اعتبر نجم المنتخب الكويتي وأحد أساطير كرة القدم في الخليج وآسيا جاسم يعقوب أن المنتخبات العربية غير قادرة على صناعة أي إنجاز في بطولة آسيا المقررة في أستراليا، مشيرا إلى أن هناك فوارق فنية كبيرة بين المنتخبات العربية ونظيرتها في شرق آسيا تحديدا. وبين يعقوب في حوار خص به «الشرق الأوسط» أن ضعف الاهتمام بالقاعدة والتنشئة الإيجابية للاعبين من الأسباب الأساسية التي جعلت الكرة الخليجية تحديدا تتأخر، حيث إن الإنجازات غابت عن الكرة الخليجية في البطولات الكبرى بما فيها كأس آسيا قرابة 20 عاما، حيث كان عام 1996 هو آخر بطولة آسيوية تتحقق عبر المنتخب السعودي أمام المنتخب الإماراتي المستضيف حينها، حيث إن السيطرة دانت بعدها في غالبية النسخ إلى دول شرق آسيا وتحديدا اليابان التي تعتبر أكثر المنتخبات الآسيوية تطورا وتحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز والمرشح الأقوى للفوز بالنسخة الجديدة التي تقام للمرة الأولى في أستراليا. واعترف جاسم يعقوب أنه لا يقارن بماجد عبد الله أو سامي الجابر من حيث الإنجازات على المستوى القاري ولذا هو لا يستحق سوى أن يكون أسطورة الخليج بكونه أكثر لاعب سجل الأهداف في البطولات الخليجية ومن الصعوبة كسر رقمه القياسي من أي لاعب خليجي في البطولات المقبلة. وكشف «المرعب» كما يحب أن يطلق عليه كثير من الأمور التي تهمه وتهم منتخب بلاده وحظوظ المنتخبات العربية في البطولة القارية المقبلة في ثنايا هذا الحوار: * بداية كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في بطولة آسيا في أستراليا 2015؟ - حظوظ المنتخبات العربية متفاوتة بكل تأكيد فهناك منتخبات تطمح للوصول إلى ما هو أبعد من الدور الثاني والتقدم نحو الدور نصف النهائي على الأقل في هذه البطولة، وهناك منتخبات يمكن أن يكون هناك رضا من قبل المسؤولين عليها في حال تخطى منتخبها الدور الأول بنجاح. وبكل تأكيد سنرى أكثر من منتخب عربي في الدور الثاني من البطولة خصوصا من المجموعتين الثالثة والرابعة بكون هناك 3 منتخبات مما مجموعه 4 منتخبات، وبالتالي هناك بطاقة مضمونة من كل مجموعة، ونتمنى أن تصل 4 منتخبات على الأقل إلى الدور الثاني من المجموعات الأربع. * هل تعتقد أن المنتخبات العربية قادرة على العبور إلى الدور نصف النهائي، أم الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه أي منتخب عربي هو الدور ربع النهائي؟ - قد يحصل أن يكون هناك منتخب عربي في الدور نصف النهائي خصوصا إذا تصدر منتخب عربي مجموعته وقابل وصيف المجموعة الأخرى، وهذا الاحتمال يتعزز في المجموعتين الثالثة والرابعة، وبكل تأكيد سيكون من الصعب على أي منتخب عربي المواصلة حتى المباراة النهائية، هذا عدا أنه سينافس على حصد الكأس الذي أتوقعه أن يكون في شرق آسيا مجددا. * ما الذي يجعلك محبطا تماما وغير مؤمل على المنتخبات العربية؟ - الأمر لا يتعلق بإحباط بل بواقع أراه، الكرة العربية غير قادرة عبر أي من منتخباتها الحالية أن تقارع كبار آسيا وخصوصا اليابان وكوريا الجنوبية، وخصوصا إذا تعلق الأمر بمباريات حاسمة. هناك فوارق فنية كبيرة وشاسعة مع أن هناك بريقا من الأمل أن يكون الحماس الكبير الذي تبديه بعض المنتخبات العربية في مواجهة أقوى المنتخبات القارية، هناك تطور هائل ومستمر في الكرة بشرق آسيا مقابل جمود كبير في غرب آسيا عدا المنتخب الإيراني الذي بدأ يستعيد في العامين الأخيرين توازنه ووصل إلى كأس العالم الأخيرة في البرازيل وأعتقد أنه سيقارع المنتخبات الكبرى في القارة في حال وصل للدور الثاني. * لنتحدث عن المنتخب الكويتي، ما حظوظ الأزرق في البطولة القارية وهل هو قادر على الوصول للدور الثاني على الأقل، خصوصا أنه يقع في مجموعة قوية تضم عملاقين كبيرين في القارة هما أستراليا وكوريا الجنوبية عدا المنتخب العماني الذي سجل 5 أهداف في الشباك الكويتية في بطولة الخليج الأخيرة؟ - رغم كل الإحباط الذي عليه الشارع الكويتي نتيجة الخروج المهين من بطولة كأس الخليج الماضية في الرياض وتحديدا الخسارة بـ5 أهداف أمام المنتخب العماني الشقيق، إلا أنني أثق أن المنتخب الكويتي سيظهر بصورة مختلفة جدا في بطولة آسيا، وستظهر بصماته في المباراة الأولى ضد المنتخب الأسترالي في الافتتاح، البعض نسي أن الكويت فازت على أستراليا في سيدني منذ قرابة 5 مواسم بهدف سجله المدافع مساعد ندا ، كما أن هناك نتائج إيجابية كثيرة للمنتخبات الكويتية في مواجهة المنتخب الكوري الجنوبي ومن آخرها التعادل مع المنتخب الكوري في الكويت، وأما منتخب عمان ورغم أنه سجل في شباك منتخبنا 5 أهداف في بطولة الخليج الأخيرة إلا أن الفوز عليه ليس بالاستحالة، الكويت سيكون في وضع جيد جدا وأعتقد أن حظوظه في الوصول للدور الثاني تصل إلى ما نسبته 50 في المائة. * لكن هل الكويت قادرة على المواصلة في حال عبرت إلى الدور الثاني من المجموعة الأولى التي توصف بالحديدية؟ - أعتقد أن الأمر صعب جدا ليس على الكويت فقط، بل على جميع المنتخبات العربية وإن كان هناك تفاؤل بالمنتخب الإماراتي بحكم الانسجام ولكن لا يمكن أن يوضع المنتخب الإماراتي فنيا بصف اليابان وكوريا الجنوبية. * ترشيحاتك تنصب عادة على اليابان وكوريا الجنوبية، هل تعتقد أن أستراليا أقل منهما فنيا؟ - نعم أستراليا ليست من كبار آسيا في رأيي فهي منتخب عادي، ولا يمكن أن يكون في صف الكبار، وأعتقد أن مستوى أستراليا يعادل مستوى المنتخب الإيراني أي أن أي منتخب عربي يمكن أن يتفوق على أي من هذين المنتخبين في حال كانت عناصر الفوز موجودة وهي اللعب الحماسي والانضباط الفني وغيره من الأمور، فهذان المنتخبان لا يبتعدان كثيرا عن مستوى المنتخبات العربية. * حقق المنتخب الكويتي بطولة عام 1980، وفي عامين 1984، 1988 حقق المنتخب السعودي النسختين المتتاليتين ومنها كان هناك شبه عجز لدى المنتخبات الخليجية في حصد البطولة عدا في نسخة 1996 والتي جمع النهائي بين السعودية والإمارات وانتهت بالترجيحية، هل هناك انخفاض تدريجي حصل للمنتخبات الخليجية بعد فترة الثمانينات الميلادية؟ - بالطبع كان هناك انخفاض في المستوى والسبب يعود إلى عدم إيجاد قاعدة تسند المجموعة التي شكلت الجيل الذهبي في عدد من المنتخبات الخليجية، الكرة السعودية كانت أكثر قدرة على المواصلة رغم عدم وجود اهتمام بالفئات السنية، ولكن الكويت لم تكن قادرة على تحقيق إنجازات كبرى بعد رحيل الجيل الذهبي والسبب يعود إلى قلة المواهب والاهتمام بتطويرها والمشكلات المتوالية التي مرت بها الكرة الكويتية ولا تزال حتى اليوم، ولم تكن الإنجازات للمنتخب الأول سوى في بطولات الخليج. * هل تعتقد أن هناك مشكلات في الرياضة الكويتية أثرت على مسيرة الكرة في بلادكم؟ - نعم وهذا لا يخفى على أحد وبكل تأكيد أثرت هذه المشكلات على لعبة كرة القدم في الكويت، وفي الوقت الذي كان هناك تطور في بعض المنتخبات الخليجية كانت الكرة الكويتية تتأخر بسبب المشكلات المتوالية التي تمر بها. * عن الجانب الشخصي، وفي الوقت الذي تتجه الأنظار نحو أستراليا لمتابعة أقوى بطولة على مستوى القارة، لا يزال هناك من يتحدث عن أسطورة آسيا، برأيك من النجم الذي تعتقد أنه أسطورة آسيا عدا كونك تستحق هذا اللقب في نظر بعض المتابعين؟ - بصراحة أنا أستحق فقط لقب أسطورة الخليج بحكم أنني ما زلت الهداف التاريخي لهذه البطولة، أما لقب أسطورة آسيا فأعتقد أن هناك لاعبين أحق مني بهذا اللقب وفي مقدمتهم النجمان السعوديان ماجد عبد الله وسامي الجابر فهما بالأرقام أفضل مني إنجازا في البطولات القارية، وهما بهذه المناسبة يستحقان كل الألقاب التي توجوا بها سابقا وحاضرا، بل إنني أرى أن هناك لاعبين من الكويت قدموا في بطولات آسيا أكثر مما قدمته، خصوصا أن مشواري في الملاعب كان قصيرا نتيجة ظروف الإصابة التي تعرضت لها واعتزلت في سن شارف على الثلاثين عاما. * من اللاعب الذي ترى فيه خليفتك في المنتخب الكويتي من الجيل الحالي؟ - أرى أن بدر المطوع هو المهاجم الأفضل من الجيل الحالي من اللاعبين، فهو يملك الكثير من المواصفات الأساسية للاعب الهداف. * بحكم متابعتك للكرة السعودية، ما الذي يجعل المنتخب السعودي يبتعد عن تحقيق البطولات القارية منذ 20 عاما تقريبا رغم أن الفرق السعودية تحقق إنجازات قارية كما حصل مع فريق الاتحاد الذي حقق بطولتي آسيا للأندية قبل 10 سنوات تقريبا كما وصل الأهلي والهلال إلى نهائي آسيا في المواسم الثلاثة الأخيرة؟ - الوضع في الأندية يختلف عن المنتخبات ولكن بشكل عام لا يمكن تجاهل أن المنتخب السعودي من أكثر المنتخبات الآسيوية وصولا للنهائي وخسر المنتخب السعودي مطلع عام 2000 النهائي أمام اليابان وكان قريبا من إحراز اللقب، كما خسر نهائي 2007 وغيره من النهائيات مثل نهائي 1992، ولذا أعتقد أن الكرة السعودية ولادة دائما للمواهب والنجوم، ولكن هناك حاجة للاهتمام أكثر بصقل المواهب منذ الصغر، خصوصا أن هناك وفرة في اللاعبين الموهوبين. وبمناسبة ذكر بطولات آسيا للأندية فأعتقد أن الهلال كان قريبا من إعادة مجد الكرة السعودية في البطولة الأخيرة لو أنه وفق في استغلال وفرة الفرص وكذلك الأخطاء التحكيمية كانت مؤثرة جدا في مواجهة سيدني الأسترالي، والجميع ينتظر أن تعود الكرة السعودية إلى سابق عهدها في القريب العاجل. * أخيرا من المنتخب الذي تتوقع أن يحقق بطولة آسيا بالنسخة الجديدة ، وما المعطيات التي تستند عليها في هذا الترشيح؟ - أعتقد أن المنتخب الياباني هو المنتخب المرشح الأول للفوز بالبطولة والمحافظة على اللقب وتوسيع الفارق في عدد الألقاب مع أقرب منافسيه، والمعطيات بنيتها على أنه الأكثر استعدادا وخبرة وتطورا في هذه البطولة من أي منتخب آخر ولن ينافسه على ذلك خصوصا في حال الوصول إلى أدوار الحسم سوى المنتخب الكوري الجنوبي الذي سبقه في التطور ولكن اليابانيين باتوا الأكثر تطورا بالقارة الصفراء.
مشاركة :