"سجل أنا عربي" توقع رؤوفين سنير في غرام اللغة العربية

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حيفا (اسرائيل)- كانت قصيدة “سجّل أنا عربي” للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كافية لتحويل الأكاديمي الإسرائيلي رؤوفين سنير من “عدوّ للعرب وللغة العربية” إلى شغوف بها ومترجم لكنوزها ومؤيّد لإقامة دولة فلسطينية. ويروي رؤوفين سنير على هامش ندوة عن شعر محمود درويش في حيفا دعت لها رابطة خريجي الكليّة العربية الأورثوذكسية “لقد تعلّمت اللغة العربية كلغة عدوّ، لأعرف لغة الأعداء ولأكون ضدّ العرب، لكنني وقعت في غرامها”. ويضيف “عادة ما يتعلمّ الإسرائيليون اللغة العربية ليخدموا في أجهزة الدولة والمخابرات”. ورؤوفين سنير من مواليد مدينة حيفا عام 1953 لوالدين عراقيين، وكان يمنعهما من الحديث باللغة العربية في البيت، لأنها “لغة الأعداء”، كما يروي. لكنه وقع في غرامها، بحسب تعبيره، وأخذ على عاتقه ترجمة الشعر العربي وخصوصا شعر محمود درويش للعربية لينقل هذا الإرث إلى الإسرائيليين ويعرفهم على الثقافة العربية. وقال سنير “أصاب بالدهشة حين يسألني اليهود: هل يوجد شعر للعرب؟ هل يوجد شعر للفلسطينيين؟”. كما تحدث عن حبه للأدب العربي وتابع “الأدب العربي امتداد لألفي سنة من دون انقطاع، وهذا أمر فريد لا نجده إلا مع الشعر العربي”. “سجّل أنا عربي” يشغل رؤوفين سنير منصب عميد كلية اللغة العربية في جامعة حيفا. ويقول أحد طلابه السابقين واسمه شربل عبود “كان هو المشرف على رسالتي. كان صهيونياً وكانت أراؤه نابعة من هذه الايديولوجيا، وكنا نتجادل بشكل حادّ بسبب هذه الأفكار، وطردت عدة مرات من دروسه”. "سجل أنا عربي" كانت كافية لتحويل رؤوفين سنير من "عدوّ للعرب وللغة العربية""سجل أنا عربي" كانت كافية لتحويل رؤوفين سنير من "عدوّ للغة العربية" إلى شغوف بها ومترجم لكنوزها ويضيف “تركت رسالة الماجستير، وعدت إلى الجامعة مرة أخرى والتقيته مجددا في العام 2011، وصُدمت كيف تغيّرت أفكاره.. لقد أثّرت أبحاثه عن تأثير الصهيونية على اليهود العرب على أفكاره..”. لكن اللحظة الفاصلة التي يشير إليها رؤوفين سنير هي قراءته لقصيدة “بطاقة هويّة”، ويقول محمود درويش في هذه القصيدة “سجّل أنا عربي… ورقم بطاقتي خمسون ألف. وأطفالي ثمانية. وتاسعهم سيأتي بعد صيف.. فهل تغضب؟.. سجّل برأس الصفحة الأولى.. أنا لا أكره الناس.. ولا أسطو على أحد.. ولكني إذا ما جعت.. آكل لحم مغتصبي. حذار حذار من جوعي.. ومن غضبي”. ويقول رؤوفين سنير “إنها قصيدة ذات تأثير كبير، لقد أغضبت السلطات الإسرائيلية التي رأت فيها خطرا على إسرائيل”. لا ضوء في النفق ويدعو البروفسور سنير إلى إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة، وأيضا إلى “منح الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل حقوقهم”. ويقول “من دون ذلك لا يمكن الحديث عن السلام”. ويتعرّض سنير بين الحين والآخر لهجوم اليمين الإسرائيلي، حتى أن البعض يصفه بأنه عدوّ لإسرائيل. ويقول “كان الإسرائيليون في الماضي يؤمنون بالسلام أكثر، وكان هناك شعراء يهود يكتبون الشعر باللغة العربية مثل الشاعر الإسرائيلي من أصل عراقي ديفيد تسيمح الذي كتب في العام 1959 قصيدة عن مجزرة كفر قاسم اسمها "أب ذهب ولم يعد"”، وهي عبارة عن حوار بين أم وابنتها عن والدها الذي لم يعد إلى بيته”. ويضيف ” يوما بعد يوم نبتعد عن تحقيق السلام… الجمهور الإسرائيلي يتّجه نحو اليمين. للأسف لم نعد نجد الضوء في آخر هذا النفق”.

مشاركة :