"مروة الجهلان" فتاة من صعيد مصر، من قرية البعيرات بمركز الأقصر، زهرة لم تكمل ٢٧ عاما من عمرها، قررت تحدي الفقر، الذي وقف حاجزا دون راحتها هي وأخواتها الأربعة، لم يتوقف الأمر فقط عند تحدي الفقر بالعمل، بل تحدت ظروف مجتمع، لم يعترف بعمل المرأة، فالشابة الصغيرة، تعمل على تروسيكل لنقل البضائع، لتجمع في آخر كل نهار، بضعة جنيهات، تنفق منها على أسرتها، ونفقات علاج والدها المريض، الذي يعمل خفيرا.استأجرت "مروة"، تروسيكل من أحد رجال قريتها، للعمل عليه، تعطيه أجرا يوميا اتفقا عليه مسبقا، وتكتفي بما يتبقى، تعود به لأسرتها، كل ذلك كي تتحمل نفقات أسرتها، دون سؤال الناس والأقارب، ورغم أنها تستيقظ مع فجر كل يوم، لتنقل البضائع للتجار، والأسمنت للأهالي والباعة، وايضا نقل الركاب من الأطفال وكبار السن، وتظل في عمل شاق حتى الـ١٠ مساء، إلا أن الدخل يكاد يكون معدوما، لكنها ما زالت تأمل فى الخير.مروة فتاة كانت تفضل أن تكون ظروفها الاجتماعية على قدر من الراحة، إلا أنها فصلت الشقاء على الراحة، في سبيل إعانة والدها الرجل البسيط، وإسعاد والدتها وأيضا شقيقاتها، لهم احتياجات مثل غيرهن، فكان عملها اكسير الحياة بالنسبة لأسرتها، فلعل الشقاء ينقذهم من الفقر، بساعد هذه الفتاة التي أطلق عليها رجال، قريتها بأنها رجل في قوة احتمالها، وامرأة طيبة الأعراق بطيبة وحنو قلبها، وكانت أمنية مروة الوحيدة، أن تشتري تروسيكلا خاصا بها، حتى توفر الأجرة اليومية، التي تخصم لصالح صاحب التروسيكل.
مشاركة :