المريخي: الشدائد تكشف «الطابور الخامس» من المنافقين

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة، أمس، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، أن الله تعالى يجزي المؤمن بالخير في السراء والضراء، لأن أمره كله خير. وقال فضيلته: «إن المحن والابتلاءات تحمل في بطونها النعم والمنن والهداية والتوبة والرجعة، وقد تلد الخيرات والاستقامات واللذائذ والمسرات، لأن الله تعالى رؤوف رحيم بعباده يريد بهم اليسر، ويريد أن يبين لهم ويهديهم سبل الرشاد».وأكد فضيلته أن الصبر على الشدائد يكفر الذنوب والمعاصي والسيئات ويرفع الدرجات ويمحى الخطايا ويقيل العثرات ويثقل الموازين ويمحص وينقي الأنفس والقلوب ويصفي النيات، لافتاً إلى أن الله تعالى يهون على أهل البلاء دنياهم وييسر أمورهم، وقال: «إن الشدائد تجعل الإنسان يتذكر ربه واللقاء والآخرة فيعد العدة ويتوب ويحسن ويخلص ويجتهد، كما أنها تحفظه من الغرور بالدنيا والتكبر والبطر وتجعله يعرف قدره حقيقة. وأوضح أن الأمة المسلمة أمة الابتلاء والاختبار، وأن الله تعالى يجدد لها أمرها ويبين لها عدوها من صديقها، ومحبها من مبغضها، وهي في أمس الحاجة لأن تعرف ما لها وما عليها خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة من الدنيا، لافتاً إلى أن الأمة تحكم بغير دينها من ثقافات ومعارف وقوانين وطقوس وتصرفات ومعتقدات باطلة، ويمكر بها أعداؤها والمنافقون منذ قرون، فلعل الله تعالى أذن لها أن تتنفس لتنهض وتستيقظ من سباتها وتنفض الغبار عن بدنها وتهجر غفلتها. وقال فضيلته: «لقد استبان للأمة اليوم أعداؤها ومنافقوها والطابور الخامس الذي يسكن فيها وكان يظهر ودها ومحبتها ويتحين الفرصة لينقض عليها، وكذلك فعل في أكثر من بقعة من ديار العرب»، داعياً إلى عدم الحزن من المحن لكونها تمحص للمؤمنين وتكشف مخططات المنافقين وتفضح من نحا نحوهم وسلك مسلكهم. وأوضح أنه في الشدائد تعرف المنافع من المضار، والطيبات من الخبائث، والصدق من الكذب والأمانة من الخيانة، والصديق من العدو والمحب من المبغض، لافتاً إلى أن الشدائد هي محك الرجال ومصنع المروءات والكرامات، وأن الثبات عندها من خصائص المؤمنين وعلامات المخلصين، مصداقاً لقوله تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وتساءل فضيلته: كم نفع الله تعالى من عباده من الشدائد؟ وكم استفاد البعض مما نزل بهم؟ وكم حمد الله تعالى من الناس على النعم التي ظهرت من الشدائد؟ وكم دفع الله تعالى بالشدائد من النقم، وقال: «نحن اليوم نعيش الشدائد على مستوى الأمة. فالمسلمون في بعض البقاع نزلت بهم شدائد أوجعتهم، وسالت فيها دماء وأزهقت فيها أرواح ودمرت فيها ممتلكات واختلط فيها الحابل بالنابل، ولكن في معتقدنا نحن المسلمين أهل السنّة والجماعة أن الله تعالى لا يقدر على عبده إلا خيراً وأنه جل وعلا رؤوف رحيم». وأضاف فضيلته: إن المحن وإن بدت مؤلمة في ظواهرها، إلا أنها تحمل النعم، وأنه لولاها لما استبانت للأمة السبل واتضحت الرؤى والمناهج والنوايا، داعياً المؤمن الحق إلى عدم السخط، وأن يحمد الله على ما أصابه مصداقاً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن أن الشدة فيها الأجر لمن صبر عليها ولم يتسخط.;

مشاركة :