أكد الدكتور ماجد بن عبدالله الهديان، المتخصص في قانون الاستثمار، أهمية ونجاح مبادرة مستقبل الاستثمار في دورتها الثانية، وقال لـ"سبق": "فعاليات اليوم الأول تجعلنا نكتسي الفخر والاعتزاز، ونقف لحظات مع الزمن الذي يوثق إنجازات عصرية في مشاريع بناء الأجيال وفق رؤية صنعها القائد الفذ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتبناها أفراد المجتمع كحلم يعانق عنان السماء؛ وهذا دأب نهجه صناع النهضة التنموية في المجتمعات القديمة والحديثة". وأضاف: "فمن مبادرة جريئة وضعت بدقة متناهية ورسمت منهجيتها بكفاءة واقتدار واثقة بتوفيق الله وعونه؛ وثم بسواعد وطنية آمنت بنبل الهدف وسمي الغاية، جعلت الوطن مرتكز جذب وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية لإقامة المشاريع الاستثمارية على أرض الوطن المعطاء". وبين الدكتور الهديان: "فرجال المال والأعمال ومن قبلهم علماء الاقتصاد، يجمعون على أن رأس المال من أهم العوامل اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية ويتعاضد ذلك مع توفر الموارد البشرية والطبيعية، ويتوج ذلك الداعم الرئيس الماثل في توفر الإرادة السياسية التي تهيىء مناخ الاستثمار المحفز على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية مع توفر الضمانات القانونية التي ينشدها المستثمر الأجنبي لتحقيق برامج التنمية الاقتصادية، ولن يتسنى هذا النهج إلا بالتوجه نحو السلع الرأسمالية كالمصانع غير التقليدية التي تعتمد على التقنية المتطورة واستثمار الاقتصاد المعرفي التي من شأنها أن تؤدي دوراً حيوياً ومهماً في برامج التنمية الاقتصادية وفق رؤية المملكة 2030". وتابع: "في ظل هذه المعطيات كان لزاماً أن يكون لمبادرة مستقبل الاستثمار معالمها وفلسفتها القادرة على تحريك المشاعر الوجدانية لأفراد المجتمع لتعزيز الولاء والثقة في هذه المبادرة التي تعتبر المحرك لبرامج التحول الوطني؛ فأصبحت الأحلام تعانق السماء كما تبنى هذا الشعار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسار على خطاه رجال المال والأعمال من مختلف دول العالم وبارك هذا النهج قادة الدول ورؤساء الحكومات والمنظمات الدولية والجهات العامة والخاصة. فكان من نتاج إقامة مبادرة مستقبل الاستثمار في عامها الثاني 2018، توقيع 25 مذكرة واتفاقية استثمارية بقيمة بلغت 212 مليار ريال بما يعادل 56.5 مليار دولار أمريكي". وأردف: "في ظل تنامي قيمة حجم استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في بداية انطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار فإن هذا يعجل من وتيرة تنفيذ برامج التحول الوطني التي تمس التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ وتكون ممهدة لإقامة مشاريع البنية التحتية كطرق النقل البرية والبحرية التي عادة تستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال، ومثال ذلك مشروع الجسر البري الذي يربط ميناء الدمام وجدة مروراً بالرياض بمسافة طولية تقدر بـ950 كيلو متراً". وتابع: "أيضاً سيكون من نتائج الخير والبركة التي تحققت من هذه المبادرة تمويل مشاريع صناعية غير تقليدية ترتكز على الإبداع والابتكار وتمويل مشاريع البحث العلمي من خلال إقامة المشاريع الاقتصادية سواء كان من خلال استثمار براءات الاختراع وتطوير مناهج التعليم وأساليب التدريب المهني والتقني واستثمار برامج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات ذات الصلة". وختم حديثه لـ"سبق" قائلاً: "بهذه المبادرة الاستثنائية المواطن الكريم لا يسعه إلا أن يدرك أهمية دوره الحيوي والمهم للمشاركة بإيجابية في تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي رسمتها الحكومة الرشيدة في سياستها الاقتصادية لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن هيمنة النفط، وأثر مخرجات ذلك على تحقيق الرفاه الاجتماعي المنشود وجودة الحياة.
مشاركة :