حفتر يُكثف اجتماعاته العسكرية في رسائل للداخل الليبي وللخارج

  • 10/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كثّف قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، من اجتماعاته العسكرية، وسط إشارات مُبطنة إلى دخول القوات المُسلحة الليبية في حالة تأهب تقترب كثيرا من الاستنفار الذي يسبق التحرّك الميداني، بينما خفت فيه الحديث عن الانتخابات في ليبيا، وبدأ يتحوّل إلى ما يُشبه السراب على وقع التطورات السياسية المتسارعة. تونس - تحمل اجتماعات القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر مع قادة وضباط الجيش بوادر مرحلة جديدة تستعد ليبيا لدخولها بمعادلات سياسية وميدانية باتت تفرض توازنات تختلف عن تلك السائدة حاليا، بالنظر إلى طبيعة مسارات التسوية التي تاهت بين استمرار الخلافات الداخلية، وتضارب المقاربات الإقليمية والدولية الذي ساهم في خلط الأوراق السياسية والميدانية. وقال المركز الإعلامي لرئاسة الأركان العامة للقوات المُسلحة الليبية، إن حفتر، ترأس الثلاثاء، اجتماعا موسعا شارك فيه عدد من ضباط الجيش، وذلك بحضور رئيس الأركان العامة، الفريق عبدالرزاق الناظوري، وآمر غرفة عمليات حوض مرزق، العميد محمد المهدي حسن الشريف، إلى جانب آمري الوحدات المشاركة في عملية تطهير الجنوب. وأشار إلى أن هذا الاجتماع “يهدف إلى الوقوف على جاهزية كافة وحدات القوات المسلحة، ووضع الخطط والترتيبات اللازمة لأي تحرك ضد العدو، وكذلك للمحافظة على استتباب الأمن في مختلف ربوع البلاد وخاصة الجنوب”. إبراهيم الدرسي: ثمة رسالة موجهة إلى المُجتمعين في القاهرة في سياق توحيد الجيشإبراهيم الدرسي: ثمة رسالة موجهة إلى المُجتمعين في القاهرة في سياق توحيد الجيش وقبل ذلك، أجتمع حفتر، الاثنين، في مقرّ القيادة العامة بـ”الرجمة” بكافة آمري المناطق العسكرية في مختلف أنحاء البلاد، للإطلاع على أوضاع مناطقهم العسكرية. وكشف العميد فوزي المنصوري، آمر منطقة الخليج العسكرية، في تصريح تلفزيوني بثته قناة “ليبيا 218”، أن الاجتماع تناول مستجدات الوضع العسكري في مناطق مختلفة وتجهيزات الوحدات المسلحة للمناطق العسكرية. ولم يُقدّم في تصريحه المزيد من التفاصيل حول أسباب عقد هذا الاجتماع، واكتفى بالقول إن حفتر “أعطى تعليماته لآمري المناطق بتجهيز جميع الوحدات للقيام بأي مهام يكلفون بها في المرحلة القادمة”. وأثارت هذه الاجتماعات الكثير من التساؤلات حول أبعادها وأهدافها، لا سيما وأنها تزامنت مع بيان مُثير صادر عن القيادة العامة للقوات المُسلحة الليبية، دعت فيه العسكريين المُغادرين لوحداتهم منذ العام 2011 إلى الالتحاق بعملهم. ويُنظر إلى هذا البيان على أنه مُقدمة لعملية حشد وتعبئة استعدادا لتطورات قادمة، خاصة وأنه تضمّن مُهلة زمنية لهذا الالتحاق، وهي العاشر من الشهر القادم، ما يعني أن أمرا ما يُخطط له، لا سيما وأن هذه التطورات تأتي بعد أيام قليلة من الكشف عن قيام المشير حفتر بتشكيل وحدات عسكرية جديدة تحت اسم “قوات المنطقة الغربية”. وترافق الإعلان عن تشكيل هذه الوحدات العسكرية الجديدة، مع تزايد الأنباء حول وصول مُعدات عسكرية مُتنوعة وُصفت بغير المسبوقة، شملت مُدرعات ومدفعية ميدان، وكميات كبيرة من الذخائر الحربية، إلى مخازن الجيش الليبي في بنغازي، وبقية المناطق بشرق ليبيا. وساهم ذلك في تزايد التأويلات المتضاربة، والتفسيرات المُتناقضة التي أحاطت بهذه التطورات، رغم ترجيح بعض الأوساط الأمنية الليبية، أن يكون الهدف من هذه التحركات، القيام بعمل عسكري من شأنه إعادة خلط الأوراق السياسية، وذلك قبل مؤتمر باليرمو الإيطالية الذي لا يُعرف لغاية الآن ما إذا كان المشير حفتر سيُشارك فيه أم لا. غير أن إبراهيم الدرسي، النائب بمجلس النواب (البرلمان) الليبي، استبعد هذه الفرضية، حيث وصف في اتصال هاتفي مع “العرب” من شرق ليبيا، تلك الاجتماعات بأنها “روتينية، وعادية ولا تخرج عن إطار متابعة الأوضاع العامة للجيش، وجهوده في محاربة الإرهاب، والدفاع عن الوطن”. واعتبر أن الأمر “لا يدعو إلى التساؤل أبدا، ذلك أنه مُرتبط بمهمة القائد العام للجيش للاطمئنان على سير الأوضاع في درنة والجنوب الليبي، وغيرها من المناطق الليبية الأخرى”. وأشار في المقابل، إلى أنه إن كانت هناك رسالة ما وراء تلك التطورات، فهي رسالة موجّهة بالأساس إلى المُجتمعين حاليا في العاصمة المصرية في سياق الاجتماعات المُتعلقة بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. وقال إنه على ضوء التقدّم اللافت على مستوى توحيد الجيش الليبي، تأتي هذه التطورات لتؤكد أن الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، يبقى النواة الصلبة لبناء جيش ليبي متماسك وقوي”.

مشاركة :