كنت أقول وأكرر أن المملكة ليست جمهورية موز مثل قطر، تعيش بلا تاريخ ولا شرعية ولا ثقافة متجذرة في ترابها وفي جينات إنسانها؛ وهذا ما لا تدركه جماعة الإخوان، ولا (برثعتهم) دويلة قطر المجهرية. استغل تنظيم جماعة الإخوان حادثة جمال خاشقجي، وحاولوا أن يجعلوا منها جسرًا للوصول إلى تحقيق أمانيهم القديمة المتمثلة بهز أمن واستقرار المملكة، من خلال تشويه وشيطنة قادتها، وخصوصًا حلمنا الكبير الأمير محمد بن سلمان، بعد أن أيقنوا أن بقاءهم في زمن هذا الرائد العظيم هو ضرب من ضروب المستحيل، فما إن لاحت لهم، ولمركوبهم حمد بن خليفة، ملابسات قضية الخاشقجي، حتى انبروا يصبون الزيت على النار، ويلطمون ويجعجعون من خلال قناتهم الفضائية الجزيرة، وكذلك من خلال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وبعض منصات الإعلام العالمي في الغرب، سواء تلك التي اشترتها قطر، أو من خلال رشوة العاملين في المنابر التي لم يتمكنوا من شرائها. وكما قال وزير الدعاية في عهد هتلر باول جوبلز: (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس). غير أن الدجالين الأفاكين لا بد وأن ينفضحون، ويتضح للناس أنهم كاذبون في نهاية المطاف. كانوا يتوعدوننا منذ أن بدأت أزمة اختفاء خاشقجي بأن الأتراك لديهم من الحقائق الدامغة والتسجيلات والصور ما سوف يكون بالنسبة للمملكة بمثابة الضربة القاضية. وبعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الهرج والمرج والشائعات والتسريبات والقيل والقال، خرج الرئيس التركي أردوغان، وأكد رواية المملكة للحادثة، وأضاف بعض التساؤلات ، واقترح أن يحاكم المتهمون في تركيا، ولم يقدم لا تلميحًا ولا تصريحًا خلاف ما قدمته حكومة المملكة في تصريح مفصل جاء على وكالة رويتر منسوبًا إلى مصدر مسؤول. وكان العاملون مع دويلة قطر قد رفعوا سقف الاتهامات وجعلوا من القضية فلمًا هنديًا يكتنفه الغموض والضبابية. لجماعة الإخوان ولمركوبهم حمد بن خليفة الذي ما زال يتحكم في قطر أقول: حاولتم في البداية تجنيد واستقطاب الصحويين من المتأخونين والسروريين السعوديين، ودفعتم لهم من الأموال الملايين، واشتريتم بملايين أخرى منابر إعلامية، واختزلتم هدفكم وغايتكم القصوى في هز استقرار المملكة وأمنها، منذ أن انقلب حمد على أبيه، وفشلت كل محاولاتكم المجنونة ومغامراتكم المتهورة، وتآمرتم مع القذافي الذي انقلبتم عليه في النهاية، إضافة إلى تمويلكم المجنون للربيع العربي أو بلغة أدق الدموي، واستخدمتم الإرهابيين، وتبنيتموهم، وأصدرتم لهم الجوازات القطرية لتسهيل تحركاتهم المؤذية، فجاءت قضية جمال خاشقجي فتشبثتم بها لا حبًا بالرجل ولكن لتجعلوها ذريعة لإيذائنا، أما النتيجة فكانت في كل مرة تفشلون، وتعودون من جعجعاتكم العدوانية بخفي حنين. ولو كان في القيادة القطرية رجل رشيد يتعامل مع الأحداث بموضوعية وحكمة، لما وقعتم في كل هذه الطوام والكوارث، التي يدفع ثمنها أهل قطر في النهاية. المملكة، وبالذات في هذا العهد تحديدًا تحظى قيادتها بشرعية وقبول قل أن يكون لها مثيلاً في الدول العربية، اللهم إلا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنتم بمحاولاتكم، أو بلغة أدق محاولات «عزمي بشارة» منظركم الكبير الذي يقوم بالتفكير نيابة عنكم ينطبق عليكم قول الشاعر: كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ إلى اللقاء
مشاركة :