واجهت قطر العديد من المشاكل في السنوات الثماني التي انقضت، منذ فوزها باستضافة كأس العالم 2022، إلاّ أن مشكلة جديدة كانت على الأرجح أقل ما يشغل بال اللجنة المنظمة: الأمطار. وواجهت قطر سلسلة انتقادات منذ اختيارها في 2010 لتنظيم المونديال، شملت حقوق العاملين في ورش المنشآت وظروف إقامتهم، وصولاً إلى احتمالات تأثير الأزمة القطرية على التحضيرات للاستضافة. لكن الفيضانات التي تسببت بها الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي، طرحت السؤال حول قدرة البنى التحتية لقطر على التعامل مع ظروف مناخية مماثلة،علماً أن غالبيتها تشيد لاستضافة المونديال. وأدت الظروف المناخية وتساقط الأمطار في 20 الجاري إلى عرقلة حركة السير في معظم الطرق، وفاضت المياه في الأنفاق، الجامعات، المدارس، العيادات، السفارات والمكتبة الوطنية الجديدة، وأقفلت بعض المحال لأيام عدة، بعد تساقط كمية كبيرة قدرت ب84 ملم. في المدينة التعليمية الواقعة في ضواحي الدوحة؛ حيث موقع أحد الملاعب المضيفة للمونديال، سجل هطول 98 ملم من الأمطار. وأفادت لجنة طوارئ الأمطار التابعة لوزارة البلدية والبيئة، أنه تم سحب 287 مليون جالون من المياه في الأيام الأخيرة. وأظهرت صور وأشرطة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، المياه جارية على سلالم داخل الأبنية، في حين غمرت مواقف السيارات.ومن أبرز الصور تلك التي نشرت لملعب في الدوحة، وهو أشبه ببحيرة بعدما غمرته المياه.وتسببت الظروف المناخية بمشاكل كبرى في تصريف كميات المياه. - ليست المرة الأولى - ولا شك بأن الظروف المناخية كانت قاسية على قطر، إلاّ أنها ليست الأولى من نوعها في الأعوام الأخيرة، في دولة تنفق 500 مليون دولار أسبوعياً ضمن تحضيرات تنظيم كأس العالم. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، فتحت الحكومة القطرية تحقيقاً بعدما كشفت الأمطار الغزيرة عيوب بعض أعمال البناء وورش الإنشاءات، ومنها في استاد خليفة الدولي المضيف لمباريات المونديال. كما ضربت قطر عاصفة كبرى أخرى في العام التالي. وكانت فيضانات العام الحالي، الثالثة في آخر أربع سنوات، وضربت في الفترة الزمنية تقريباً التي سيقام فيها المونديال. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد قرر إقامة المونديال القطري في الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة التي تتخطى 40 درجة مئوية في فصل الصيف بقطر. وعلى الرغم من تشييد قطار أنفاق لتسهيل انتقال المشجعين خلال المونديال، إلاّ أن الظروف المناخية المماثلة في حال تكررت إبان النهائيات، قد تشهد تأخير انطلاقها أو تأجيل موعدها. والملعب الوحيد الذي بات جاهزاً للمونديال - استاد خليفة - لم يتأثر سلباً بالفيضانات، بحسب ما أفاد عمال وكالة فرانس برس. (أ ف ب)
مشاركة :