تونس - بعد نجاح دورته الخامسة التي كانت أواخر يونيو 2018 بمشاركة شعراء من مختلف قارات العالم، وسعيا إلى ترسيخ حضوره الفاعل في الساحة الشعرية والثقافية العربية والعالمية، يعقد مهرجان سيدي بوسعيد العالمي للشعر شراكة مع دار نقوش عربية للنشر بتونس، لتقديم عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة. وتتمثل الشراكة في إرساء مشروع لنشر كتب شعرية، تبدأ من دعم المهرجان لمنشورات مختارة لشعراء من المشاركين في الدورة الأخيرة، وتقديمها للقراء في مختلف الأنحاء، إضافة إلى نشر أنطولوجيات شعرية لدورات المهرجان السنوية، في كتاب شعري مع التراجم، حيث يمثل ذلك إطلالة على حركة الشعر العالمي المعاصر ويكون متاحا باللغة العربية واللغات الحية الأخرى. كما يحاول المهرجان نشر مختارات شعرية وفق مقاييس محددة، في مشاريع متتابعة يتم درسها من طرف منظمي هذه التظاهرة. المهرجان يحاول أن يكون منصة جامعة وداعمة لكل التجارب الشعرية خاصة وأن واقع نشر الشعر يعاني صعوبات جمة ويقول رؤوف الدخلاوي، رئيس مهرجان سيدي بوسعيد العالمي للشعر، “نفتخر بإمضاء هذه الشراكة مع دار نشر عريقة في الساحة الثقافية، هي نقوش عربية، وسيكون هذا المشروع بمثابة خطوة هامة إلى الأمام في دعم الشعراء، وخاصة من الشبان، مما يجعل من المهرجان منصة جامعة وداعمة لكل التجارب الشعرية على اختلافها وثرائها، خاصة في ظل ما يشهده واقع نشر الشعر من صعوبات جمة، قلصت من حضوره وأثرت سلبا على الشعراء والحراك الشعري”. ويعقب الشاعر معز ماجد، مدير المهرجان، “إن الشراكة مع دار نقوش عربية للنشر هي خطوة أولى من مشروع متكامل وطموح، في سعينا إلى إرساء مهرجان سيدي بوسعيد كأهم محطة شعرية جنوب المتوسط، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ثراء الساحة الشعرية جنوب المتوسط، في حين بقيت الساحة الشعرية رهينة اختيارات بعض الأطراف في الشمال”. ويضيف ماجد “مشروعنا لمهرجان سيدي بوسعيد العالمي للشعر يتجاوز مجرد تنظيم حدث لبضعة أيام، ثم ينتهي إشعاعه وفاعليته في انتظار الموعد القادم، بل إننا نسعى إلى إرساء مشروع متكامل ينشط على مختلف المستويات، بداية من تنظيم التظاهرة ذاتها، إلى السعي في مشروع نشر طموح، تليه خطوات أخرى، تحقق استمرارية الفعل الشعري، ونرجو أن نعلن عنها تباعا في القريب العاجل”. مشاريع تحقق استمرارية الفعل الشعريمشاريع تحقق استمرارية الفعل الشعري ويقول المنصف الشابي مدير دار نقوش عربية “إن الشعر يفتح الشهية على الحياة مثله مثل الرواية والموسيقى ويعبد طريق الإبداع، لذلك حضرت فعاليات مهرجان الشعر بسيدي بوسعيد وأمتعني المشاركون من مختلف بقاع العالم بنصوصهم الرائعة، ما دفعني إلى البحث عن سبل المشاركة في ترسيخ هذا المهرجان وتوسيع دائرة إشعاعه. لذلك لم أتردد في الانخراط باسم دار نقوش عربية في مشروع الشراكة الذي اقترحه عليّ الشاعر معز ماجد والمثقف رؤوف الدخلاوي آملا أن نتوفق إلى المزيد من الإنجازات”. وفي أول المشاريع المتعلقة بالنشر، يصدر مهرجان سيدي بوسعيد بالتعاون مع دار نقوش عربية هذه الفترة مجموعتين شعريتين لشاعرين تونسيين من المشاركين في الدورة الأخيرة من المهرجان، حيث يقدم مجموعة “كتاب الرجل المغناطيس” للشاعر صبري الرحموني ومجموعة “غرقى جبليون” للشاعر محمد ناصر المولهي، حيث سيخصص للشاعرين مساحة هامة للترويج للكتابين، من حفلات توقيع وأمسيات شعرية، سعيا إلى تقديم لمحة عن الساحة الشعرية التونسية الراهنة، ودعما للشعراء وللشعر جنوب المتوسط أرض الشعر الخصبة. ونذكر أن المهرجان دعا على مدى دوراته المتعاقبة أهم الأصوات الشعرية من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وتايوان ومالطا وتركيا إضافة إلى شعراء من العراق والسعودية والمغرب والجزائر وتونس ولبنان ومصر وغيرها من الدول.
مشاركة :