رحل جابر الخواطر

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبا سعود لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون . ليس هناك أقسى على النفس من رؤية من تحب مُسجَّى بلا حِراك، تراه ولا يراك، تنظر إليه للمرة الأخيرة ولا تكاد تُصدِّق ما ترى، هَمَمْتُ مِراراً أن أسأل كل من يَمُرُّ بجانبي.. أحقاً رحل أبو سعود؟ أحقاً رحل ولن يعود ؟ ليأتي الجواب عاجلاً نعم رحل ولكنه لم يزل في الكون عطره ، وفي القلوب ذكره ، وفي العيون ابتسامته ، حتى وهو مغمض العينين. وداعاً يا أبا سعود نقولها بقلوبٍ مطمئنة وراضيةٍ بما كتبه الله عليها ، وداعاً ونحن على يقين أنك ذهبت من دار الفناء والابتلاء إلى دار المستقر والبقاء وداعاً وأيادي الكثيرين والمحبين مرفوعةً تدعوا الله عز وجل أن يثبتك وأن يمحوا خطايك ويضاعف حسناتك وداعاً وفي القلب غُصة وفي النفس حسرة ولكن عزاؤنا أنك أقبلت على من هو أرحم منّا وأكرم منّا. المساجد والمآذن لك شاهدة ، كرسيّك وسجادتك لك شاهدة تكبيرة الإحرام لك شاهدة ، الصلوات والعبادات لك شاهدة مايقارب الثلاثون حجة لك شاهدة ، صيام التطوع والإعتكاف لك شاهدة ، الناس هم شهود الله في أرضه لك شاهدين. رحلت وقد زرعت في نفوس أبناءك و نفوسنا جميعاً مبدأ التسامح كيف لا وأنت من أوصى ابنه الأكبر “سعود ” قائلاً : (رفيقك ادمح له تسعه وتسعين زله وإن جات الميه سوي نفسك انك ما شفتها ) ولعل من وصاياك له ( قول في سجودك اللهم لا تجعل في قلبي غل على أحد ولا حسد لأحد) . ولعلي أختم هذا المقال بمقولة للأمام الشافعي رحمه الله حينما قال :أصبحت من الدنيا راحلاً ،و للإخوان مفارقاً ولسوء عملي ملاقياً ولكأس المنية شارباً وعلى الله وارداً ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم أنشد يقول : ولما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبيجـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــهبعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزلتجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا رحم الله الشيخ – جابر بن رزيقان البنوي – واسكنه فسيح جناته.

مشاركة :