الناتو يوجه رسائل ردع لروسيا بتنظيم أضخم مناورات عسكرية

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل المناورات السياسية المحملة بتهديدات متبادلة بين روسيا والدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية؛ فبعد أن أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا جديدا بشأن عزم واشطن الانسحاب من المعاهدة النووية مع روسيا، نظم حلف شمال الأطلسي أضخم مناورات عسكرية منذ نهاية الحرب الباردة في رسالة واضحة هدفها ردع الغريم الروسي الذي كان قد عزز بدوره قدراته العسكرية في منطقة القطب الشمالي وأجرى أكبر مناوراته العسكرية في الشرق الأقصى في سبتمبر الماضي. أوسلو- انتظمت في النرويج اعتبارا من الخميس أضخم مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك لتذكير روسيا بتضامن الدول الأعضاء رغم الشكوك التي أشاعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحلف. وشارك في المناورات التي تحمل اسم “الرمح الثلاثي 18” (ترايدنت جانكتشير 18) نحو 50 ألف جندي و10 آلاف آلية و65 بارجة و250 طائرة من 31 بلدا، وتهدف هذه المناورات إلى تدريب قوات الحلف الأطلسي على الدفاع عن دولة عضو تتعرض لاعتداء. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ “في السنوات الأخيرة تراجعت البيئة الأمنية في أوروبا بشكل كبير”. وأضاف “المناورات ترسل رسالة واضحة إلى دولنا وإلى أي عدو محتمل”، مضيفا أن حلف الأطلسي لا يسعى إلى أي مواجهة “لكننا متأهبون للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد”. وفيما لم يتم تحديد “العدو المحتمل” رسميا، فان روسيا تتبادر إلى ذهن الجميع. وتباهت روسيا، التي تتشارك مع النرويج في حدود بطول 198 كيلومترا في أقصى الشمال، بقوتها مرارا في السنوات الأخيرة. وكان الجيش الروسي قد ضم القرم وساعد على تقويض الاستقرار في أوكرانيا وعزز قدراته العسكرية في منطقة القطب الشمالي وأجرى أكبر مناوراته العسكرية في الشرق الأقصى في سبتمبر الماضي. وقالت السفارة الروسية في أوسلو إنها تعتبر أن هذه المناورات “ضد روسيا”.وأضافت “مثل هذا النشاط يظل استفزازيا حتى لو حاولت تبريره بأنه ذو طبيعة دفاعية بحتة”. ويربط العديد من المراقبين هذه الخطوة الجديدة، بتصاعد الجدل بين روسيا وواشنطن بعدما هدّد الرئيس الأميركي بالانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، الموقعة مع روسيا. ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تهديد ترامب بقوله إنه إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى فإن روسيا سترد بالمثل وستفعل ذلك بشكل سريع وفعّال. وأضاف “السؤال الرئيسي هو ما الذي سيفعلونه بهذه الصواريخ المتاحة حديثا؟ إذا كانوا سيرسلونها إلى أوروبا فسيكون ردنا بطبيعة الحال مماثلا لذلك”. ينس ستولتنبرغ: المناورات ترسل رسالة واضحة إلى دولنا وإلى أي عدو محتملينس ستولتنبرغ: المناورات ترسل رسالة واضحة إلى دولنا وإلى أي عدو محتمل وتلزم معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى -التي تفاوض عليها رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف وصدق عليها مجلس الشيوخ الأميركي عام 1988- البلدين بإزالة الصواريخ النووية والتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى. وقد تكون للانسحاب من هذه المعاهدة تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأميركية في آسيا وتجاه الصين منافستها الاستراتيجية الرئيسية التي يخوض ترامب معها حربا تجارية. وأظهرت روسيا استياءها من تعزيز الغرب وجودَه العسكري في المنطقة، حيث كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا، بمعزل عن المناورات، انتشارهما في هذا البلد الاسكندنافي من أجل تأقلم قواتهما مع البرد. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن “الدول الرئيسية في الحلف الأطلسي تعزز وجودها العسكري في المنطقة، على مقربة من الحدود الروسية”. ورأت “أن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والعسكري في الشمال، وإلى زيادة التوتر” متوعدة بـ”اتخاذ التدابير الضرورية للرد”. وعزز الجيش الروسي خلال ولاية فلاديمير بوتين قدراته في القطب الشمالي، حيث تم تجديد أو بناء قواعد عسكرية جوية، كما نُصبت أجهزة رادار جديدة وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات. ومن المتوقع أن يتم تزويد أسطول الشمال، الذي يعد عماد البحرية، بخمس سفن حربية جديدة وخمس سفن دعم وخمس عشرة طائرة ومروحية بحلول نهاية العام، حسب ما أعلنه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو. ورغم المخاوف بشأن التزام ترامب بالحلف، وخاصة فيما يتعلق بـ”البند الخامس” المتعلق بالدفاع المشترك، فإن الجيش الأميركي يساهم بأكبر فرقة عسكرية في المناورات تتألف من 14 ألف جندي إضافة إلى حاملة طائرات. وقال ستولتنبرغ “نحن نتدرب في النرويج، لكن بالطبع الدروس المستقاة من ترايدنت جانكتشير ملائمة لدول أخرى”. وأصيب أربعة جنود أميركيين بجروح طفيفة، الثلاثاء، إثر تصادم شاحنات كانت تقل معدات.وبالإضافة إلى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 29 دولة، ستنضم السويد وفنلندا جارتا النرويج إلى التدريبات التي ستستمر حتى 7 نوفمبر. وقد تمت دعوة اثنين من المراقبين العسكريين الروس واثنين من بيلاروسيا لمشاهدة المناورات. وقال ستولتنبرغ إنه يأمل أن “تتجنب روسيا السلوك الخطر”. وتشكل هذه المناورات أكبر حركة من نوعها لعسكريين وآليات للحلف منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، رغم أنها أصغر من تدريبات فوستوك-18 التي أجرتها روسيا والصين الشهر الماضي. وتهدف تدريبات مثل “ترايدنت جانكتشير 18” إلى تدريب القوات على كيفية التحرك بقوة كبيرة في حال أي غزو ضد دولة عضو في الحلف عند تفعيل “المادة الخامسة” من ميثاق الدفاع المشترك.

مشاركة :