عواصم - وكالات - وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفاة الصحافي جمال خاشقجي بـ «الحادث البشع»، متعهّدا تقديم المجرمين والمذنبين للعدالة «لأخذ العقاب الرادع» بالتعاون مع أنقرة، في أول تصريحات علنية له حول القضية.وقال ولي العهد في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقد في الرياض تعليقا على قضية خاشقجي: «الحادث الذي حدث مؤلم جدا لجميع السعوديين، خاصة لانني مواطن سعودي، واعتقد انه مؤلم لأي انسان موجود في العالم، وحادث بشع غير مبرر تماماً».وأضاف محمد بن سلمان: «اليوم المملكة العربية السعودية تقوم باتخاذ كل الاجراءات القانونية للتحقيق واستكمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول الى نتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة وأخذ العقاب الرادع».واعتبر أن التعاون بين الحكومة السعودية وتركيا «مميز وأعرف أن الكثير يحاول استغلال هذا الظرف المؤلم لاحداث شرخ بين المملكة العربية السعودية وتركيا واريد ان ارسل لهم رسالة من هذا المنبر: لن يستطيعوا ان يعملوا ذلك». وتابع ولي العهد: «لن يحدث هذا الشرخ وسوف نثبت للعالم ان الحكومتين متعاونتان لمعاقبة أي مجرم وأي مذنب والعدالة في الاخير ستظهر». وفي الاطار، تحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الهاتف امس، مع ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ وفاة خاشقجي، وفق مصدر في الرئاسة التركية.وقال المصدر إن الجانبين بحثا «مسألة الجهود المشتركة والخطوات التي ينبغي اتخاذها بهدف إلقاء الضوء على كل جوانب مقتل جمال خاشقجي» في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من اكتوبر الجاري.وفي واشنطن، قال الرئيس دونالد ترامب، إنه مقتنع بأن خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز لم يكن على علم مسبق بالعملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي، مشدداً على ان «السعودية حليف عظيم حقاً»، بينما بدأت الولايات المتحدة إجراءات إلغاء تأشيرات الدخول للسعوديين المتورطين في القضية. وكشف ترامب في حوار مع «وول ستريت جورنال»، أنه تحدث مع محمد بن سلمان، وسأله مرات عدة حول الموضوع و«بطرق مختلفة»، وقال «كان سؤالي الأول الذي وجهته له هو: هل كنت على علم مسبق بأي تخطيط مسبق لمقتله»؟ فأجاب بالنفي. وأكد ترامب مجدداً، «السعودية حليف عظيم حقاً. كانوا دائما من المستثمرين الكبار، وربما أكبرهم في بلادنا». وأعلن ترامب أنه يتوقع الحصول على «تقرير جيد» قريباً، بعدما أرسل مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي اي) جينا هاسبل إلى تركيا لبحث القضية. كما أعلن انه سيلتقي مسؤولين زاروا المنطقة أخيراً. من ناحيتها، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، بأن إلغاء التأشيرات، يستهدف 21 شخصا ألغيت تأشيراتهم أو منعوا من طلب تأشيرات.وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، «نرى بالفعل خطوات من السعودية تعكس محاسبة جدية، لكننا لن نشعر بالرضا قبل أن نحصل على وضوح تام في شأن ما حدث بالتحديد». وتتعلق الرسالة بزيارتيه للسعودية وتركيا. كما أكد ان واشنطن ستحافظ على المصالح الاستراتيجية مع السعودية. وتابع ان «جمع معلومات إضافية عن مقتل خاشقجي سيجعلنا نفهم القضية»، مؤكدا أن «الأتراك قالوا لنا إن الفريق السعودي كان متعاوناً جدا». وفي باريس، أعلن مصدر من مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس، ان فرنسا لن تتخذ أي «قرار متعجل» في شأن مستقبل علاقتها الاستراتيجية مع السعودية إلى أن تتضح الحقائق. وأعلنت لندن سحب أي تأشيرات دخول بريطانية يحملها المشتبه بهم في وفاة خاشقجي.
مشاركة :