافظة عليه هو الأصعب، والتي دفعته من أجل تقديم كل ما لديه حتى تعانق هذه الفئة الفاعلة في المجتمع الرقم «1». مبادرات وتحديات أطلق المجلس الآسيوي العديد من المبادرات ضمن استراتيجيته للمرحلة المقبلة والتحديات التي تواجه رياضة أصحاب الهمم، منها البرامج الخاصة بتطوير اللاعب منذ النشء وحتى الاحتراف برسم طريق واضح من أجل تحقيق ذلك عن طريق المسابقات المختلفة طوال الموسم وتأهيل الكوادر التي تعمل مع اللاعب، من مصنفين ومدربين وحكام تعزيز الشراكات مع المنظمات الرياضية الدولية والإقليمية، من خلال اتفاقيات تعاون مع اللجنة البارالمبية الدولية، واللجان البارالمبية بقارات العالم والاتحادات المختلفة لرياضة الأصحاء وزيادة نشر الوعي لرياضة «أصحاب الهمم»، من خلال برامج تسويقية وإعلامية تستهدف كافة شرائح المجتمع وتعزيز الألعاب البارالمبية الآسيوية التي تقام كل 4 سنوات من أجل استقطاب الرعاة والداعمين للدول المستضيفة لهذه الألعاب وتقوية الشراكات مع القطاع الخاص. ومن المبادرات أيضا برنامج الفخر لتعريف اللاعبين عن حقيقية وقيمة الحركة البارالمبية، من خلال إقامة دورات تثقيفية حتى لا تقف مسيرة اللاعب بعد الاعتزال، وبالتالي الاستفادة من خبراته لنشر المفهوم الحقيقي للرياضة، وخصوصاً أن المجلس وضع خطة طموحة في هذا الإطار لزيادة مفهوم الوعي لدي جميع اللاعبين في القارة الصفراء، وتعزيز ثقافة رياضة أصحاب الهمم وزيادة المحصول العلمي من أجل تأهيلهم في المستقبل حتى يكون اللاعب على دراية كاملة بهذه الرياضات، وبالتالي نشر ثقافة رياضة أصحاب الهمم وتطويرها في بلدانهم لصناعة جيل جديد قادر على مواصلة مسيرة النجاح، مستفيدا من الخبرات المتراكمة للاعبين السابقين، خصوصاً أن الرياضة في القارة الصفراء تسير بخطوات ثابتة إلى الأمام، وفق النهج المرسوم من المجلس الآسيوي والاتحادات القارية المختلفة. 65% من معاقي العالم في آسيا تعد القارة الآسيوية الأكبر من حيث نسبة أصحاب الهمم، والتي تمثل 65% من معاقي العالم، خصوصاً أن القارة الصفراء الأكثر نشاطاً في مجال الرياضة بصفة عامة، وأصحاب الهمم على وجه الخصوص، حيث تقيم كل 4 سنوات الألعاب الآسيوية البارالمبية على غرار الألعاب الأسيوية التي ينظمها المجلس الأولمبي الآسيوي، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الألعاب الصيفية والشتوية طوكيو 2020 وبكين 2022 ، حيث ظل رئيس اللجنة البارالمبية القارية يسعى لتطوير الرياضة البارالمبية في القارة الصفراء، ودفع مسيرة الألعاب البارالمبية إلى الأمام لإحداث نقلة نوعية على جميع الصعد حتى يحقق كل منتسب فيها طموحه المطلوب، ما ينعكس إيجاباً على مسيرتها في الإستراتيجية الموضوعة، وخصوصاً أن المجلس الآسيوي يسعى لتوفير عوامل النجاح لجميع الألعاب حتى يرسم كل لاعب منتسب لها صورة طيبة عن لعبته.
مشاركة :