على وقع المباني والتصاميم التراثية، وفنون الهندسة المعمارية وجمال الأحجار والبنيان، يضع زوار محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية "المدرسة الأميرية" التي تعرف بمدرسة الهفوف الأولى، الأيقونة التعليمية الأولى ضمن خارطتهم السياحية، لما تحتضنه هذه العمارة من إرث معماري وتاريخي وتعليمي كبير.فالمدرسة الأميرية يمتد تاريخها إلى عقود من الزمان، حيث تم تشييدها وسط مدينة الهفوف، في حين أن السائحين مازالوا يضعونها ضمن القائمة السياحية والتراثية خلال زياراتهم لمحافظة الأحساء، لما يجدونه من إرث تاريخي وتعليمي كبير، وشخصيات برزوا وتقلدوا فيما بعد حقائب وزارية في البلاد، كما عزز من أهمية تاريخها الزيارة التي قام بها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ رحمه الله ــ إلى المدرسة عام 1931م، لتفقد أحوالها.وأعجب الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ بهذه المدرسة، فأمر آنذاك نجله الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - الملك فيصل فيما بعد - بفتح المدرسة، حيث يربط المتابعون بين تلك المدرسة، وتاريخ الملك عبد العزيز وإنجازاته، خاصة بعد أن أمر ـ رحمه الله ـ بتأسيس المدرسة لتكون نقطة انطلاق التعليم في المنطقة الشرقية.وتعد المدرسة الأميرية التي يطلق عليها أيضا "بيت الثقافة"، من أقدم المدارس الحكومية، من خلال انطلاقها 1356هـ، وافتتاحها رسميا في محرم 1360هـ، تحت رعاية الأمير سعود بن جلوي أمير الأحساء في ذلك الوقت، إذ تختزن تاريخا وصفحات لمجموعة من الشخصيات والأعلام في مجالات الأدب والثقافة والاقتصاد، من أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة الذي درس القرآن الكريم والسنتين الأولى والثانية الابتدائيتين في الأحساء، ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية - سابقًا - المهندس علي النعيمي، ووزير العمل السابق الدكتور غازي القصيبي ــ رحمه الله ــ ، وقد تخرجت أول دفعة في المدرسة، التي بلغ عددها 70 طالباً، سنة 1943م.
مشاركة :