دبي: سومية سعد سكن العزاب وسط الأحياء السكنية، ظاهرة سلبية وغير حضارية، تؤرق العديد من الأسر والعائلات، ورغم ما تقوم به بلدية دبي من حملات تفتيشية على المباني والمنشآت القائمة في إمارة دبي، إلى جانب حملات المداهمة المشتركة مع مهندسي إدارة المباني على مساكن العزاب في المناطق السكنية؛ حفاظاً على استدامة المباني القائمة، ولتحقيق رؤية البلدية «بناء مدينة سعيدة ومستدامة»، إلا أن بعض الأشخاص يحاولون التأجير من الباطن، وتسكين العزاب. إجراءات صارمة تقول مي القيسي: إن التأثيرات السلبية لتواجد مساكن العزاب وسط الأحياء السكنية؛ تتلخص في الضغط على البيئة والصحة والسلامة، فغالبية تلك المساكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية، ما يساعد على انتشار الأمراض المعدية؛ بسبب الأعداد الكبيرة، التي تقيم في المسكن الواحد، وعدم الالتزام بقواعد السلامة العامة والاشتراطات الصحية، وترى أنه لابد من اتخاذ إجراءات صارمة تجاههم. ويقول حمدي الشاعر، إنه قدم شكوى للبلدية عن وجود عزاب في إحدى البنايات، التي يسكن بها في ديرة، وأخبرته البلدية أن هناك نوعين من العزاب؛ هما: العازب العامل، والعازب الموظف أو المهني، سواء كان طبيباً أو مهندساً أو بوظيفة مهنية وفنية، ويمنع منعاً باتاً سكن العمال في المناطق السكنية، ويسمح لهم بالسكن في المناطق الصناعية فقط، أما بالنسبة للعزاب المهنيين فيمكنهم السكن في البنايات الخاصة بالعائلات؛ إذا حصلوا على موافقة مالك البناية على ذلك، أي إذا وافق مالك البناية على التأجير لهم. زيارات مفاجئة واستغرب عادل حلمي من رد البلدية له عند التقدم بشكوى ضد عزاب يسكنون في الشقة المجاورة، وأنهم لا يستطيعون معاينة أية شقة إلّا بعد موافقة المستأجر، فإذا وردت بلاغات حول مخالفة عزاب للوائح والضوابط، أو في حال إقامة عمال داخل بناية سكنية، يتم إجراء طلب معاينة، بالتنسيق مع المستأجر؛ لإفادته بأن التفتيش سيكون خلال أسبوع على سبيل المثال؛ لكنه لا يعطي وقتاً محدداً، لعدم إتاحة الفرصة له لإزالة المخالفات، أي تكون زيارات مفاجئة في أي وقت صباحاً أو مساء.وتقول عزة أحمد: إن من حق العزاب أن يكون لهم أماكن مخصصة لهم، دون أن يؤثر في العائلات، فهناك مشكلة تواجه الزوجات اللاتي يبقين في المنزل في الصباح؛ بعد خروج الزوج للعمل، ويبقى هاجس الخوف عندهن من العزاب المتواجدين حولهن، مع أن أغلب العزاب يتواجدون في العمل؛ لكن الرهبة والخوف يسيطر على المرأة في كل الحالات.ويقول الدكتور شافع النيادي مدرب تنمية الموارد البشرية والأسرية: وجود سكن العزاب بمكان قريب من الأسر من الظواهر السلبية، التي يجب القضاء عليها، خاصة وأن هذه الفئة هي من جنسيات مختلفة، ولديهم أديان متعددة وثقافات مختلفة تخالف عادتنا وتقاليدنا الشرقية، وتعد أكثر ضرراً على الأطفال؛ حيث بات الأهالي ينتابهم الخوف والقلق؛ بسبب انتشار العزاب خلال الفترة المسائية بين البيوت التي يسكنونها، مع قيام بعضهم بتصرفات تسيء إلى الواقع الاجتماعي المحافظ، وتقاليدنا التي نفتخر بالمحافظة عليها. رد البلدية يقول المهندس حافظ غلوم مدير قسم الرقابة الصحية في بلدية دبي، بأن هنالك حملات مستمرة على سكن العزاب، وتطبيق نظام التعاون في مجال حماية الأخلاق والقيم في المجتمع وكذلك تنظيم عملية البناء والمحافظة على الثروات القومية من الهدر، الذي قد يقوم به بعض العزاب الذين يعملون في الإمارة.وأضاف يمنع القانون وجود العزاب بين الأسر إلا في بعض الأماكن التجارية، وبعدة اشتراطات؛ لتحقيق استدامة الأمن والسلامة العامة في المباني والمنشآت القائمة في إمارة دبي، وأضاف أنهم يقومون بحملات مداهمة مشتركة مع مهندسي إدارة المباني على مساكن العزاب في المناطق السكنية؛ حفاظاً على استدامة المباني القائمة، ولتحقيق رؤية البلدية «بناء مدينة سعيدة ومستدامة».وطالب بضرورة اتخاذ كافة التدابير والاحتياجات اللازمة عند تنفيذ المداهمات المشتركة بين بلدية دبي وشرطة دبي، بتشكيل فريق عمل من الجانبين؛ لتنفيذ حملات ومداهمات دورية مكثفة على مساكن العزاب. المعايير الموحدة أطلقت وزارة الداخلية، تفعيل المعايير الوطنية للتوزيع الحضري في الدولة، وهي المعايير الموحدة، التي تتعلق بالاشتراطات الصحية والبيئية بالنسبة للسكان، وعدد القاطنين في الوحدات السكنية، حيث تستهدف المعايير تعزيز مؤشر الشعور بالأمان؛ من خلال تبني مبادرات تستهدف الأحياء والأماكن السكنية، خاصة تلك المخصصة للعمال وفئة العزاب من الدخل المحدود.
مشاركة :