كتب نائب القنصل البريطاني في ميناء لنجة الإيراني رسالة باللغة الإنكليزية بتاريخ 8 أغسطس 1913م، إلى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت الكابتن شكسبير، أفاده فيه بأنه تم إلقاء القبض على المجرمين الأربعة الذين قتلوا الطواش الكويتي سيف بن سيف الرومي، وسرقوا سفينته وأمواله وممتلكاته التي كانت في السفينة. كما أخبره بأن الصوماليين الأربعة سيتم إرسالهم على سفينة بريطانية للبريد في عهدة رجل موثوق لتسليمهم إلى أمير الكويت. يقول نص الرسالة (بعد الترجمة): "لي الشرف أن أبلغكم أن الصوماليين الأربعة، الذين تم القبض عليهم بتاريخ 3 أغسطس لعلاقتهم بالقرصنة التي ارتكبت ضد البلم الكويتي، سيتم إرسالهم إليكم اليوم على ظهر سفينة البريد إس. إس. بارجورا في عهدة حجي قمبر، وهو موظف سواحيلي موثوق من القنصلية". إذن تم القبض على الصوماليين بتاريخ 3 أغسطس، أي بعد الحادثة (التي وقعت مساء 22 يوليو) باثني عشر يوماً، وهذا أمر يشير إلى فطنة ونباهة أهل الكويت، وسرعة تحركهم، رغم وقوع الحادثة خارج الكويت، وفرار المجرمين بالسفينة، وصعوبة البحث عنهم في تلك الفترة من الزمن. أما تفاصيل عملية القبض، فقد رواها أحد المشاركين في هذه العملية، وهو صالح بن فلاح، في تقرير باللغة الإنكليزية من صفحتين يقول فيه: "يوسف (بن حسين)، الذي كان ذاهباً إلى مسقط في نفس المهمة، وخمسة آخرون، كانوا معي. غادرنا الكويت على ظهر سفينة البريد البخارية "بارودا" يوم 30 يوليو، وعند وصولنا إلى لنجة، شاهد يوسف أحد القتلة الأربعة (المدعو حسن) قادماً للصعود على السفينة. تم إبلاغ رجل الشرطة مير إسلام خان، الذي كان على ظهر السفينة، وقبضنا على الصومالي حسن. بعد ذلك بقليل، صعد الثلاثة الصوماليون الآخرون على ظهر السفينة، فتم القبض عليهم". إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد استطاع أحد المجرمين الإفلات، حيث صعد على سارية السفينة، ثم ألقى بنفسه في البحر، لكنه قبض عليه وتم تقييده وزملائه الآخرين، وتم تفتيشهم من قبل كابتن السفينة والشرطي مير إسلام خان، وعثر معهم على أموال وبعض الممتلكات الأخرى. يقول نائب القنصل البريطاني في لنجة إنه "تم العثور على 391 ربية و25 جنيهاً إسترلينيا ذهبيا، مع بعض الملابس وحذاء مع المجرمين، وتم تسليم الصوماليين الأربعة إلى سيادتكم (أي القنصل)". وقد تم التحقيق الفوري مع الأربعة الذين أنكروا معرفتهم بالمغدور به الطواش سيف بن سيف، ونفوا أن يكونوا قد زاروا الكويت مسبقاً. في المقال القادم سننشر مزيداً من الوثائق التي تكشف تفاصيل هذه الحادثة النادرة في تاريخ الكويت.
مشاركة :