افتتح الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، الرئيس التنفيذي لدائرة العلاقات الحكومية بالشارقة مساء أمس الأول بمتحف الشارقة للفنون، معرض «علامات فارقة» الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف، ويستضيف في دورته التاسعة أعمال الفنانين التشكيليين الفلسطينيين الرائدين إسماعيل شموط (1930 ـ 2006)، والفنانة تمام الأكحل التي منحت مع زوجها ورفيق دربها الراحل شمّوط مساحة تأسيسية واعدة للمشهد التشكيلي الفلسطيني، وطاقة ملهمة لأجيال متعاقبة من الفنانين الفلسطينيين خلال مسيرة طويلة وممتدة من العطاء الفني الحافل والغزير. تضمن المعرض الذي شهد افتتاحه منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وعلياء الملا أمين متحف الشارقة للفنون، والفنانة تمام الأكحل، ما يزيد على سبعين لوحة جسدت مراحل مختلفة وخصبة في تجربة الفنانين الرائدين، والتي ساهمت أعمالهما المميزة في تسليط الضوء على مرارات وآلام وأحلام الفلسطينيين، سواء المتمسكين بأرضهم في الداخل، أو أولئك الذين توزعوا على المنافي وبلدان المهجر، إضافة إلى ما قدمته هذه الأعمال من صور تراجيدية صارخة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين والعزّل في فلسطين، وضد سكان المخيمات في لبنان. تضمّن الحدث الفني أيضاً، والذي يستمر حتى الخامس عشر من شهر ديسمبر القادم، عرضاً لفيلم «ذكريات ونار» الذي أخرجه إسماعيل شموط في العام 1973 وقدمه كوثيقة سينمائية هامة ونادرة ضمن ستة أفلام نفذها خلال مسيرته الفنية المتنوعة، واستحضر فيها قصة التهجير والتشريد، ثم الحنين إلى الوطن مستفيدا من الصور والمشاهد الواقعية المتداخلة مع الموسيقا والمؤثرات السمعية المصاحبة. وكان الفنانان التشكيليان شموط والأكحل قد وظفا موهبتهما في سبيل تعريف العالم بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال أعمالهم الفنية على مدار 50 سنة متواصلة، حيث شهدا أحداث النكبة التي أجبرت أعداداً كبيرة من أبناء فلسطين على الابتعاد عن وطنهم، إضافة إلى التغييرات التي تعرض لها البناء الاجتماعي في أرضهم المغتصبة، وترجمت أعمالهما التحولات الشخصية والعامة التي أنضجت وعيهما تجاه دور وتأثير الفن وقدرته على إيصال صوت المعذبين والمحاصرين بالوجع النفسي والجسدي، فأبدعا مجموعة واسعة من اللوحات الزيتية المتنوعة، بدءاً من «المناظر الطبيعة والبورتريهات»، وصولاً إلى «المآسي والدراما». ورغم مرور 12 سنة على رحيل الفنان التشكيلي الفلسطيني، إسماعيل شموط، إلّا أن تأثيره لا يزال قوياً على الفنانين في منطقة الشرق الأوسط. أما الفنانة التشكيلية تمام الأكحل، والتي قدمت الكثير من الأعمال الفريدة والمميزة، فتحتفظ أيضًا إلى جانب أعمالها بالمجموعة الخاصة بزوجها الراحل. ويعرض متحف الشارقة للفنون عددًا من أهم الأعمال التي أبدعها الفنانان التشكيليان، والتي استعيرت من مجموعة العائلة. وفي تصريح لها، قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «خلال مسيرتهما الفنية، عمل كل من إسماعيل شموط وزوجته تمام الأكحل على تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، من خلال ما أبدعاه من أعمال فنية. وقد عبّر الفنانان عن قضايا الدولة والحرية السياسية بكل براعة، وبأسلوب مؤثر بالنسبة لجمهور المنطقة العربية». وأضافت: «تمثل هذه النسخة من سلسلة«علامات فارقة» المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال اثنين من الفنانين التشكيليين معاً. ولكن بطبيعة الحال، فإن أعمال كل من شموط والأكحل تعكس انسجامهما الحياتي والفني، لذلك فإن المعرض يعد فرصة فريدة لعرض أعمالهما معاً».
مشاركة :