خطيب المسجد النبوي يتحدث عن أفضال الذكر والمحافظة عليه

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم في المدينة المنورة عن وجوب تحقيق تقوى الله سرًّا وجهرًا والرجوع إليه والانكسار له في السراء والضراء للخلاص من مصاعب الدنيا الفانية، وما في هذا الزمن من الفتن والمصاعب والكروب. وأوضح فضيلته أن من صور الانكسار والتضرّع والاستسلام لله جل وعلا ما أرشد إليه النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- ثلة من الصحابة وأوصاهم بلزومه قلبًا وقالبًا قولًا وفعلًا، سلوكًا وحالًا، فقد أرشد أبا موسى رضي الله عنه بقوله: (قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة) رواه الشيخان. وذكر أن في قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) امتثال لوصية جليلة بذكر عظيم وجيز المبنى عظيم المبنى ذكر يلهج به اللسان، وأنه لا معين على تحقيق مصالح الدارين إلا الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} وقال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}، فهو ذكر يتيقّن به العبد أنه لا تحوّل له ولا لغيره من حال إلى حال، ولا قوة على شأن من شؤونه أو تحقيق غاية من غاياته إلا بتقوى الله العلي العظيم، وهو ذكر يظهر فيه العبد فقره الحقيقي، وذلّه لربه، وأنه في ضرورة وافتقار إلى خالقه العزيز القهّار. وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي أنه ينبغي لكل مسلم أن يلهج بذكر لا حول ولا قوة إلا بالله بلسان المقال والحال، إذ أن سرّ التوحيد يقتضي انكسارًا للخالق، وانقطاعًا إليه، وبراءة من الحول والقوة إلا بالله جل وعلا، مبينًا أن من أسباب تفريج الكروب وإزالة الهموم أن الإنسان متى استبطأ الفرج، وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرّعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة، فعليه أن يرجع إلى نفسه باللائمة ويحدث عن ذلك توبة صادقة، وأوبة إلى الله مخلصة، وانكسار للمولى تبارك وتعالى. وحثّ آل الشيخ، على المحافظة على مثل هذا الذكر العظيم في كل وقت وحين، إذ إن خيرات الذكر متنوعة، وأفضاله متعددة، قال صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفّرت خطاياه، ولو كانت أكثر من زبد البحر) رواه أحمد وحسّنه الترمذي وصححه الحاكم. وأضاف، أن هذا الذكر دعاء خير للعبد وحفظ له وسياج لمصالحه، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من قال- يعني إذا خرج من بيته- بسم الله، وتوكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان) رواه أبو داود، فذلك ذكر يقتضي الاستسلام لله وتفويض الأمور إليه، والاعتراف بالانكسار إليه سبحانه، وأنه لا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر، فأزمة الأمور بيد الله سبحانه وأمور الخلائق مقودة بقضائه وقدره، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. وأضاف فضيلته أن المؤمن الموحّد الحافظ لحدود الله الملتزم بطاعته وطاعة رسوله- صلى الله عليه وسلم- مخصوص بمعية الله الخاصة لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}؛ إذ إن من حفظ الله، وراعى حقوقه، وجده أمامه وتجاهه على كل حال، ومن تعرّف على الله في الرخاء تعرّف عليه في الشدة، فنجّه من الشدائد وخلّصه من المصائب، فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في رضائه، عامله الله باللطف والإعانة في شدته.

مشاركة :