إلحاقاً بمقالنا السابق حول أخلاقيات التأمين، أعتقد أنه صار لزاماً على المسؤولين في قطاع التأمين عموماً، واتحاد شركات التأمين الكويتية خصوصاً، العمل من الآن على إعداد «مسودة ميثاق شرف المهنة التأمينية» في الكويت، من أجل الحفاظ على رصانة هذا القطاع ورقيه، ومن أجل مواصلة الالتزام بالمُثل العليا، وحماية أموال وأرواح من يتعامل مع قطاع التأمين بكل تفانٍ وإخلاص. إلا أنه يجب التأكيد هنا على أن حال هذا القطاع لا تختلف عن حال أي قطاع اقتصادي آخر في أي دولة من الدول، كما أن وضع صناعة التأمين يماثل وضع أي صناعة في أي بقعة من الأرض. ولهذا، فإننا إذا كنا نشير إلى وجود سلوكيات غير سوية، يحاول أصحابها الإساءة إلى أي من شركات القطاع، أو محاولة الطعن في مصداقية أي من العاملين في صناعة التأمين، وإذا كنا ندعو إلى أخذ الحيطة والحذر من هذه النماذج المسيئة لأي وحدة من وحدات القطاع، فمثل هذه الأوضاع تعانيها كل القطاعات الاقتصادية الأخرى بشكل أو بآخر. وإذا كانت بعض القطاعات الاقتصادية قد عملت، بأي طريقة من الطرق، على التخلص من الشوائب التي عكرت صفو إنجازاتها، فأعتقد أن الوقت قد حان لقطاع التأمين للعمل على إعداد غطاء يحمي شركاته من تلف الشوائب، ويصون أخلاق العاملين فيه من إساءات المغرضين، وذلك من خلال ميثاق شرف يكون بمنزلة البروتوكول الذي يعمل بموجبه التأمينيون. ونحن عندما نتكلم عن أخلاق المهنة في صناعة التأمين، لا نقصد تلك الأخلاق الناشئة عن العلاقة الطارئة بين المؤمِّن (موظف التأمين) والمؤمَّن عليه (العميل) فقط، وإنما تشمل تلك العلاقة الأخوية الطويلة الأمد بين العاملين في الصناعة نفسها أيضاً، ليكون الجميع على قدر من المسؤولية في تحقيق أغراض العلاقة التأمينية. فإعداد مسودة مثلاً لميثاق شرف مهنة التأمين، سوف يكون بمنزلة المبادئ يسيرون على هديها، وعرفاً من أعرافهم، ومشعلاً لهداية العاملين في التأمين نحو تحقيق طموحاتهم. وبهذا يصبح من السهل على أي شركة تأمين إنجاز أهداف الشركة، ليتصاعد معدل الأداء، والإيرادات المجزية، وأهم من هذا كله، تحقيق السمعة الطيبة. وإذا كنا نتفق على أن التأمين عموماً مبني أساساً على تقديم وعود من قبل الموقعين على الوثيقة التأمينية، لتكون العملية التأمينية في حقيقتها خدمة مستقبلية لا نراها اليوم على أرض الواقع، لأنها تعد التزاماً من قبل العميل أولاً بسداد أقساط في المستقبل، مقابل التزام من قبل شركة التأمين ثانياً بتقديم خدمة في المستقبل، فإن ميثاق شرف مهنة التأمين هذا الذي ننادي به اليوم، هو لائحة تنظيمية تتضمن مبادئ أساسية وقواعد أخلاقية للسير على هديها من جانب العاملين في قطاع التأمين. إن هذا الميثاق سوف يزيد الثقة بين العاملين في قطاع التأمين عموماً، ثم العمل على ترسيخ الثقة بين شركات التأمين وعملائهم، من أجل كشف الغموض حول حقيقة العملية التأمينية، وإزالة النظرة السلبية التي يحملها البعض بسبب غياب حملات التوعية. إن تعاون وحدات قطاع التأمين على تطبيق هذا الميثاق، سوف يساهم بشكل ملحوظ في عمليات التنسيق بين شركات القطاع وتنظيم الخدمات التأمينية، في جو تنافسي سليم تشمله الشفافية والوضوح. كما أن مثل هذه المواثيق المهنية سوف تجبر موظف التأمين على إطلاع العميل على كل تفاصيل وثيقة التأمين وكل الضمانات الممنوحة له، وحدود أطراف العقد بطريقة صحيحة وصادقة، والحفاظ على أسرار العملاء طي الكتمان، وصون تفاصيل الحياة الشخصية لكل المتعاملين أو ذوي العلاقة بصناعة التأمين، بطريقة يشملها الاحترام المتبادل بين أطراف العقد التأميني. * رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة غزال للتأمين
مشاركة :