الفنان الكردي ريبوار سعيد لم يترك الفرشاة والألوان منذ 30 عاما

  • 1/7/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

تبرع الفنان الكردي ريبوار سعيد بريع بيع لوحاته لنازحي مدينة كوباني في كردستان سوريا (التي تشهد معارك ضارية بين قوات البيشمركة وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى)، خلال المعرض الذي نظمه في غاليري آزاد شوق في مدينة السليمانية بالتنسيق مع مؤسسة جمال عرفان الثقافية. منذ ثلاثين عاما والفنان التشكيلي ريبوار سعيد يمسك بفرشاته ليرسم الواقع بالطريقة التي يريدها، لكنه يرفض الانتماء إلى المدارس الفنية، ويؤكد أن الفن التشكيلي مفتوح أمام أنامله، فهو يعطي الحرية للخطوط والألوان لتأخذ مساحاتها دون التضييق عليها في حدود مدرسة واحدة. ويقول الفنان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الفن التشكيلي هو ذلك البيت الذي أشعر بأنني مالكه، أنا لا أريد رسم الواقع كما هو، بل أريد رسم واقع تكون فيه القيم الإنسانية ذات مكانة مرموقة، وكذلك إعطاء مكانة لكل ما هو موجود في المحيط الإنساني من طبيعة وطيور والحيوانات الأخرى والأنهار، ويكون لها موقع في نتاجاتي، لذا مشاريعي الفنية كلها تتمحور حول هذه العناصر». ولد الفنان في عام 1962 في مدينة السليمانية، عاصمة إقليم كردستان الثقافية. أحب الفن والرسم منذ نعومة أظافره، وجعله هدفا فعمل على تحقيقه في كل مراحل حياته الماضية. وأضاف سعيد «من المحتمل أن تكون أعمالي قريبة من المدرسة التعبيرية، لكنني أرفض الانتماء إلى مدرسة فنية معينة. أبواب الفن مفتوحة أمامي، فكيفما تأتي الخطوط والألوان أعطيها الحرية الكاملة. الألوان تعتبر عنصرا مهما في الفن التشكيلي، وهي تمتلك أهمية خاصة لديّ، لكنها غير ثابتة في أعمالي الفنية وتتغير مواقعها من فترة إلى أخرى، فعندما كانت الطائرات العراقية تقصفنا في الماضي كنت أشير إلى الأيام السعيدة باللون الرمادي، لأن الطائرات كانت لا تستطيع رؤيتنا في الأيام الغائمة، أما الأيام المأساوية فكانت ألونها بألوان السماء الصافية والشمس، فهي الأيام التي كنا نتعرض فيها إلى غارات الطائرات العراقية، ومع وصولي إلى أوروبا عادت ألوان السماء الصافية مرة أخرى تعبر عن السعادة في لوحاتي. ففي مشروع 5000 بورتريه و5000 ضحية، خصصت ألوان السعادة والحياة للضحايا لأنني أردت من خلال هذه الألوان أن أوجه رسالة مفادها أنه لا يجب أن تسرق منا الحرب مرة أخرى ألواننا، لذا أنا أستخدم الألوان في كل مشروع بشكل مختلف». أما عن الطقوس التي يستخدمها في رسم لوحاته، فقال سعيد «أحتاج إلى وقت لكي تنضج المشاريع في مخيلتي، كذلك أحتاج إلى الوحدة لحين جهوزية المشروع الفني، وعندما أبدأ بالتنفيذ ليس من الضروري أي يكون هناك أشخاص في المحيط أو أن أكون وحدي». وعن مواضيع لوحاته، قال «مواضيع لوحاتي تروي قصصها بحسب المشاريع الفنية التي تنفذ من خلالها، مثلا لدي مشروع طيور كردستان وهي تقع بسبب تعرضها للسلاح الكيماوي، ولدي مشروع عن الطبيعة عندما تصبح ضحية للإنسان، أما رسالة ماجستيري فهي عن الكلمة واللون، حيث كتب أكثر من 300 شاعر من شعراء العالم أشعارا عن لوحاتي، أما آخر مشاريعي فكان حول مأساة مدينتي سنجار وكوباني». وأنهى الفنان ريبوار سعيد دراسة الماجستير والدكتوراه في الفن في لندن، وعاش لعدة سنوات في هذه المدينة، فيما نظم الكثير من المعارض في الدول الأوروبية الأخرى، وفي اليابان. وعن تجربته في لندن، قال سعيد «الحياة في أوروبا أثرت بشكل كبير على نتاجاتي، ومنها تعلمت أن العمل الفني يجب أن يكون من ناحية التكوين والعرض والتكنيك والنوعية الفنية في المستوى المطلوب، لكن يجوز أن تكون المواضيع وباستمرار من أرض الوطن، لأنه مصدر مهم ودائم للفن. أنا أنهيت دراستي الماجستير والدكتوراه في لندن، فعلى الرغم من المشاريع الفنية فإنني أشارك وباستمرار في عشرات المعارض العالمية في أوروبا واليابان، وكان لهذا تأثير كبير على فني». وتابع سعيد «هناك تأثير واضح للموسيقى على أعمالي الفنية، فهي تمثل روحي الفنية، لذا أستمع إليها دائما خلال البدء برسم لوحاتي، لأن الموسيقى تحتوي على الهارموني، وكذلك هي موجودة في الفن التشكيلي أيضا». وعن دوره في بناء جسر ثقافي بين إقليم كردستان والعالم الخارجي، قال ريبوار سعيد «نعم الآن تم بناء جسر ثقافي بين كردستان والعالم والخارجي، بعد عشرين عاما من المحاولات الجدية المستمرة من قبل مجموعة من الفنانين والأكاديميين الأكراد والفرنسيين، لتأسيس متحف فني معاصر في مدينة السليمانية بكردستان العراق.. الآن تم الانتهاء من بناء المتحف الذي يضم العشرات من لوحات فناني العالم، التي أهديت للمتحف، ويعد هذا المتحف أحد الجسور الثقافية المهمة بين الجانبين، ولدينا مشروع آخر مع وزارة الثقافة في الإقليم لإنشاء التبادل الفني بين كردستان والعالم». بعد حصوله على درجة الدكتوراه في لندن، تسلم الفنان ريبوار سعيد عمادة كلية الفنون الجميلة في جامعة السليمانية، وهو مستمر في عمله هذا إلى جانب تخطيطه لمشاريع فنية كبيرة، حيث يقول «لدي أفكار كثيرة، لكن المهمة لدي هو إكمال العمل في متحف الفن المعاصر لأنه حلم حياتي، وكذلك طبع مذكراتي التي أسجلها منذ 20 عاما».

مشاركة :