وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن أنقرة تصرفت "بصبر" في حادثة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي وتعاملت معها بشكل "مبدأي وشفاف". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها تشاووش أوغلو، في اجتماع بولاية صقاريا شمال غربي البلاد، مساء الخميس، بعنوان "رؤية السياسة الخارجية التركية في العهد الجديد". وأضاف الوزير أن تركيا لم تتصرف مع الحادثة بشكل يرضي الآخرين، وإنما من أجل حل المشكلة التي تخص حياة إنسان. وأكد أن القنصلية بحسب معاهدة فيينا، هي أرض سعودية لكن الحادثة وقعت ضمن الأراضي التركية، لذا فإن التحقيقات تجرى على أساس القوانين التركية. وتابع: "علينا حل هذه المشكلة، وبفضل الخطوات التي اتخذناها وفقًا لمواقفنا المبدئية واستراتيجيتنا سيتم الكشف عنها شيئا فشيئا". ولفت تشاووش أوغلو إلى أن بلاده تطبق بشكل ناجح مبادئ إدارة الأزمات في المنطقة. وأوضح أن خطوات الحل السياسي في سوريا واتفاق إدلب الأخير (الشهر الماصي)، وعمليتي أستانة وسوتشي، والقمة الرباعية بين تركيا وألمانيا وروسيا وفرنسا نهاية الأسبوع الجاري، جميعها مبادرات مقدمة من قبل أنقرة. وفي 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام، والمعارضة في إدلب. ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة، ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة المعتدلة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين. من جهة ثانية، لفت تشاووش أوغلو إلى أن تركيا تواصل مكافحة منظمة "غولن" الإرهابية داخل البلاد وخارجها، وتعمل على إغلاق الكيانات والمؤسسات والمدارس التابعة لها. وأشار أنه تم إغلاق المدارس التعليمية للمنظمة في 21 دولة، فيما تسلم وقف المعارف التركي إدارة بعض هذه المدارس في 16 دولة ويتم التفاوض مع دولتين بهذا الخصوص. وأوضح تشاووش أوغلو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "FBI" بدأ تحقيقا كبيرا بحق المنظمة الإرهابية، مبينا أن السلطات الأمريكية رأت خطورة وظلامية المنظمة مع تعميق تحقيقاتها المتعلقة بها. وشدد على أن الخلاف الأساسي مع الولايات المتحدة هو وجود زعيم المنظمة (فتح الله غولن) على أراضيها رغم تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016، مؤكدًا أن هذا الأمر يغضب الشعب التركي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :