يحظى التعليم في المملكة بشكل عام، وفي محافظة القنفذة بشكل خاص، برعاية خاصة من قبل القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وفي هذا السياق التقت صحيفة “منبر” الإلكترونية بسعادة الدكتور محمد إبراهيم الزاحمي، مدير التعليم في محافظة القنفذة وكان لنا هذا الحوار: – للتعليم في القنفذة تاريخ يستحق التعريف به وسعادتكم خير من يتحدث عنه؟ اهتمت حكومتنا الرشيدة بالتعليم منذ قيامها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وفي القنفذة بدأ التعليم عام 1349هـ حيث بدأ في مدينة القنفذة التعليم النظامي مع وجود بعض الكتاتيب والأشخاص الذين يقومون بتعليم القراءة والكتابة وبعض العلوم الدينية، وكانت غرة رمضان المبارك 1349هـ بداية بشائر الخير التي لاحت فيها من منطلق اهتمامات مؤسس الكيان السعودي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي جعل نصب عينيه القضاء على الثالوث الخطير “الفقر والجهل والمرض”، وبدأت المسيرة التعليمية بافتتاح المدرسة “التحضيرية الابتدائية” السعودية -الابتدائية حاليًا- عام 1349هـ، واستمرت عطاءات الخير في مجال التعليم ففي عام 1364هـ افتتحت مدرسة حلي الابتدائية -الكدوة حاليًا-، وبدأ عدد المدارس يتنامى وبخاصة من عام 1367هـ فما بعد. وأمام تعداد إحداث المدارس الابتدائية أتى التوجيه لمدير المدرسة السعودية بالقنفذة من قبل مديرية المعارف العامة بالإشراف الإداري على المدارس الابتدائية، وكان يصدر إليها التعليمات والتعاميم. ومنذ عام 1373هـ كان مدير المدرسة السعودية يقوم بفتح المدارس الابتدائية ويوجه إليها التعاميم والتعليمات تحت اسم معتمد المعارف بالقنفذة، ثم بعد ذلك أدرج في الميزانية تشكيل معتمدية المعارف بالقنفذة عام 1376هـ، وواصلت عملها تحت هذا المسمى، إلى أن صدر قرار تحويلها إلى إدارة تعليم عام 1378هـ وهي من أقدم إدارات التعليم في المملكة. امتدت جغرافية مسؤوليتها عن التعليم شمالًا إلى الليث، وشرقًا إلى عبس والمجاردة والعرضية والمخواة، وجنوبًا إلى صبيا والبرك ومحايل، ثم انفصلت محايل عام 1391هـ، والليث عام 1395هـ، والمخواة عام 1402هـ. واليوم لدينا 661 مدرسة بنين وبنات يدرس فيها 63419 طالبًا وطالبة وبها 9620 معلمًا ومعلمة. – قبل بداية كل عام دراسي تعقدون الكثير من اللقاءات والورش التدريبية. فما هو أثر ذلك على الميدان التربوي وبداية العام الدراسي؟ نحن في إدارة تعليم القنفذة نتقاسم المسؤولية لنصل لأهدافنا ونحقق طموحنا، حتى أصبحت البداية جادة -بحمدالله- في جميع مدارسنا، وبجاهزية عالية لبداية عام دراسي جديد ناجح -بإذن الله تعالى-، من توفر المقررات المدرسية، وانتظام مميز للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات منذ اليوم الأول من بداية الدراسةـ وتنفيذ عدد من البرامج مثل: أسبوع التهيئة، والأسيوع التمهيدي، التي أسهمت أيضًا في البداية الجادة. وتتميز إدارتنا ومدارسنا بالانضباطية العالية. وقد حققت الإدارة على مستوى البنات المركز الثاني، وعلى مستوى البنين المركز الرابع في جائزة وزارة التعليم للانضباط المدرسي للعام 1439/1440هـ، وكان ذلك نتاج للمتابعة الدقيقة ونشر ثقافة الانضباط في المدارس، وتعزيز وتشجيع المتميزيين في الانضباط على مستوى المدارس ومكاتب التعليم والإدارة، وهنا نسجل كلمة شكر لأولياء الأمور على دعهم ومساندتهم للمدرسة وحرصهم على تعليم أبنائهم، ونأمل استمرار هذه الشراكة البناءة بين البيت والمدرسة. – كيف واجهتم عجز المعلمين والمعلمات في بعض المدارس؟ لم يكن هناك عجز -ولله الحمد-، ولكن هناك بعض الحالات الطارئة في مدارس البنات تحديدًا وقد تمت معالجتها من خلال الندب الجزئي أو الكلي. – كيف تنظرون لتوقف متعهدي النقل المدرسي في أول العام الدراسي خاصة مع حاجة الطلاب والطالبات للنقل؟ نسبة النقل لدينا بعد إعادة كامل المخصص السابق 90% تقريبًا، وهي نسبة جيدة حتى الآن، والحافلات التي لم تستخدم في نقل الطلاب والطالبات توجد إشكالية في ارتباطها بإدارات تعليم أخرى، والعمل جار على فك ارتباط هذه الحافلات، ومعالجة وضعها بشكل نظامي قريبًا -إن شاء الله-، ليُنقل المخصص لنا بشكل كامل. – حقق تعليم القنفذة العديد من المنجزات.. وأنت خير من يسلط الضوء عليها؟ ما يثلج صدري هو حرص الزملاء والزميلات على التميز والإبداع وتحقيق أقصى درجات النجاح وعلى ذلك نجحنا في تحقيق كثير من الإنجازات، ولعل من بينها – وسام الجودة للتميز الدرجة الأولى عام 1438هـ. – جائزة التعليم للتميز 1437هـ المركز الثالث عشر. – جائزة مكة للتميز 1433هـ المركز الأول. – جائزة ملتقى مكة الثقافي لعام 1439هـ عن برنامج “واعي”. – جائزة الانضباط المدرسي للبنات عام 1439هـ المركز الثاني. – جائزة الانضباط المدرسي للبنين عام 1439هـ المركز الرابع. – المشروع الوطني “ريادة الأعمال” المركز الأول “بنين” و المركز تلثاني “بنات”. – جائزة أفضل فريق في لجنة الحكام عام 1439هـ المركز الأول. – سباق الجري 200م 1439هـ المركز الثالث. – مسابقة رياضية “الوثب الطويل” فردي المركز الثاني. – مسابقة رياضية “الوثب العالي” فردي المركز الثاني. – خدمة الحجاج 15 كشافًا الوسام الذهبي لثلاث سنوات. – مشروع البيئة 50 كشافًا الوسام الذهبي لثلاث سنوات. – أولمبياد الروبوت “مجال السومو” طالبان المركز الأول. – ألعاب جلوب البيئي الثالث فردي المركز الثالث. – أولمبياد اللغة العربية فردي الوسام الفضي. – أولمبياد التاريخ المركز الأول لعام 1439هـ. – حصول الإدارة على شهادة الاعتماد الدولي الأيزو 9001/2008م عام 1436هـ. – شهادة ترقية الإدارة إلى الأيزو 9001/2015م عام 1439هـ. – المركز الرابع على مستوى المملكة في “الملف الإعلامي الموحد” لعام 1438/1439هـ. – منصة شمس المركز الثالث. – أولمبياد موهبة – الميدالية الذهبية للعام 1439/1440هـ. – كيف تنظرون لمستقبل التعليم في بلادنا بشكل عام، وفي القنفذة بشكل خاص؟ مستقبل مشرق بإذن الله ويواكب الطموح مستنيرًا ومنطلقًا من رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020, تعليم يواكب التطور التقني والمعرفي شعاره “نتعلم لنعمل” يسهم بشكل فعال في دفع عجلة التنمية والاقتصاد في هذا البلد المعطاء، ويعزز القيم النبيلة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف. وهناك عدد من المبادرات لوزارة التعليم والإدارة في هذا الجانب مثل مبادرة “مراكز الحي المتعلم” و”مراكز تعليم الكبار”، ومشروع “إتقان” لتنمية وتجويد مهارات الطلاب في القراءة والكتابة والرياضيات، وبرنامج “الإرشاد المهني” تهيئة الطلاب لاختيار التخصص المناسب بعد الثانوية، وبرنامج “مهاراتي” لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل، وبرنامج “تحسين” الذي يهدف لتخفيض معدلات الهدر المالي، ومبادرة “دعم الشراكة” بين المدرسة والأسرة والمجتمع “ارتقاء”، وبرنامج وطني مسؤوليتي “تحقيق التكامل في شخصية الطالب للاعتزاز بوطنه”. – تمثل المباني المستأجرة هاجسًا كبيرًا للإدارات والعمل على تقليصها مطلب مهم. ماذا تم في هذا الشأن من جانب إدارتكم؟ بجهود ودعم كبير من الوزارة لتهيئة البيئة الجاذبة، والمقر المناسب للتعليم، والعمل على تقليص المباني المستأجرة والتوسع في المباني المدرسية الحكومية، كان لإدارتنا -ولله الحمد- الكثير من المشاريع والمباني، حيث بلغت نسبة المباني المستأجرة إلى العدد الكلي للمباني الحكومية 10 %، وهي أقل من نسبة مستهدف الوزارة، وأقل من نسبة متوسط المنطقة التعليمية، حيث حققت الإدارة المركز الثاني عشر على مستوى الوزارة، والمركز الأول على مستوى المنطقة التعليمية، علمًا بأن هناك أكثر من ثلاثين مشروعًا جاري تنفيذها حاليًا، ستسهم عند الانتهاء منها في تقليص المباني المستأجرة إلى أقل من 5%. – تعد مرحلة رياض الأطفال من المراحل المهمة في المنظومة التعليمية لزيادة لاستيعاب للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. إلى أين وصلتم في هذا المجال؟ خطت إدارتنا خطوات متقدمة في مرحلة رياض الأطفال، حيث حققت الإدارة معدل 32% وهو أعلى من مستهدف متوسط الوزارة و من مستهدف التحول الوطني 2020 بـ5%. وحصلت الإدارة على المركز الثامن على مستوى الوزارة، والمركز الثاني على مستوى المنطقة التعليمية في نسبة التحاق الطلبة الإجمالي بمرحلة رياض الأطفال، وذلك نتاج الجهود الكبيرة للإدارة في التوسع في افتتاح الروضات. وبلغ إجمالي عدد الروضات الحكومية 57 روضة، وعدد الروضات الأهلية 19 روضة. وجرى العمل على تجهيز وتوفير وتهيئة البيئة الآمنة والجاذبة لهذه الفئة العمرية الغالية علينا جميعًا. – تعلمون أهمية التطوير المهني للعاملين في التعليم، ودورهم في تطوير العملية التعليمية ما جهودكم في هذا المجال؟ التدريب المستمر والهادف أساس التطوير، لذا اهتمت إدارتنا بتطوير العاملين بها، ونتج عن ذلك حصولنا على تقدير ممتاز في مؤشر معدل الساعات التدريبية لشاغلي الوظائف التعليمية، والمركز الثالث على مستوى الوزارة، والأول على مستوى متوسط المنطقة التعليمية -ولله الحمد-. وبلغ معدل الساعات التدريبية 27.44 لكل معلم، وهو أعلى من مستهدف الوزارة بـ12.44%، وأعلى من متوسط المنطقة بـ5.88 %، ومن متوسط الوزارة بـ8.44 %، وذلك للجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة، حيث جرى إنشاء مراكز تدريبية في مكاتب التعليم، وبعض المدارس لتوطين التدريب وتشجيع المتدربين للالتحاق بهذه المراكز والبرامج التدريبية. – للتقنية دور كبير في تطوير الأداء وسرعة الإنجاز. ما جهود الإدارة في هذا الجانب؟ نحن في عصر التقنية ولمواكبة ذلك حرصنا منذ وقت مبكر على تفعيل هذا الجانب في برامج وأعمال الإدارة، حيث جرت حوسبت الكثير من البرامج بداية من البوابة الإلكترونية، وبرامج التدريب، ونظام بلاغات الإلكتروني، وبرنامج قياس مؤشرات الأداء، ومجلس التعليم الإلكتروني، وخدمات التواصل مع المسؤولين في الإدارة، وكذلك تقديم الخدمات الإلكترونية للمستفيد. وحققت الإدارة في تلشبكة السعودية للمواد التعليمية “منصة شمس – السحابة”، المركز الثالث -إلى الآن- على مستوى إدارات التعليم والجامعات. – كلمتك الأخيرة لـ”منبر”؟ شكرا لاهتمامكم بمناشط وبرامج التعليم في القنفذة والعرضيات. وأهنئكم بما تحققونه من نجاح ومنها حرصكم على توسيع دائرة المتابعين لكم في الوطن. وموفقين إن شاء الله.
مشاركة :