أعلنت قوات الأمن المصرية أمس، قتل 11 إرهابياً كانوا مختبئين في منطقة في الصحراء الغربية، متاخمة لمحافظة أسيوط جنوب القاهرة. وأفادت وزارة الداخلية في بيان أمس، بأن قواتها دهمت وكراً للعناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية في إحدى المناطق الجبلية المتاخمة لطريق دشلوط - الفرافرة في الظهير الصحراوي الغربي (دشلوط قرية في مركز ديروط في محافظة أسيوط)، واتخاذهم من خور جبلي مأوى لهم بعيداً من الرصد الأمني، مشيرة الى أن تلك المنطقة جُهزت لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لتدريبهم على استخدام الأسلحة وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية. وأشار البيان إلى أنه بعد التنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا تم دهم المنطقة فجر أمس وأثناء حصارها أطلقت العناصر الإرهابية النار باتجاه القوات، ما دفعها للتعامل مع مصدره، وبعد ذلك عُثر على جثامين 11 إرهابياً، كما عُثر في حوزتهم على 4 بنادق آلية وبندقية خرطوش وأخرى تشيكية الصنع و3 طبنجات و5 أحزمة ناسفة، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة ووسائل إعاشة وبعض الأوراق التنظيمية. وأضافت الوزارة أن عملية الدهم أتت في إطار استمرار جهودها في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تقويض الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة والساعية إلى تنفيذ عمليات عدائية في البلاد. وأوضحت أن قطاع الأمن الوطني تمكن بمشاركة أجهزة الوزارة المعنية بالقيام بالعديد من العمليات التمشيطية حول أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خصوصاً الواقعة في المناطق النائية في الوجه القبلي التي يسعون الى اتخاذها ملاذاً للاختفاء والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية. واتخذت خلايا متطرفة تتبع لتنظيمي «داعش» و «القاعدة» من بعض مُغر الصحراء الغربية ملاذات آمنة للتخفي والانطلاق لتنفيذ هجمات، ما استدعى زيادة المكامن الثابتة والمتحركة على الطرق المؤدية الى دروب الصحراء الغربية، فضلاً عن انتشار المخبرين السريين بين التجمعات البشرية المتناثرة فيها. وقتلت قوات الجيش والشرطة مسلحين في مُغر في الجبل الغربي الجنوبي على مدى العامين الماضيين، فضلاً عن إحباط الجيش تسلل مئات المسلحين عبر الحدود مع ليبيا، إذ قصفت قوات الجيش عشرات الأرتال المتحركة التي سعت إلى التسلل. وأخيراً، لوحظت محاولات للتسلل من الصحراء الغربية إلى الجبل الشرقي المتاخم للمحافظات الجنوبية، وهو ما تحسبت له قوات الأمن، بتشديدات مماثلة في الجبل الشرقي. من جهة أخرى، نظمت هيئة البحوث العسكرية ندوة استراتيجية تحت عنوان «ظاهرة التطرف وتداعياتها على الأمن القومي المصري والاستراتيجية القومية لمجابهتها». وقال بيان للجيش إن الندوة اشتملت على 3 جلسات علمية ناقشت 9 أوراق بحثية قدمها عدد من أساتذة العلوم السياسية والبحوث الاجتماعية والجنائية والمحللين والخبراء الاستراتيجيين ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وتناولت الجلسة الأولى مناقشة مفاهيم ونشأة وأشكال وأسباب ودوافع التطرف في ظل تطور ظاهرة الإرهاب عالمياً، والجلسة الثانية ناقشت تداعيات العنف والإرهاب على الأمن القومي المصري وتأثيره في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، كما تناول عدد من علماء دين، مسلمين ومسيحيين، تداعيات التطرف على المجال الديني والعمل على نشر مفاهيم الدين الصحيح لمواجهة الفكر بالفكر، وتمت مناقشة التداعيات على المجالات الأمنية السيبرانية والعسكرية من خلال عدد من الخبراء الأمنيين. وخلصت الندوة إلى طرح العديد من الاستراتيجيات الوطنية الشاملة لمجابهة ظاهرة التطرف في المجالات كافة وقدمت العديد من التوصيات عن طرق مكافحة التطرف والإرهاب بالتنسيق والتعاون بين المؤسسات المعنية في الدولة، وطرح نتائج الندوة العلمية لتكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. وأكد مساعد وزير الدفاع أن مواجهة ظاهرة التطرف بكل أشكاله وأنواعه خطوة ضرورية لبناء الدولة الحديثة.
مشاركة :