«الأطلسي» يستعرض قوته أمام روسيا بأضخم مناورات عسكرية منذ الحرب الباردة

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أوسلو – الوكالات: انطلقت في النرويج ابتداء من أمس الخميس أضخم مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة بهدف إظهار تضامن الدول الأعضاء في مواجهة روسيا المجاورة التي نددت بتدريبات «مناهضة» لها. ويشارك في المناورات التي تحمل اسم «الرمح الثلاثي 18» (ترايدنت جانكتشير 18) نحو 50 ألف جندي و10 آلاف آلية و65 بارجة و250 طائرة من 31 بلدا، وتهدف إلى تدريب قوات الحلف الأطلسي على الدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لاعتداء. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: «في السنوات الأخيرة تراجعت البيئة الأمنية في أوروبا بشكل كبير». وأضاف: «المناورات ترسل رسالة واضحة إلى دولنا وإلى أي عدو محتمل: أن حلف الأطلسي لا يسعى إلى أي مواجهة لكننا متأهبون للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد». وفيما لم يتم تحديد «العدو المحتمل» رسميا، فإن روسيا تتبادر إلى ذهن الجميع. وتباهت روسيا التي تتشارك مع النرويج بحدود بطول 198 كيلومترا في الشمال الأقصى بقوتها مرارا في السنوات الأخيرة. وتشهد أوكرانيا حالة من عدم استقرار بسبب أنشطة انفصاليين موالين لروسيا، يقول الغرب وكييف انهم مدعومون من موسكو رغم نفي الكرملين المتكرر لذلك، كما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم، وعززت قدراتها في القطب الشمالي، وقامت في سبتمبر بأكبر مناورات في تاريخها في الشرق الأقصى. وقالت السفارة الروسية في أوسلو إنها تعتبر أن هذه المناورات «مناهضة لروسيا». وأضافت: «مثل هذا النشاط يظل استفزازيا حتى لو حاولت تبريره على أنه ذو طبيعة دفاعية بحتة». وأظهرت روسيا استياءها من تعزيز الغرب وجوده العسكري في المنطقة. وكثفت الولايات المتحدة وبريطانيا، بمعزل عن المناورات، انتشارهما في هذا البلد الاسكندنافي من أجل تأقلم قواتهما مع البرد. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن «الدول الرئيسية في الحلف الأطلسي تعزز وجودها العسكري في المنطقة، على مقربة من الحدود الروسية». ورأت أن «مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي حتما إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والعسكري في الشمال، وإلى زيادة التوتر»، متوعدة بـ«اتخاذ التدابير الضرورية للرد». وأسهم تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين باستئناف سباق التسلح في زيادة التوتر، بعد يومين من إعلان نيته سحب بلاده من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمت عام 1987 مع روسيا. وبالرغم من المخاوف بشأن التزام ترامب بالحلف، وخاصة فيما يتعلق بـ«البند الخامس» المتعلق بالدفاع المشترك، فإن الجيش الأمريكي يسهم بأكبر فرقة عسكرية في المناورات تتألف من 14 ألف جندي إضافة إلى حاملة طائرات. وقال ستولتنبرغ: «نحن نتدرب في النرويج، لكن بالطبع الدروس المستقاة... من ترايدنت جانكتشير ملائمة لدول أخرى». وأصيب أربعة جنود أمريكيين بجروح طفيفة يوم الثلاثاء إثر تصادم شاحنات كان تقل معدات. وقد تمت دعوة اثنين من المراقبين العسكريين الروس واثنين من بيلاروسيا لمشاهدة المناورات. وقال ستولتنبرغ إنه يأمل أن «تتجنب روسيا السلوك الخطر». وتعتبر هذه المناورات الأكبر للحلف منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، رغم أنها أصغر من تدريبات فوستوك-18 التي أجرتها روسيا والصين الشهر الماضي. وتهدف تدريبات مثل «ترايدنت جانتكشر 18» إلى تدريب القوات على كيفية التحرك بقوة كبيرة وبسرعة في حال أي غزو ضد أي دولة عضو في الحلف عند تفعيل «المادة الخامسة» من ميثاق الدفاع المشترك.

مشاركة :