يُعد البحث والتطوير أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن كل دولار ينفق في البحث والتطوير يولد ما يقرب من دولارين في المقابل. ورغم أن هذا المعدل يتباين من مجتمع إلى آخر، إلا أن البحث العلمي والتطوير المرتبط بالصناعات والتقنية هي الأساس في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة. ويتطلب البحث العلمي العديد من المقومات منها الوعي والثقافة، والباحثين المؤهلين، والتمويل، والبنى التحتية من مختبرات وأجهزة ومواد، والروابط مع المؤسسات البحثية. وعند ربط البحوث بمتطلبات قطاع الصناعة والأعمال، فإن ذلك يسهم بشكل فاعل في إيجاد حلول مبتكرة ومعالجة الأولويات الوطنية. ويُعد تعزيز القدرات البحثية الجامعية لأعضاء الهيئات الأكاديمية بمؤسسات التعليم العالي أحد أهم أهداف الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي، ذلك لما لها من أثر إيجابي على الإنتاج البحثي لمؤسسات التعليم العالي، وبالتالي تصنيف هذه المؤسسات إقليمياً وعربياً وعالمياً. لذا حرصت إدارة البحث العلمي بالأمانة العامة لمجلس التعليم العالي على ضمان حصول أعضاء الهيئات التدريسية بمؤسسات التعليم العالي على التدريب المهني الذي يمكنهم من تطوير مهاراتهم وقدراتهم البحثية، من خلال تقديم عدد من الورش والبرامج التدريبية منها برنامج «تواصل الباحث» بهدف تنمية المهارات المتعلقة بإجراء البحوث لدى أعضاء هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي بمملكة البحرين، والذي تم تقديمه من قبل خبيرة في هذا المجال من المملكة المتحدة. وقد ركز على أربعة موضوعات أساسية في إعداد البحوث العلمية وهي: الكتابة الأكاديمية للبحوث، وكيفية عرض البحوث بالأدلة، وصياغة خلاصة البحث، والتعاون الأكاديمي. وبهدف قياس أثر البرنامج على الباحثين تم عقد لقاء للمشاركين للتعرف على مدى تطبيق مضمون البرنامج عند قيامهم بإجراء الأبحاث ونشرها وعرضها في المحافل العلمية.