دبنهامز تطلق صافرة إنذار من زحف التجارة الإلكترونية

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – تزايد قلق أصحاب الأعمال والحكومات من تداعيات تأثير شركات التكنولوجيا على استقرار الأنشطة التجارية، بعد أن انضمت مجموعة دبنهامز البريطانية إلى قافلة متاجر التجزئة المتضررة من التجارة الإلكترونية. وأعلنت دبنهامز، ثاني أكبر سلسلة متاجر تجزئة في بريطانيا، أنها تعتزم إغلاق ثلث متاجرها، وهو أكثر مما سبق وأعلنته، في ضربة جديدة لقطاع التجزئة، الذي يواجه في الفترة الأخيرة منافسة شرسة من متاجر رقمية تديرها شركات عملاقة مثل أمازون الأميركية. وتختزل خطوة المجموعة حجم التغيير في أسلوب الاستهلاك، الذي غير نشاط شوارع المدن والمراكز التجارية، التي تشكو من أنها تلقى معاملة غير عادلة، إضافة لارتفاع تكاليفها التشغيلية مقارنة بشركات التجارة الإلكترونية. ويتوقع محللون تواصل هذا النهج من خلال توجه متاجر التجزئة التقليدية، والتي لديها ديون كثيرة ولم تحقق أرباحا مقنعة، لإعلان إفلاسها، بينما ستعيد المتاجر الصامدة هيكلة أعمالها وزيادة تواجدها على المنصات الإلكترونية. وكان إعلان دبنهامز، التي تأسست في عام 1778 وتغير اسمها لأكثر من مرة لتداخل الشراكة، متوقعا بعد تقارير ذكرت أن الإجراء سيؤدي إلى خسارة نحو أربعة آلاف فرصة عمل من متاجرها المنتشرة حول العالم. وذكرت دبنهامز في بيان أنها “ستغلق ما يصل إلى 50 متجرا في غضون 3 أو 5 سنوات”، بعد أن أعلنت في وقت سابق أنها ستغلق 10 متاجر فقط. وقال سيرجيو بوتشر المدير التنفيذي للمجموعة البريطانية الشهيرة، “لقد كانت سنة صعبة بالنسبة إلى قطاع التجزئة في 2018”. وأضاف “نحن نتخذ خطوات حاسمة لتعزيز دبنهامز في سوق متقلب ومليء بالتحديات وفي نفس الوقت نتخذ قرارات صعبة بشأن متاجر من المرجح أن يسوء أداؤها المالي مع الوقت”. ووفق بيانات الشركة الرسمية، تكبدت دبنهامز التي تمتلك فروعا في أكثر من 21 بلدا من بينها دول في الشرق الأوسط، نصف مليار جنيه إسترليني في عامها المالي حتى سبتمبر الماضي، في تراجع غير مسبوق. ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية لكبير المحللين لدى شركة الخدمات المالية هارغريفز لانسداون، ليث خلف، إنّ “قرار دبنهامز إغلاق 50 متجرا يعكس الواقع الاقتصادي القاسي الجديد في الشارع البريطاني”. سيرجيو بوتشر: لقد كانت سنة 2018 صعبة بالنسبة إلى قطاع التجزئة البريطانيةسيرجيو بوتشر: لقد كانت سنة 2018 صعبة بالنسبة إلى قطاع التجزئة البريطانية وأوضح في مذكرة للعملاء أن “المستهلكين ينفقون أموالهم بشكل متزايد على التجارب الترفيهية عوضا عن شراءالأشياء”. وتستخدم دبنهامز بعض مساحاتها للاستفادة من هذا الاتجاه حيث تفتح صالات رياضية ومطاعم في متاجرها. ومتاجر المجموعة البريطانية، المدرجة في بورصة لندن، من كبرى متاجر التجزئة البريطانية التي وقعت ضحية للمنافسة الشرسة عبر الإنترنت والضرائب المتزايدة وانكماش ميزانيات الأسر، وهي أشياء تأتي وسط عدم اليقين بشأن بريكست. ودبنهامز ليست استثناء، ففي وقت سابق من هذا العام انهارت سلسلة متاجر باوند وورلد، التي أسسها يوركشايرمان كريس ادواردز في 1974، ما أدى لفقدان أكثر من 5 آلاف وظيفة. كما أعلنت مجموعة مابلين البريطانية الشهيرة لتجارة التجزئة إفلاسها في شهر فبراير الماضي، بعد سلسلة متاجر تويز آر أس، وهو ما تسبب في تسريح قرابة 3 آلاف موظف. وأكدت سلسلة متاجر الإلكترونيات، التي تعمل منذ أربعين عاما، حينها أن هناك احتمال بيع ما يقرب من 200 متجر لها في المملكة المتحدة وأيرلندا فقط. وقال غراهام هاريس الرئيس التنفيذي للشركة، إن “مابلين لم تتمكن من مواصلة نشاط وبيع منتجاتها، الأمر الذي أدى إلى عدم وجود بديل آخر سوى التقدم بطلب حماية من الإفلاس”. ولا تقتصر هذه المشكلة على المملكة المتحدة، فقد أعلنت متاجر سيرز الأميركية خطة لإغلاق 150 متجرا لها. وقدمت طلب إعلان الإفلاس في وقت سابق من الشهر. وأعلنت المجموعة العريقة، التي تأسست في 1886، أنها وضعت نفسها تحت الحماية القضائية تحت الفصل 11 من القانون الأميركي حول الإفلاس، بعد أن عانت طويلا من صعوبات في مواجهة نمو التجارة الإلكترونية. وقالت سيرز هولدينغز إنها “تنوي اتخاذ إجراءات لإعادة هيكلة نشاطاتها في أسرع وقت ممكن وتتعهد باتباع خطة لعملية إعادة تنظيم تستغرق فترة قصيرة جدا”. كما أعلنت سيرز، التي تمتلك سلسلتي متاجر سيرز ستورز وكمارت، أنها تعتزم إغلاق 142 من متاجرها قبل نهاية هذا العام، بعد إغلاق 103 متاجر أخرى في الربيع الماضي. وأصبح إدوارد أس لامبرت رئيس مجلس إدارة المجموعة ومديرها العام، رئيسا لمجلس الإدارة فقط، بعد أن تم مؤخرا إنشاء مكتب لرئاسة مجلس الإدارة والإدارة العامة للإشراف على إدارة متاعب المجموعة. وتعاني سلسلة متاجر سيرز المنتشرة أيضا خارج حدود الولايات المتحدة من ديون كبيرة، بسبب تراجع قدرتها على منافسة التجارة الإلكترونية خصوصا من أمازون. وتثير التغييرات الهائلة التي تحدثها شركات التكنولوجيا مخاوف الكثير من الحكومات من زعزعة الاستقرار الاقتصادي والنشاطات التجارية التقليدية. شركات بريطانية أفلست سلسلة متاجر باوند وورلد سلسلة متاجر مابلين سلسلة متاجر تويز آر أس

مشاركة :