الخرطوم: أحمد يونس شرعت سفينتان حربيتان إيرانيتان في الاستعداد لمغادرة ميناء بورتسودان على البحر الأحمر بعد أن بقيتا فيه قرابة أسبوع، تزودتا خلاله بالوقود والمؤمن. ونشر موقع قناة «العالم» المقرب من «إيران» أمس أن حاملة طائرات الهيلكوبتر «كرج» والمدمرة «سبلان» تستعدان لمغادرة الموانئ السودانية لمواصلة دورها الأمني في المنطقة، وتأمين ومراقبة البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» إن السفينتين وصلتا الميناء السوداني في زيارة غير رسمية، وأن قادة البحرية السودانية استقبلوا تلك البواخر وفق ما تمليه قواعد البرتوكولات العسكرية في حال وصول ضباط من دولة صديقة للبلاد. ووصلت سفن إيرانية حربية إيرانية العام الماضي عقب قصف مصنع اليرموك الحربي السوداني والذي تتهم به إسرائيل، ما أثار ردود فعل دولية وإقليمية حول التقارب العسكري الإيراني السوداني في البحر الأحمر. ونقل موقع الفضائية المقربة من إيران «العالم» عن القيادي بالحزب الحاكم في الخرطوم ربيع عبد العاطي قوله إن هناك فرقا بين وجود السفن الإيرانية في الخليج العربي (الفارسي)، لوقوعه على مقربة من الدول العربية، أما وجود السفن الإيرانية على المياه الدولية والإقليمية السودانية أو السعودية أو اليمنية، فأمر معتاد من قبل جميع البوارج والسفن الدولية. وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية الرسمية قد ذكرت الأربعاء أن المجموعة الـ27 للقوة البحرية التابعة للجيش الإيراني المؤلفة من حاملة الطائرات «خارك» والمدمرة «سبلان» رستا في ميناء بورتسودان الثلاثاء الماضي بعد أن أبحرتا لمدة شهر وقطعتا 2600 ميل بحري في زيارة هي الرابعة لقطع من القوة البحرية الإيرانية. ورست في ميناء بورتسودان نهاية 2012 بعد قصف إسرائيل لمصنع اليرموك بالخرطوم، بدعوى احتوائه على خطوط لإنتاج السلاح الإيراني الذي يصنع لصالح حزب الله وحركة حماس لمهاجمة إسرائيل، الأمر الذي نفته الحكومة السودانية، وقالت: إن المصنع سوداني لا علاقة لإيران به. وحسب «فارس» فإن الهدف من إرسال هذه السفن هو توفير الأمن للسفن التجارية وناقلات النفط الإيرانية في المياه الدولية، وتبليغ رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة وتعزيز العلاقات بين إيران والسودان. وقطعت السفينتان الحربيتان المسافة إلى بورتسودان بمرافقة 14 سفينة تجارية وحاملة نفط، وقال تقرير «فارس» إن مجموعات القوة البحرية الإيرانية تؤدي مهمات الدورية وفقا للقوانين الدولية للملاحة البحرية، لتوفير الأمن لخطوط المواصلات والملاحة الإيرانية والتواجد الفاعل في البحر الأحمر والمحيط الهندي ومضيق باب المندب وعدم السماح لتعرض المصالح الإيرانية للأخطار. وخلال رسو البواخر في بورتسودان حسبما قالت الوكالة الإيرانية أجرت مباحثات عسكرية بين قادة القطع البحرية الإيرانية ومسؤولين عسكريين سودانيين، وهو الأمر الذي وصفه المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في وقت سابق بالأمر الروتيني للتزود بالوقود. وتعليقا على معلومات موقع «ديبكا فيل» الاستخباري الإسرائيلي بشأن توقيع إيران والسودان على اتفاق تنشئ بموجبه إيران سرا قاعدة بحرية كبيرة في بورتسودان لاستخدامها في نقل الأسلحة لسوريا وحزب الله، نفى المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لـ«الشرق الأوسط» وجود تلك القاعدة بقوله: «لا علم لي بهذه القاعدة». وقال وزير الخارجية علي كرتي في تعليقه على الزيارة السابقة للسفن الإيرانية لميناء بورتسودان بأنها «ليست استراتيجية»، ملمحا إلى إضرارها بمصالح السودان، وقال وزير في لقاء بثته الإذاعة السودانية وقتها إنه علم بوصول السفن الإيرانية في الموانئ السودانية من وسائل الإعلام، بصورة أوحت بعدم موافقته على الخطوة، ما يشير إلى وجود أكثر من وجهة نظر داخل الطاقم الحاكم في الخرطوم.
مشاركة :