كاتبة من طراز خاص استلهمت بعض إبداعاتها من التراث وتميزت بأعمال وكتابات فريدة في زمن غلبت عليه محاولات مسرحية على استحياء.. لكنها بجرأتها وشغفها وعشقها الأبدي للمسرح تفردت وقدمت عروضاً مسرحية عامرة بأفكار لإشباع العقل والروح، تعتبر المسرحية السعودية الأولى التي تحصل على الدكتوراه بالمجال المسرحي، الكاتبة المسرحية الدكتورة ملحة عبد الله تحدثت لليمامة عن عدد من المسائل الفنية.. فإلى التفاصيل: r شغفك بالمسرح كان له الأثر الكبير بمؤلفاتك وحياتك العلمية؟ - نعم المسرح هو الحلم هو فلسفة الإبداع والإلهام مهما تحدثت عنه لن أعطيه حقه كاملاً. r مستوى الكتابة للمسرح والدراما بالسعودية هل يرقى لما هو مطلوب؟ - الكتابة المسرحية في السعودية تحتاج إلى وقت ودراسة وهذا لا يمنع أن هناك كتابات جيدة، أما عن النصوص فهناك بعض المحاولات التي تستحق المساندة. r هل العروض المسرحية التي تقدمها الأمانة كافية لسد الفجوة المسرحية بالسعودية، وهل ترضي طموحات المواطن السعودي من ناحية الترفيه؟ - لا تصب عروض الأمانة في مصلحة المسرح لأنه يجب أن يكون المسرح مهنياً وليس هواة واستقدام المخرجين والعروض المسرحية العربية ليس إلا مسكّن فقط أو لغرض تجاري لكن المسرح فكر وفلسفة لا يستطيع غيرنا مناقشتها في إبداعنا نحن. r ما رأيك بالمسرح النسائي؟ - المسرح النسائي مجرد تجارب ويجب أن نشجعها ونمدها بعوامل الإبداع تدريجياً. r عالم المسرح وما به من إبداع كيف يرضي طموحك المتجدد بالكتابة؟ - لا يوجد مسرح يرضي طموحي حتى الآن؛ لأننا لا نزال ننظر للمسرح أنه دار للهو وللترفيه، وحينما تنتفي هذه النظرة سيولد مسرح يرضي الجميع. r ماذا عن جائزة بأديب للهوية الوطنية وكيف كانت بدايتها؟ - أنا الأمين العام لجائزة بأديب.. أسسها المؤرخ والمستشار أحمد بأديب..انتهينا من الدورة الأولى دورة «عمر مكرم» ووهب جائزة عربية «جائزة بأديب للهوية الوطنية» لكنها اكتسبت الصبغة العالمية حينما شارك فيها أعداد من عرب المهجر من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وتركيا.. فحمداً لله الجائزة غطت معظم بلاد العالم، عربي وأجنبي فشارك فيها أكثر من ألف ومائة وثلاثين مشاركاً في مجالاتها الخمسة «الشعر والقصة والفن التشكيلي والتأليف الموسيقي والمسرح». وفاز فيها كل من: ليلى محمد من العراق «مسرح»، فادي هاني محرم من مصر «تأليف موسيقي»، خالد الحسن من العراق «الشعر»، أحمد هاشم من مصر «القصة»، وكل من أمامه قزيز من المغرب وناديت محمد الحلوة من مصر وسارة أحمد الوصيف من مصر عن الفن التشكيلي. r الجائزة تستهدف أي فئة؟ - الجائزة كانت تستهدف الشباب من سن ١٨-٤٠ لكننا يمكن أن نفتح السن في الدورات القادمة مع تغيير بعض المسارات فيما نراه مناسباً وملحاً للواقع الثقافي والوطني، وفلسفة الجائزة أنها لا تتعرض للسياسة أو العرق أو الدين، بل للإبداع الحق مع الحفاظ على كل الروابط الأخلاقية والدينية والوطنية؛ وهي دعوة للشباب بالبحث والتقصي والتمسك بهويتهم الوطنية. r ماذا عن القرارات الأخيرة التي تصب في مصلحة المرأة السعودية تحديداً؟ - بالتأكيد كل القرارات الأخيرة تصب في مصلحة الفن والمسرح بصفة خاصة، أيضاً في مصلحة المرأة بالتأكيد.. من يشكك في ذلك سوى مغرض، فهي قرارات انتظرناها كثيراً فلنسعد بها ونتبعها بالشكل الصحيح الذي لا يسمح لأحد بأن يقلل من قدرات المرأة في كل المجالات. r هل ما تنظمه هيئة الترفيه من فعاليات في الآونة الأخيرة بشكل دوري مرضٍ؟ - جميلة ولكننا ننتظر الكثير لنرضي طموحات جميع فئات المجتمع التي تشتهي السفر للخارج حتى تشاهد المزيد، وأعتقد أن الترفيه لا بد أن يشمل الكثير من الجوانب ولا يقتصر على حدث بعينه. r التكريم في حياة ملحة عبد الله ماذا يعني لكِ؟ - يعني لي الكثير، وأهم تكريم هو من يأتي من جمهوري الكريم الذي ينتظر مزيداً من رواد الفن المبدعين. r ما الذي تركزين عليه في الفترة القادمة؟ - نحن الآن بصدد الإعداد للدورة القادمة من جائزة «بأديب للهوية الوطنية» وسنعلن قريباً عن مساراتها وشروطها وقيمتها الجديدة ومن ثم فتح باب القبول بإذن الله، وترقبوا مفاجآت كبيرة فيها سواء مساراتها أو حتى عمر المتسابقين كما ذكرت سابقاً، والوطن الذي يحمل اسم شخصية الدورة وستكون بإذن الله على مستوى عربي وعالمي كبير وستهتم بما تحتاج إليه الثقافة العربية والهوية الوطنية؛ وهذا واقع النتائج التي استخلصت من الدورة الأولى «دورة عمر مكرم» التي نالت نجاحاً كبيراً عربياً ودولياً بفضل الله، سيصدر لي كتاب جديد بعنوان «الكتابة المسرحية بين الموهبة والصنعة»؛ وهو كتاب يبحر في فلسفة الإبداع عامة ثم في مهارات الكتابة الدرامية سواء كانت مسرحاً أو سينما أو تلفزيوناً وحتى القصة والرواية، وحالياً أعكف على كتابة نص مسرحي بعنوان «تحت النافذة»؛ وهو يحمل عمقاً فلسفياً أردت مناقشته في نص درامي، وهناك مفاجأة سأعلن عنها قريباً غير العمل المسرحي الذي أعكف على كتابته.
مشاركة :