قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الرئيس الفلبيني، "رودريغو دوتيرتي"، كشف عن التشريعات المتعلقة بمنْح المسلمين الأحقيةَ في الحكم الذاتي للمنطقة الجنوبية من البلاد، وأعرب عن رغبته في أن تُسهِمَ هذه الخطوةُ في وضع حَدٍّ للنزاعات الانفصالية في تلك المنطقة من آسيا، وذلك خلال كلمته التي ألقاها قبل تقديمه نسخةً من "قانون بانجسامورو"، لـ"الحاجّ مراد إبراهيم"، زعيمِ "جبهة تحرير مورو الإسلامية الانفصالية". ووافقت "جبهة تحرير مورو" على "قانون بانجسامورو" _الموَقَّع منذ 4 سنوات، والمؤجَّل منذ عام 2014 _ والذي يحمل اسم المنطقة الجنوبية التي تتكوّن من 5 أقاليم، يُشَكِّل فيها المسلمون الأغلبية، في مقابلِ تنازُلِها عن الحصول على الاستقلال التام عن البلاد، وإنهاء الصراع الدائر منذ عام 1978، والذي أَودى بحياة ما يَقرُب من 150.000 شخصٍ (تُشير بعضُ المصادر إلى أنهم 120.000). ويَنُصّ "قانون بانجسامورو" على أن تَحكمَ الإقليمَ في البداية سلطةٌ انتقالية، تتكوّن من مقاتلين انفصاليين سابقين، وذلك قبل خضوعه في نهاية المطاف لهيئةٍ برلمانية، وستحتفظ الحكومةُ بالوجود الأمنيّ (الشرطيّ والعسكريّ) في المنطقة. ومن المفترَض أيضًا: أن يقومَ عددٌ من المقاتلين الانفصاليين المسلَّحين، بتسليم أسلحتهم على مَراحِلَ، بموجَب القانون الجديد، كما تحتفظ المنطقة بنسبة 75% من الضرائب المحصَّلة من الإقليم، وستتلقّى مُخَصَّصاتٍ ومِنَحًا سنوية تبلغ قيمتها 5% من الإيرادات الوطنية للبلاد، والتي تبلغ حَوالَي 1.1 بليون دولار. كما سيمنح القانونُ الإقليمَ الحقَّ في وجود نظامٍ قضائي خاصٍّ به، مُكَوَّنٍ من مَحاكِمَ شرعيّةٍ إسلامية؛ للبَتّ في القضايا المتعلقة بالمسلمين. من جانبه، وصَفَ الأمينُ العامّ للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريس"، القانونَ؛ بأنه "إنجازٌ كبير على طريق السلام الدائم". كما وصفته بعضُ الصحف العالمية، ومنها: صحيفة CNN؛ بـ"الخطوة التاريخية" في الفلبين، ذاتِ الأكثرية المسيحية الكاثوليكية. وعلّق "جميل قَيِّم الدين"، أستاذُ القانون والسياسة الإسلامية بجامعة الفلبين، على القانون؛ بأنه يَهدِف لمعالجة شَكاوى المسلمين ومطالبهم في تقرير المصير، ذلك المطلب الذي رفعوه منذ عقود. ويرى مرصد الأزهر، أن منْحِ المسلمين الأحقيّةَ في الحكم الذاتي للمنطقة الجنوبية من البلاد، قد تكون خطوةً مُهِمّةً في إقرار السلام الدائم في المنطقة، والذي بات هدفًا يسعى العالَم لتحقيقه، خاصّةً في تلك المناطق التي تَعَرّضتْ لخطر الإرهاب، ولو لفترةٍ قصيرة، مِثْلَ ما حدَثَ مع الفلبين.
مشاركة :